أهمية مكملات المعادن في تغذية الخيول

إن فهم مكملات المعادن في تغذية الخيول، هي من الأمور المهمة لحفظ صحة الخيول لذا إليكم دليلاً شاملاً يساعدكم على ضمان صحة أفضل لخيولكم.

حيث تحتاج الخيول إلى نظام غذائي متوازن يتضمن مجموعة متنوعة من المعادن الأساسية لدعم صحتها العامة ووظائفها الحيوية.إذ تساهم هذه المعادن في تعزيز نمو العظام، وتحسين أداء العضلات، ودعم المناعة، إضافة إلى حماية الأنسجة من التلف الناتج عن الأكسدة. لذلك، فإن فهم دور هذه المعادن وكيفية توفيرها في النظام الغذائي للحصان يعد خطوة أساسية نحو رعاية متكاملة وفعالة.

أهمية المعادن في النظام الغذائي للخيول:

المعادن تلعب دورًا حاسمًا في العديد من العمليات البيولوجية داخل جسم للخيول. فهي تشارك في عمليات هامة أهمها:

  • تكوين الهيكل العظمي.
  • تنظيم عمل الأعصاب.
  • المساعدة في نقل الأكسجين.
  • تحفيز عمل الأنزيمات.

إن نقص بعض المعادن، حتى لو كان طفيفًا، قد يؤدي إلى مشاكل صحية تتطور ببطء مثل اضطرابات الفرو أو ضعف الأداء العضلي أو حتى هشاشة العظام.

ومن الأمثلة الشائعة، نقص الكالسيوم قد يسبب ما يعرف بداء الرأس الكبير أو فرط نشاط الغدة الجار درقية الثانوي، وهي حالة تُضعف العظام وتؤدي إلى تغيرات في الجمجمة.

كيف تحدد ما إذا كان الحصان يحصل على كفايته من المعادن؟

من الصعب تقييم حالة المعادن في جسم الحصان من خلال النظر فقط، خاصة أن أعراض النقص أو السُمية لا تظهر سريعًا. ولهذا، يؤكد الخبراء مثل الدكتور برايان نيلسن من جامعة ولاية ميشيغان أن أفضل وسيلة هي تحليل النظام الغذائي الكامل للحصان.

أخطاء شائعة في تغذية الخيول

وتوصي الدكتورة شانون برات فيليبس من جامعة ولاية كارولينا الشمالية بإجراء تحليل شامل للتبن المستخدم في تغذية الحصان، لأنه يشكل الجزء الأساسي من نظامه الغذائي. تحليل التبن يوفر معلومات دقيقة عن محتوى المعادن، ويساعد أخصائي التغذية على تحديد ما إذا كانت هناك حاجة لإضافة مكملات معينة أو تغيير نوع المركزات الغذائية.

من جهة أخرى، تعتبر اختبارات الشعر أو الدم غير دقيقة لتقييم حالة المعادن عند الخيول، ولا يعتمد عليها وحدها في اتخاذ قرارات غذائية.

النسب المثالية للمعادن في جسم الحصان:

بالإضافة إلى تحديد كميات المعادن، من الضروري أيضًا مراعاة التوازن بين بعضها البعض. على سبيل المثال، إن النسبة بين الكالسيوم والفوسفور (Ca:P) تُعد من أكثر النسب شيوعًا في وأهمية تغذية الخيول.

غالبًا ما يوصى بنسبة 2:1 أو 1.5:1 بين الكالسيوم والفوسفور، لكن الأهم أن تكون كمية الكالسيوم المتوفرة في العلف أكثر من الفوسفور. عند اختلال هذه النسبة، حتى لو كانت كمية الكالسيوم كافية، فإن الجسم قد يتعامل مع الوضع كأن هناك نقصًا، ما يؤدي إلى سحب الكالسيوم من العظام لتعويضه في الدم.

وبالإضافة إلى ذلك، يجب النظر في نسب أخرى مثل الزنك إلى النحاس، أو الحديد إلى النحاس إلى الزنك إلى المنغنيز. ورغم أن البعض يحاولون تعديل هذه النسب بدقة، إلا أن الخبراء يحذرون من الإفراط في ذلك.

تقول برات فيليبس إن التركيز على تعديل النسب دون النظر إلى الكمية الكلية قد يؤدي إلى مشاكل صحية، كما أن المعادن الزائدة تطرح في البيئة عبر النفايات، وهذا قد يلحق ضررًا بالنظم البيئية.

