أخطر الأمراض التي قد تواجه خيولك في فصل الخريف

يندرج فصل الخريف ضمن المواسم التي تشهد تغيّراً كبيراً في الطقس الذي يتقلب بين دفء النهار وبرودة الليل، ما قد يضع الخيل أمام تحديات صحية متعددة. فهذا التنقل في درجات الحرارة، مع تغيرات في التغذية والبيئة، يهيّئ الفرصة لظهور بعض الأمراض التي قد تكون في طبعها موسمية أو تتفاقم مع بداية التغير المناخي. إليكم أبرز الأمراض التي قد تصيب الخيل في الخريف، أسبابها، أعراضها، وطرق الوقاية الممكنة.

أمراض الجهاز التنفسي العلوي:

التهابات الجهاز التنفسي (Influenza, Herpesvirus, Strangles), في الخريف والشتاء ترتفع حالات الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي عند الخيول، وتشمل الإنفلونزا، الفيروس المسبّب للهربس (EHV-1 وEHV-4)، ومرض Strangles البكتيري (بكتيريا Streptococcus equi).

هذه الأمراض تنتشر بسهولة عند تكدس الخيول أو في الملاعب والمضامير، خصوصاً إذا كانت التهوية ضعيفة أو إذا استخدمت أدوات مشتركة.

الأعراض الشائعة تكون:

السيلان الأنفي، السعال، الحمى، الخمول، تضخم العقد اللمفاوية في الرأس والعنق (في حالة Strangles)، وقد يحدث ضيق تنفس في الحالات المتقدمة.

الوقاية والعلاج:

أهم طرق الوقاية تتلخص فيمايلي:

  • تلقيح الخيول ضد الإنفلونزا والهربس ومرض Strangles وفق جدول تطعيمات مخصص لكل منطقة.
  • عزل الخيول المشتبه بإصابتها، واستخدام أدوات مخصصة لكل حيوان عند الفحص أو التنظيف.
  • تحسين التهوية في الإسطبلات والتنظيف اليومي للأماكن المزارعة.
  • العلاج الداعم يشمل مضادات الالتهاب، الأدوية الموصوفة من الطبيب البيطري، والرعاية التنفسية.

خمج الكبد بسبب نبات Panicum الخريفي:

في بعض المناطق، تظهر خطورة على الخيول من تناول نبات Panicum dichotomiflorum المعروف بـ Fall Panicum، خصوصاً في الأشهر الانتقالية مثل أواخر الصيف وبداية الخريف. هذا النبات قد يكون سامّاً للكبد (hepatotoxic) لدى بعض الخيول.

الأعراض تشمل:

فقدان الشهية، الخمول، آلام خفيفة في البطن، أحيانا علامات عصبية، وقد لا تظهر الأعراض في بعض الحيوانات. أما التشخيص فهو يعتمد على التاريخ الغذائي، فحص الدم (إنزيمات الكبد مثل GGT، AST، ALP، والصفراويات).

والعلاج يبدأ بإيقاف تغذية النبات فوراً، وتقديم رعاية داعمة للكبد، مع مراقبة مستمرة. الاستجابة تكون أفضل إذا التقط المرض مبكرًا.

التهاب الجلد الطيني (Mud Fever) وفطريات الجلد:

في الخريف، قد تزداد الرطوبة في المزارع والأماكن المكشوفة، مما يهيّئ بيئة مناسبة لظهور أمراض الجلد، خصوصاً في الأطراف السفلى. من أبرز هذه الأمراض «Mud Fever» أو ما يعرف أيضاً بـ scratches أو pastern dermatitis.

هذا المرض تسببه البكتيريا مثل Dermatophilus congolensis أو بعض الفطريات أو الطفيليات. الجلد يتعرض للرطوبة المستمرة، المماطلة في الجفاف، والاحتكاك مع الأرض المبتلة.

الأعراض: التهاب الجلد، سقوط الشعر في المنطقة المصابة، تآكلات، قشور أو جِلد متقرح في الأسفل.

توصيات جمعية الفروسية الأمريكية لرعاية الخيول الرياضية
توصيات جمعية الفروسية الأمريكية لرعاية الخيول الرياضية

الوقاية والعلاج:

يتلخص في الخطوات التالية:

  • إبقاء الأطراف نظيفة وجافة، وتجنّب المكوث الطويل في الأماكن الموحلة.
  • استخدام مضادات بكتيرية أو مطهّرات موضعية حسب توصية الطبيب البيطري.
  • القص أو التشذيب المناسب للشعر في منطقة الساق للسماح بجفاف أسرع.

التهاب النقرس (Laminitis) الناتج عن التحوّلات الغذائية والمعدية:

فصل الخريف يعد من الفترات التي قد تشهد تفجّر حالات Laminitis، خاصة عند الخيول التي تعاني من اضطرابات في الأيض أو مقاومة الإنسولين.

السبب: الغلوكوز والسكر في الأعشاب يمكن أن تتراكم ليلاً عند انخفاض درجات الحرارة، مما يرفع استجابة الإنسولين في الجسم ويؤدي إلى التهاب في الأنسجة النباتية بين جدار الحافر والعظم الداخلي.

في بعض الدراسات، رُصد أن الخيول معرضة أكثر لحدوث Laminitis في الربيع والخريف، بسبب هذه التغيرات في المكونات الغذائية للنباتات والحالة الأيضية للحيوان.

الأعراض: ألم عند المشي، تشبه الحصان “يُرفّع قدمه” (stance) لتخفيف الضغط، دفء في الحافر، زيادة نبض الشريان الرقبي في الحافر، صعوبة في الحركة.

