شهد مضمار كَرّا الأيرلندي مساء السبت سباقاً من العيار الثقيل، وذلك عندما أقيم شوط بيرسفورد ستيكس من الفئة الثانية للخيل المهجنة الأصيلة عمر سنتين، لمسافة 1600 متر، برعاية نادي قطر للسباق والفروسية. وقد نجح المهر هوك ماونتن في الفوز باللقب، مبشراً ببداية واعدة له في عالم السباقات الأوروبية. المهر تحت إشراف المدرب الشهير إيدن أوبراين وبقيادة الخيال رونن ويلان، وبملكية مشتركة لديريك سميث والسيدة جون ماغنيير ومايكل تيبر.
هذا الإنجاز جاء ليعزز مكانة المهر الذي بدأ خطواته الأولى بثقة، حيث سبق أن حقق فوزه الأول في ثاني مشاركاته، ثم عاد ليواصل التقدم ويؤكد حضوره في ثالث ظهور رسمي له، ليصبح من أبرز الخيول الصاعدة في الفئة الثانية على مستوى العالم.
كيف كانت أجواء السباق؟
انطلق السباق في أجواء مميزة وسط حضور جماهيري معتاد لمضمار كَرّا، حيث يعتبر هذا المضمار أحد أشهر ميادين سباقات الخيل في أوروبا. وقد تنافست في الشوط خمسة خيول فقط، لكن مستوى التحدي كان مرتفعاً، حيث شاركت أسماء موعودة بمستقبل جيد.
قاد هوك ماونتن السباق منذ بدايته، متبعاً أسلوب السيطرة المبكرة، وهو تكتيك اعتمد عليه مدربه أوبراين في سباقات سابقة مع خيول أخرى. ومع اقتراب المنعطف الأخير، ضغط الخيال ويلان على المهر الذي استجاب بقوة، فحافظ على موقعه وتقدّم بثبات حتى خط النهاية. وسجل هوك ماونتن زمناً بلغ دقيقة و43 ثانية تقريباً، وهو توقيت مقبول في هذه الفئة خاصة مع ظروف أرضية المضمار التي كانت رطبة و طرية، مما تطلّب من الخيول مجهوداً إضافياً للحفاظ على توازنها وسرعتها.
أبرز المنافسين في هذا السباق:
شارك في السباق خيول عدة لها سمعة متنامية في سن مبكرة. من بينها:
- جريون (Geryon) الذي أظهر تطوراً ملحوظاً في سباقاته الأخيرة، وكان مرشحاً للضغط على هوك ماونتن في المراحل النهائية.
- أل هارث (Al Haarith) الذي دخل المنافسة بتوقعات متوسطة، لكنه يمتاز بقدرة على التحمل في المسافات الأطول.
- بورت أوف سباين (Port of Spain) وشايهان (Shaihaan) اللذان سعيا لتقديم أداء قوي، لكنهما لم يتمكنا من مجاراة إيقاع هوك ماونتن في الأمتار الأخيرة.
ورغم قلة عدد المشاركين، فإن طبيعة السباق فرضت منافسة تكتيكية، إذ حاول كل خيال إيجاد موقع متقدم منذ البداية، غير أن سرعة انطلاق هوك ماونتن وقدرته على التقدّم التدريجي حسمت النتيجة بوضوح.
دور نادي قطر للسباق والفروسية:
يواصل نادي قطر للسباق والفروسية تنفيذ استراتيجيته الهادفة إلى تعزيز حضوره العالمي، من خلال رعاية سباقات مرموقة في أوروبا، وربط اسم قطر بأحداث كبرى في عالم الخيل.
هذه الرعاية تمنح ملاك الخيل القطريين فرصاً للتواجد في مضامير رفيعة المستوى، كما أنها تفتح المجال أمام المدربين والخيالة لاكتساب خبرات إضافية من خلال الاحتكاك بالمنافسة الدولية. ويأتي سباق بيرسفورد ستيكس مثالاً واضحاً على هذه الجهود، إذ جمع بين طابع المنافسة الأوروبية وأهمية البعد الدولي للنادي.
قراءة في أداء هوك ماونتن:
أظهر المهر في هذا السباق علامات النضج المبكر، إذ تميز بقدرة على قيادة الشوط من بدايته حتى نهايته دون تراجع يذكر. هذا الأداء يعكس مستوى الإعداد الذي خضع له، ويبرز قيمة الخبرة التدريبية التي يتميز بها أوبراين في إعداد الخيول الصغيرة.
من الناحية التكتيكية، أدار الخيال رونن ويلان السباق بذكاء، حيث منح المهر فرصة للتحكم في الإيقاع ثم دفعه في اللحظة المناسبة، وهو ما ضمن له الفوز على الرغم من محاولات المنافسين الاقتراب منه في الأمتار الأخيرة.
ما هي التوقعات القادمة؟
إن الفوز بشوط من الفئة الثانية يعتبر محطة مهمة لأي خيل ناشئ، إذ أنه يفتح له الباب أمام المشاركة في سباقات أقوى من الفئة الأولى. ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً أمام هوك ماونتن، فإن بدايته المثمرة تمنحه فرصة جدية للتواجد ضمن النخبة في المواسم القادمة. لكن التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على هذا المستوى أمام منافسين أكثر خبرة في سباقات مقبلة، خصوصاً أن الفئة الأولى تتطلب قدرة أعلى على التحمّل والتعامل مع ظروف سباق أكثر تعقيداً. ومع ذلك، فإن المؤشرات الأولية توحي بأن المهر يملك المقومات اللازمة لمواصلة الصعود.
أهمية الفوز على الصعيد الدولي:
إلى جانب أهميته للملاك والمدرب والخيال، يحمل هذا الفوز قيمة إضافية لنادي قطر للسباق والفروسية، الذي يسعى لإبراز حضوره في ميادين عالمية. فهذا النوع من الإنجازات يعزز صورة النادي كشريك فاعل في صناعة السباقات، ويمدّ الجسور بين مجتمع الفروسية في قطر ونظرائه في أوروبا.
كما أن مشاركة خيول برعاية قطرية في سباقات مرموقة كهذه تمنح الجمهور العربي فرصة لمتابعة إنجازات جديدة في ساحات غير محلية، ما يزيد من الاهتمام برياضة الخيل ويربطها بمستوى عالمي.
لقد أثبت المهر هوك ماونتن في مضمار كَرّا أنه قادر على المنافسة مبكراً، وأنه يملك مؤهلات تؤهله لمستقبل واعد. إذ أن الفوز في شوط بيرسفورد ستيكس لم يكن مجرد لقب، بل خطوة في مسار طويل نحو سباقات الفئة الأولى، وامتداد لجهود نادي قطر للسباق والفروسية في تعزيز حضوره على الساحة الدولية.
بهذا الانتصار، يصبح المهر واحداً من الأسماء الواعدة في عالم سباقات الخيل الأوروبية، ويترقب المتابعون مشاركاته المقبلة لمعرفة ما إذا كان قادراً على تثبيت مكانته بين نخبة الخيول الصاعدة.
المصادر:
جريدة العرب القطرية
موقع Sporting Life
تجهيز خمسة مضامير لاستقبال موسم الإمارات الجديد لسباقات الخيل
تنبيه صارم بشأن استخدام مادة Banamine فما هي الأسباب؟
مدرسة أبوظبي للفنون الفروسية الأميرية تفتتح أبوابها في نوفمبر المقبل
تشخيص وعلاج مشاكل الإنجاب لدى الأفراس
غداً انطلاق معسكر “كأس رئيس الدولة” للخيول العربية في بلجيكا
Leave a Reply