شهد مزاد الهجن ضمن فعاليات معرض الصقور والصيد السعودي الدولي 2025 إقبالاً لافتاً من قبل ملاك الإبل والمهتمين بالسباقات التراثية. حيث بلغت قيمة المبيعات خلال أول يومين من المزاد نحو مليون ومئة وخمسة وخمسين ألف ريال، نتيجة بيع سبع عشرة مطية، وذلك وفق البيانات الرسمية الصادرة عن اللجنة المنظمة بالتعاون مع الاتحاد السعودي للهجن.
مبيعات اليومين الأول والثاني:
سجل اليوم الثاني مبيعات بلغت قيمتها ثلاثمئة ألف ريال، وذلك من خلال بيع ست مطايا من السلالات المميزة. بينما بلغت قيمة مبيعات اليوم الأول ثمانمئة وخمسة وخمسين ألف ريال. وقد جاءت المطية المسماة جزلة في صدارة المبيعات وذلك بعد أن بيعت بقيمة ثمانين ألف ريال لمالك الهجن البحريني سلمان البلوشي، لتصبح هذه الصفقة أغلى صفقة في المزاد حتى الآن.
منصة تجمع الملاك والمستثمرين:
يهدف المزاد إلى دعم إنتاج الهجن في المملكة العربية السعودية وأيضاً تشجيع الملاك والمضمرين على اقتناء أفضل السلالات العربية والخليجية، إلى جانب توفير منصة تجمع المستثمرين والمهتمين بهذه الرياضة التراثية. حيث يؤكد القائمون على الفعالية أن المزاد يرسخ مكانة الإبل بوصفها جزءاً من الموروث الثقافي والاقتصادي في المملكة، وهو يسهم في تطوير سوق الهجن وتنظيم عمليات البيع والشراء بأسلوب احترافي يضمن الشفافية وجودة السلالات. وتشمل إجراءات المزاد فحص المطايا المشاركة طبياً ووراثياً قبل عرضها للتأكد من سلامتها ونقاء سلالتها، كما يتم تقييمها من قبل مختصين وفق معايير محددة تركز على النسب والأداء والمواصفات الجسدية.
تطبيق معايير دقيقة في تنظيم عمليات البيع:
يشرف الاتحاد السعودي للهجن على المزاد بالتعاون مع إدارة معرض الصقور والصيد، ويعمل على تطبيق معايير دقيقة في تنظيم عمليات البيع وتقييم الأسعار. ويسعى الاتحاد من خلال هذه الخطوة إلى تطوير قطاع الهجن وتحويله إلى نشاط اقتصادي مستدام يوازي أهميته التراثية، إضافة إلى رفع مستوى التنافس بين الملاك والمربين وتشجيعهم على الاهتمام بالتغذية السليمة والتحسين الوراثي والتدريب المنتظم.
مساهمة المزادات في تنويع الاقتصاد:
تشهد المزادات المتخصصة في الإبل داخل المملكة نمواً متزايداً في حجم المشاركة والقيمة السوقية للمطايا، ما يجعلها رافداً اقتصادياً مهماً، خصوصاً في المناطق التي تشتهر بتربية الإبل مثل محافظة العلا والطائف ونعيرية وبيشة. ويأتي معرض الصقور والصيد ليضيف بعداً ثقافياً واقتصادياً يجمع ما بين الاستثمار في سلالات الهجن والمحافظة على الموروث الوطني.
حيث يرى مختصون أن هذا النوع من المزادات يعزز فرص العمل في مجالات تربية الإبل ورعايتها وتدريبها، ويخلق حركة تجارية داخلية تنشط الأسواق المحلية وتدعم الاقتصاد الريفي، إلى جانب ما توفره من فرص لتبادل الخبرات بين الملاك والمربين والخبراء الخليجيين.
حضور خليجي واسع:
شارك في المزاد عدد من ملاك الإبل من دول مجلس التعاون، بينهم ممثلون من دول البحرين والكويت وقطر، إلى جانب حضور محلي واسع من مختلف مناطق المملكة العربية السعودية. ويؤكد هذا التنوع في المشاركات أن المزاد أصبح منصة خليجية لتبادل الخبرات وتوسيع قاعدة الاهتمام برياضة الهجن وتربية السلالات النادرة، خصوصاً تلك التي قدمت أداءً متميزاً في ميادين السباقات. وقد أعرب عدد من المشاركين عن رضاهم عن التنظيم ومستوى الخدمات المقدمة، مشيرين إلى أن المزاد وفر بيئة مثالية للبيع والشراء وخلق فرص تواصل بين الملاك والمضمرين والمستثمرين، وهذا ما يسهم في رفع جودة الإنتاج وتعزيز الثقة في السوق المحلية.
تطوير الرياضات التراثية وتحويلها إلى أنشطة اقتصادية:
تنسجم إقامة مزاد الهجن مع رؤية المملكة التي تهدف إلى تطوير الرياضات التراثية وتحويلها إلى أنشطة اقتصادية وسياحية منظمة. وتعمل الجهات المنظمة على توسيع نطاق المزادات وتطوير أدواتها بما يتناسب مع معايير التسويق الحديثة، إضافة إلى إدخال فئات جديدة من المطايا تشمل الهجن المخصصة للإنتاج والتناسل إلى جانب الهجن المخصصة للسباقات. كما يتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز مكانة المملكة مركزاً إقليمياً لتجارة الإبل وتطوير قطاع الهجن، بما ينسجم مع مساعيها لتنويع مصادر الدخل ودعم الأنشطة المرتبطة بالتراث الوطني.
يؤكد نجاح مزاد الهجن في معرض الصقور والصيد السعودي الدولي أن الاهتمام
تجاوز حدود التراث إلى فضاء اقتصادي منظم يستقطب مستثمرين من مختلف دول الخليج. ومع استمرار الدعم المؤسسي والإشراف الاحترافي، يبدو مستقبل هذا القطاع واعداً، سواء من حيث القيمة السوقية أو من حيث دوره في الحفاظ على الموروث وتعزيز النشاط السياحي والاقتصادي.
المصادر:
صحيفة الاقتصادية.
وكالة الأنباء السعودية (واس).
“على صهوة الخيل في قلب إفريقيا… دلتا أوكافانغو تكشف سر الجمال البري
مهرجان الشرقية للخيول العربية الأصيلة يختتم دورته التاسعة والعشرين
إدارة تكاليف السفر ونفقات رياضة الفروسية: نصائح عملية للفرسان ومربي الخيل
بدر التميمي.. الفارس السعودي الذي اعتلى قمة العالم في الرماية من على ظهر الخيل
مونديال الخيول الصغيرة للقدرة في فرنسا كيف كان وقع الحضور العربي فيه؟
السباق التجريبي الثاني في مضمار جبل علي الجاهزية للموسم الجديد
من مضمامير السباق إلى عنان السماء: الخطوط السعودية تدعم الفروسية
Leave a Reply