الوقاية والعلاج:

  • تقليل تناول الأعشاب الغنية بالسكريات في الفترات الليليّة الباردة.
  • استخدام قيوط تقليم جيدة، العمل مع حدّاد الخيل.
  • إذا ظهرت الحالة، يجب تدخّل بيطري سريع، استخدام مسكنات، و تقييد الحركة، و دعم الحافر بعوازل مناسبة، وربما علاج مائي أو تغذية منخفضة الكربوهيدرات.
  • فحص الحالة الأيضية للحيوان، خصوصاً إذا لديه تاريخ من مقاومة الإنسولين أو متلازمة الأيض الخيلي (Equine Metabolic Syndrome).

الاعتلال العضلي غير العادي (Atypical Myopathy):

في بعض المناطق التي تضم أشجارا مثل Sycamore أو Box Elder، قد تنتج هذه الأشجار سموماً (مثل Hypoglycin A) تؤدي إلى مرض Equine Atypical Myopathy، ويظهر غالباً في الخريف حيث تتساقط بذور أو فِروع صغيرة قد تبتلعها الخيول أثناء الرعي. هذا المرض يصيب العضلات بشكل حاد، يسبب تحلل عضلي حاد (rhabdomyolysis)، وقد يودي بحياة الحصان إذا لم يعالج بسرعة.

الأعراض: ضعف مفاجئ، بيولن الدم (يوجد صبغة الميوغلوبين في البول)، صعوبة في الحركة أو العجز، و آلام عضلية، ورعشة أو ارتجاف.

الوقاية:

  • تفقد المراعي بانتظام لإزالة البذور والأجزاء الساقطة من الأشجار المعلومة بأنها سامة.
  • منع الخيول من الرعي في الأماكن التي تنمو فيها هذه الأشجار، أو في الأوقات التي تتساقط فيها البذور.
  • ضمان وجود تغذية بديلة آمنة ومناسبة في الموسم الانتقالي لتقليل احتمال أن تبحث الخيول عن علف غير معروف.

العلاج عادة يتطلب تدخلًا بيطريًا مكثفًا: سُوائل وريدية، دعم الكبد والعضلات، مكملات غذائية، مراقبة دقيقة للأداء الكلوي.

الاعتلال الرئوي الليفي المتعدد العقد (Equine Multinodular Pulmonary Fibrosis):

مرض نادر ولكنه قد يظهر بوضوح لدى الخيول البالغة، وهو مرتبط بعدوى فيروسية (خاصة فيروس الهربس المرتبط بالرئة EHV-5) ويظهر غالبًا عبر الزمن وليس مفاجئًا.

الأعراض: فقدان الوزن، الحمى، ضيق التنفس، التعب، سعال خفيف، أحيانًا خروج إفرازات أنفية.

التشخيص يعتمد على الأشعة السينية، الفحص الباثولوجي للرئة، واختبارات PCR لتحديد الفيروس المشارك.

العلاج والتوقعات غالبا ما تكون صعبة، وقد تتراوح العلاجات بين دعم تنفسي، مضادات الفيروسات إن قابلية الاستجابة متوفرة، والرعاية التلطيفية.

نصائح للمالكين الوقاية والرعاية في الخريف:

1. مراقبة الرعي تدريجيًا: لا تترك الخيول ترعى فجأة في المراعي التي تغيرت تركيبتها الغذائية؛ قدم العلف الجاف تدريجيًا.

2. اختبار الأعلاف والنباتات: احرص على تحليل العلف أو معرفة النباتات السامة المحتملة، خاصة في المراعي التي تحتوي أشجارًا معروفة.

3. اللقاحات والفحوص الدورية: تأكد من أن جدول التطعيمات محدث وأن الخيل يتلقى التهوية والعناية اللازمة.

4. مراقبة الحالة الأيضية: خصوصًا لدى الخيول المعرضة لمقاومة الإنسولين أو متلازمة الأيض؛ راقب الوزن، نسبة الدهون، أداء الحافر.

5. إدارة الرطوبة والتهوية: في الإسطبلات، قلل من الرطوبة والروائح الكريهة، ووفّر تهوية جيدة لمنع انتشار الجراثيم والفيروسات.

6. المراقبة السريعة للأعراض: إذا ظهر انسداد في التنفس، سعال، ألم في الحافر، خمول مفاجئ، بادر باستشارة الطبيب البيطري فورًا.

إن فصل الخريف يمثل مرحلة تحول مهمة للخيل، فهو يجمع بين البرد الليلي ودفء النهار، ومع هذا التناقض تظهر فرص لأمراض متنوعة، من التهابات الجهاز التنفسي إلى أمراض الكبد والعضلات أو التهاب الحافر. الإدراك المبكر لهذه المخاطر، الرصد الدقيق، والوقاية المناسبة يمكن أن يوفر على الخيل معاناة كبيرة ويقلل الخسائر.

المصادر:

American Association of Equine Practitioners (AAEP

The Horse

تشخيص وعلاج مشاكل الإنجاب لدى الأفراس

بدر التميمي.. الفارس السعودي الذي اعتلى قمة العالم في الرماية من على ظهر الخيل

أهم 9 اعتبارات صحية للحفاظ على صحة الحصان وسعادته

مزاد علني لبيع 13 حصان في المزاحمية تنظمه وزارة البيئة والمياه والزراعة

انطلاق منافسات Sussex Stakes ضمن سلسلة سباقات Visit Qatar