تواصلت فعاليات جولة المغرب الملكية في العاصمة الرباط والتي تقام في الفترة الممتدة بين 24 و28 سبتمبر، وذلك وسط مشاركة واسعة من قبل نخبة فرسان القفز على الحواجز الذين ينتمون إلى سبعة عشرة دولة. وقد عرفت هذه المرحلة منافسات قوية بدءاً من الأشواط التأهيلية وصولًا إلى الجائزة الكبرى وكأس الأمم المنتظر في يوم الأحد.
تروبوتي يتصدر التأهيل في شوط 1.50 متر:
أحرز الفارس الإسباني أرماندو تروبوتي المركز الأول في شوط «Prix Wilaya Région Rabat-Salé-Kénitra» بارتفاع 1.50 متر، المؤهل للجائزة الكبرى «صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة أمينة». تروبوتي، ممتطياً جواده Karl P، أنهى الجولة بفارق يقارب ثانية كاملة عن أقرب منافسيه، على مسار تقني مكون من 12 حاجزاً و14 جهداً صممه الإيطالي أوليانو فيزاني.
وقد أعرب الفارس الإسباني عن رضاه عن إنجازه هذا مشيراً إلى أن حصانه أظهر قوة وشجاعة عالية، وهذا ما جعل المسار الصعب يبدو أكثر سلاسة. وأضاف أن المشاركة في جولة المغرب الملكية تمنحه شعوراً بالانتماء لما يتيحه الحدث من تنظيم جيد وأجواء تجمع بين الطابع الودي والاحترافية.
منافسات متقاربة وحضور مغربي لافت:
بعد تروبوتي، حلّ الفارس الهولندي ليون ثيسن ثانياً، والإيطالي روبرتو تورشيتو ثالثاً، فيما كان الأداء المغربي الأبرز عبر الفارس الغالي بوقعة على جواده Chester N الذي احتل المركز الرابع.
كما شاركت الفارسة الإسبانية تيريزا بلاسكيز-أباسكال في نفس الشوط على ظهر جوادها Nasa de Toxandria، وأنهت الجولة بأربع نقاط جزاء.
فوز محلي في شوط CSIO4*-W:
في شوط CSIO4*-W بارتفاع 1.40 متر تحت تسمية Prix ONMT، خطف الفارس المغربي ماجد دجيدي الأضواء عندما أنهى جولتين خاليتين من الأخطاء بزمن 27.01 ثانية على جواده Amidam Tivoli Z.
وحلت الفارسة الهولندية Sanne Thijssen في المركز الثاني بفارق ضئيل بلغ 0.36 ثانية، تلتها مشاركة جديدة لروبرتو تورشيتو الذي حل ثالثاً بزمن 27.62 ثانية.
الفوز المغربي في هذا الشوط منح الجمهور المحلي لحظة فخر، وأظهر أن الفرسان المغاربة قادرون على منافسة أبرز الأسماء الدولية في سباقات عالية المستوى.
جولة بثلاث محطات:
تقام جولة المغرب الملكية سنوياً وهي تمر بثلاث محطات عبر ثلاث مدن هي:
- تطوان (18-21 سبتمبر).
- الرباط (24-28 سبتمبر).
- الجديدة (2-5 أكتوبر) ضمن فعاليات Salon du Cheval.
حيث تتضمن الجولة 27 شوطاً، منها 13 جولة تحتسب في التصنيف العالمي للاتحاد الدولي للفروسية، إضافة إلى ثلاثة أشواط للجائزة الكبرى (CSI4*-W) ومنافسات CSI1* للخيول الشابة. أما الختام فسيكون مع جائزة الملك محمد السادس في الجديدة، التي تبلغ جوائزها 164,000 يورو، وهو مبلغ يقارب جوائز بطولات CSI5*.
مشاركة دولية متنوعة في البطولة:
تشهد نسخة هذا العام مشاركة دولية لافتة. فقد انضمت بولندا لأول مرة إلى كأس الأمم، بينما تسجل الأرجنتين والبحرين حضوراً أولياً عبر مشاركات فردية. هذه التعددية تؤكد البعد العالمي للبطولة، التي أصبحت نقطة التقاء لفرسان من أوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية.
المغرب، الذي عرف تألقاً على المستوى الفردي عبر أسماء مثل عبد الكبير وادّار والغالِي بوقعة، يطمح إلى تحقيق نتيجة جماعية مميزة في كأس الأمم، خاصة أن البطولة تقام على أرضه وأمام جمهوره.
كيف كانت البنية التحتية والتنظيم في البطولة؟
منذ انطلاق الجولة عام 2010، عملت الجامعة الملكية المغربية للفروسية على تطوير الميادين وفق معايير الاتحاد الدولي. فالملاعب الرملية، ومرافق الإسطبلات، والفرق الطبية المتخصصة شكلت قاعدة صلبة لضمان منافسة عادلة.
كما ساهم قرب الميادين من المراكز الحضرية في تعزيز الحضور الجماهيري وإتاحة الفرصة أمام محبي الفروسية لمتابعة المنافسات عن قرب.
هل يتجاوز تأثير البطولة الجانب الرياضي؟
إن تأثير البطولة يتجاوز الجانب الرياضي. حيث أن تدفق الفرق المشاركة والجمهور الأجنبي ينعش الحركة السياحية والاقتصادية في المدن المضيفة. والفنادق، وشركات النقل والمطاعم تستفيد من هذا الحدث، فيما تسلط التغطية الإعلامية الدولية الضوء على المغرب كوجهة من الوجهات الهامة لرياضة الفروسية.
الفوز الذي حققه ماجد دجيدي:
الفوز الذي حققه ماجد دجيدي في الرباط يعكس حضور جيل جديد من الفرسان المغاربة القادرين على منافسة الأسماء العالمية. الجامعة الملكية تراهن على أن هذه البطولة هي لتعزيز خبرات الفرسان المحليين عبر احتكاك مباشر مع المدارس الأوروبية المعروفة.
الأنظار تتجه لكأس الأمم:
كأس الأمم يمثل ذروة الجولة في الرباط. و المنافسة تعتمد على قوة الفريق، مما يضع المنتخب المغربي أمام تحدٍ جماعي مهم. فالفرق المشاركة مثل هولندا وإسبانيا وإيطاليا تمتلك خبرات طويلة، غير أن دعم الجمهور المحلي يمنح المغرب دافعاً قوياً لتحقيق أداء مميز.
إن جولة المغرب الملكية للفروسية تمثل حدثاً رياضياً بارزاً يجمع بين التنافس الدولي والتأثير المحلي. كما أن نجاحها التنظيمي وتنوع المشاركات فيها يعكسان مكانة المغرب المتنامية على خريطة الفروسية العالمية. ومع اقتراب ختام الجولة في الجديدة عبر جائزة الملك محمد السادس، تبقى التطلعات مفتوحة لمزيد من التألق المغربي ولترسيخ البطولة كموعد ثابت في الأجندة الدولية.
المصادر:
HorseSport.com
World of Showjumping
Equnews
200 ألف يورو جوائز كأس رئيس الدولة للخيول العربية في بولندا
كتاب “الرجل الذي يستمع إلى الخيول” لمونتي روبيرتس ما الذي يقوله لنا؟
الرماية التقليدية “يابوساميه” من على ظهور الخيول في معبد كاماكورا الياباني
Leave a Reply