ألغت شركة “آيرو ترافلز” السياحية وشركات سياحية أخرى رحلات الجمال والخيول التي كانت معتمدة عند أهرامات الجيزة وذلك بعد ضغوط حقوقية واسعة بسبب سوء المعاملة التي تتعرض لها هذه الحيوانات.
ففي خطوة إنسانية طال انتظارها، أعلنت شركة “آيرو ترافلز” البريطانية (Aero Travels) وقف تقديم جولات ركوب الجمال والخيول ضمن باقاتها السياحية المتجهة إلى منطقة الأهرامات في الجيزة. هذا القرار يأتي استجابة لمطالب حقوقية متزايدة، ويمثل تحولًا مهمًا في تعامل شركات السياحة العالمية مع قضايا رعاية الحيوانات في مصر.
استغلال قاسي تتعرض له الخيول والجمال في منطقة الأهرامات:
قرار “آيرو ترافلز” جاء بعد تصاعد حملة ضغط قادتها منظمة “بيتا” (PETA) المعنية بحقوق الحيوان، والتي شارك فيها أكثر من 12,000 شخص. طالب هؤلاء الأشخاص بوضع حد فوري للاستغلال القاسي الذي تتعرض له الخيول والجمال في منطقة الأهرامات.
الشركة استجابت خلال أسبوع واحد فقط من دعوة “بيتا” لأنصارها بالتواصل المباشر معها. وقد أعلنت وقف الربح من معاناة الحيوانات التي تجبر على حمل السياح في ظل ظروف بيئية قاسية، وتحت حرارة الشمس الصحراوية الشديدة.
البداية مع قرار سلسلة “ماريوت بونفوي” بمقاطعة رحلات الخيول والجمال في الأهرامات:
جاء إعلان “آيرو ترافلز” بعد أسابيع من قرار سلسلة “ماريوت بونفوي” (Marriott Bonvoy) العالمية التي قطعت علاقتها بأي أنشطة سياحية تروج لركوب الجمال أو الخيول عند الأهرامات. وقد بدأ هذا التحول في سلوك الشركات الكبرى يفرض واقعًا جديدًا على صناعة السياحة في مصر.

تحقيق صادم من “بيتا آسيا” في منطقة الأهرامات:
ما دفع الأمور للتسارع بهذا الشكل كان تحقيقًا ميدانيًا أجرته منظمة “بيتا آسيا” في منطقة الأهرامات. حيث أن التحقيق وثق حالات مروعة من إساءة معاملة الخيول والجمال تشهدها هذه المنطقة.
فقد شوهد الحراس وهم يضربون الحيوانات التي كانت في حالة إنهاك شديد والبعض منها كان مصاباً. ومع ذلك ورغم إصابتها وإنهاكها لم يكن يسمح لها بالراحة أو الحصول على طعام أو ماء أو حتى ظل. وكذلك قد رصدت خيول تتجول وسط القمامة بحثًا عن طعام تأكله مما يعني أنها كانت تتعرض للتجويع أيضاً. وكذلك فقد عثر على حيوانات نافقة تلقى يوميًا بالقرب من هذه المواقع السياحية. والأكثر فظاعة، هو توثيق نقل الجمال المريضة أو المسنة إلى المسالخ، حيث يتم ذبحها هناك بطرق وحشية تُخالف أبسط معايير الرحمة. وقد ظهرت ناقة في أحد المقاطع وهي تركل الأرض بعنف لعدة دقائق بعد أن تم ذبحها وهو مشهد خالٍ من الرحمة أو الإنسانية.
“بيتا” تطالب شركات أخرى بالتحرك:
بعد نجاح حملة الضغط على “آيرو ترافلز”، دعت منظمة “بيتا” المعنية بحقوق الحيوان شركتي “ستابورن ميول ترافل” (Stubborn Mule Travel) و”أون ذا جو تورز” (On The Go Tours) إلى اتخاذ قرارات مماثلة.
حيث قالت “يفون تايلور”، نائبة رئيس المشاريع في “بيتا”:
“إن السياح الواعون لا يمكنهم تقبل فكرة الركوب على ظهر حيوان يعاني بهذه الطريقة البشعة. كما إن قرار شركة ‘آيرو ترافلز’ يعد موقفًا حاسمًا سيكسبها ثقة السياح الذين لا يرغبون في التعامل مع شركات تتربح من استغلال الكائنات الحية”.
الحاجة إلى سياحة مسؤولة:
تشدد “بيتا” على أن الخيول حيوانات اجتماعية جدًا، وقد أثبتت الدراسات امتلاك الخيول للذكاء العاطفي، وقدرتها على فهم ما يجري حولها من سلوكات مختلفة. وبالتالي فهي تشعر بالحزن لفقدان رفاقها، بالإضافة إلى الأسى الذي تعانيه من جراء المعاملة القاسية التي تتعرض لها. أما الجمال، فهي أيضاً تظهر روابطها الاجتماعية من خلال النفخ في وجوه بعضها كنوع من التحية وهي تتأثر بما يجري معها وحولها.
بالتالي فإن استغلال هذه الكائنات الذكية والحساسة في عروض سياحية ترفيهية لا يليق بعصر يدعو إلى السياحة المستدامة والمسؤولة. وهو كذلك يعد أمرًا غير أخلاقي وغير مبرر بحق الخيول والجمال التي تتم إساءة معاملتها واساغلالها لتحقيق أرباح مادية دون أي شفقة.
تحالف من 50 شركة سفر كبرى من أجل الرفق بالحيوان:
- بانضمامها إلى حملة مقاطعة الأنشطة السياحية التي تسيء إلى الحيوانات فقد أصبحت بذلك شركة “آيرو ترافلز” جزءًا من تحالف يضم أكثر من 50 شركة سفر كبرى. التزمت هذه الشركات برفض استغلال الحيوانات عند الأهرامات. ومن بين هذه الشركات الخمسين الشركات التالية:
“ماريوت” (Marriott).
“إير بي إن بي” (Airbnb).
“أودلي ترافل” (Audley Travel).
“بريتش إيرويز هوليديز” (British Airways Holidays).
“إيزي جيت هوليديز” (easyJet holidays).
“إكزودس أدفنتشر ترافلز” (Exodus Adventure Travels).
“هايز ترافل” (Hays Travel).
“سكوت دن” (Scott Dunn).
“ترافل ريبابليك” (Travel Republic).
دعوة لشركات السفر بمقاطعة رحلات الجمال والخيول عند أهرامات الجيزة:
تختتم “بيتا” حملتها بدعوة مفتوحة إلى كل شركات السياحة العالمية والمحلية باتخاذ القرار الأخلاقي نفسه، والانسحاب من هذه الممارسات القديمة والمؤذية. والابتعاد عن استغلال الخيول والجمال وغيرها من الحيوانات في مصر وفي منطقة أهرامات الجيزة وغيرها من المناطق.

فالحيوانات ليست أدوات للترفيه، ولا يجب أن تكون وسيلة جذب سياحي على حساب صحتها وغذائها وكرامتها. حيث أن احترام الحيوانات هو أساس في السياحة الأخلاقية المعتمدة في العصر الحديث.
المصدر:
worldanimalnews.com
دليلك إلى المزادات العالمية لشراء الخيول والوجهات المفضلة عند العرب
كيف تعالج إصابات الخيول الرياضية؟
تألق عربي لافت في بطولة إيرميلو الدولية للفروسية 2025





Leave a Reply