أغلى الخيول العربية

متى يجب إضافة مكملات معدنية لنظام الحصان؟

يعتمد توقيت إضافة المكملات على نتائج تحليل النظام الغذائي للحصان. فوفقًا لإرشادات المجلس الوطني للبحوث (NRC)، تحدد متطلبات المعادن حسب وزن الحصان ونشاطه أو حمله.

فإذا كان الحصان يتغذى بشكل أساسي على التبن، فإن تحليل مكوناته يعد هو الخطوة الأولى لفهم ما إذا كان هناك نقص في المعادن. كما أن تحليل التبن لا يُكلف أكثر من 40 دولارًا، وهو استثمار بسيط مقارنة بتكلفة علاج المشاكل الصحية التي قد تنتج عن نقص العناصر الغذائية.

في حالة الخيول التي ترعى في المراعي، يكون من الصعب تحديد محتوى المعادن بدقة، وهنا ينصح بالرجوع إلى الخبراء الزراعيين المحليين لفهم طبيعة التربة في المنطقة، خاصةً فيما يتعلق بمعادن مثل السيلينيوم.

مصادر المعادن.. عضوية أم غير عضوية؟

يمكن توفير المعادن للخيول من مصادر عضوية أو غير عضوية. في علم الكيمياء، فإن كلمة “عضوي” تعني أن العنصر يحتوي على الكربون، لكن في الاستخدام الشائع، يستخدم المصطلح ليُشير إلى “طبيعي” أو “أفضل”. هذه التسمية قد تكون مضللة في سياق تغذية الخيول.

المعادن غير العضوية غالبًا ما تكون موجودة بشكل طبيعي، في حين أن المعادن العضوية قد تكون مصنعة خصيصًا لزيادة التوافر الحيوي. وتشير بعض الدراسات إلى أن المصادر العضوية أسهل امتصاصًا من قبل الجهاز الهضمي للحصان، ما يعني أنه يمكن تلبية الحاجة بكميات أقل.

مع ذلك، فإن قرار استخدام مصدر معين يجب أن يستند إلى تقييم غذائي شامل، ويفضّل أن يتم بالتعاون مع أخصائي تغذية معتمد، يفهم كيفية تفسير نتائج تحليل العلف والعناصر الغذائية.

توصيات عملية لمُلاك الخيول:

  • ابدأ بتحليل التبن الذي يشكل قاعدة النظام الغذائي للحصان. حيث أن النتائج تساعد في تحديد الفجوات المعدنية.
  • استشر أخصائي تغذية مؤهل لمساعدتك على بناء نظام غذائي متوازن، يجب أن يأخذ في الاعتبار الوزن والحمل والنشاط.
  • تجنّب إضافة المعادن عشوائيًا دون فحص علمي، فقد يؤدي الإفراط في المكملات إلى مشاكل صحية أو بيئية.
  • لا تعتمد على مظهر الحصان لتقييم حالته الغذائية. فالأعراض قد لا تظهر إلا بعد أشهر من النقص.
  • افهم التفاعل بين المعادن. النسب غير الصحيحة قد تُعيق الامتصاص حتى لو كانت الكميات الفردية كافية.

يعد التوازن الصحيح للمعادن في النظام الغذائي للخيول عنصرًا أساسيًا للحفاظ على صحتها وأدائها. التقييم العلمي، القائم على تحليل العلف واستشارة الخبراء، يجنّب المربي كثيرًا من المتاعب والتكاليف على المدى البعيد. لا يكفي فقط تزويد الحصان بالعناصر الغذائية، بل يجب التأكد من التوازن بينها لتجنب الاختلالات التي قد تكون خفية في البداية ولكنها خطيرة على المدى الطويل.

المصادر:

1. National Research Council (NRC) – Nutrient Requirements of Horses, 2007.

2. Madeline Boast, MSc – TheHorse.com article, May 2025.

3. Dr. Brian Nielsen – Michigan State University, Department of Animal Science.ل

الخيول السعودية تعيد التأكيد على حضورها الرمزي في استقبال ترامب وتدعم تطلعات رؤية 2030

قانون ترامب الجديد يمنح ملاك الخيول فرصة ذهبية لخصومات ضريبية كبيرة

أهمية فحوصات الموجات فوق الصوتية لصحة الأربطة عند الخيول

إصابات جديدة بإنفلونزا الخيول فما هي الإجراءات الوقائية؟