انطلاق دورة جديدة من مهرجان سيدي رابح للفروسية

انطلقت مساء أمس الجمعة فعاليات مهرجان سيدي رابح المغاربي للفروسية في معتمدية ساقية سيدي يوسف من ولاية الكاف، بدورة جديدة تجمع بين العروض الفروسية والفنون التراثية والصناعات التقليدية، في تظاهرة تهدف إلى الحفاظ على الموروث الثقافي وتنشيط الحركة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة الحدودية.

تفاصيل المهرجان:

ينعقد المهرجان خلال الفترة من 3 إلى 5 أكتوبر 2025 في أجواء احتفالية تجمع بين الفروسية والتراث، ويشارك فيه عدد كبير من فرسان الجهة والمناطق المجاورة، إضافة إلى عارضين من مختلف ولايات الشمال الغربي. ويعتبر هذا الحدث من أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة، نظراً لما يحمله من رمزية اجتماعية وتاريخية في منطقة سيدي رابح التي احتضنت لعقود طويلة تجمعات تقليدية تعرف باسم الزردة.

فضاء للتبادل الثقافي والتعريف بالمنطقة:

تنظم التظاهرة جمعية فرسان سيدي تليل بقرية سيدي رابح تحت إشراف الكاتبة سهام حمادي، التي أكدت أن المهرجان يشهد هذا العام انطلاقة جديدة بروح مغاربية، في إطار مسعى لتحويله إلى مهرجان إقليمي ثم دولي خلال السنوات القادمة.

وقالت حمادي إن المهرجان لم يعد مجرد مناسبة محلية بل أصبح فضاء للتبادل الثقافي والتعريف بالمنطقة وسكانها، مضيفة أن الجمعية تعمل على تطوير المهرجان خطوة بخطوة ليكون واجهة للجهة على المستويين الوطني والمغاربي. وأشارت إلى أن البرنامج الجديد يراعي تنوع الفقرات الثقافية والفنية ويستجيب لتطلعات الأهالي والزوار.

توصيات جمعية الفروسية الأمريكية لرعاية الخيول الرياضية
توصيات جمعية الفروسية الأمريكية لرعاية الخيول الرياضية

أهداف جمعية فرسان سيدي تليل:

تهدف جمعية فرسان سيدي تليل من خلال هذا الحدث إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الواضحة، من بينها تدويل المهرجان عبر فتحه على المشاركات المغاربية والعربية، وإحياء تراث الفروسية الذي تمثله المنطقة منذ عقود طويلة، وتنشيط الدورة الاقتصادية المحلية من خلال دعم الحرفيين وأصحاب الصناعات التقليدية، وتعزيز انتماء الشباب إلى محيطهم وتشجيعهم على المساهمة في النشاط الثقافي والاجتماعي.

وأكدت حمادي أن الجانب التنموي يحتل مكانة محورية في هذا المهرجان، مشيرة إلى أن التظاهرة تتيح لسكان سيدي رابح فرصًا جديدة لتحسين ظروف العيش عبر تنشيط السياحة الداخلية والحرف اليدوية. كما أوضحت أن المنطقة تشهد حاليًا حراكًا متزايدًا بفضل هذه المبادرات الثقافية التي تعيد الحياة إلى المناطق الحدودية.

عروض الفروسية العنصر الأبرز في المهرجان:

العروض الفروسية تشكل العنصر الأبرز في المهرجان، إذ يقدم الفرسان استعراضات فنية تبرز مهاراتهم في التحكم بالخيل وممارسة التبوريدة بأسلوب يعكس عمق التراث المحلي. وتعد هذه العروض جزءاً من الهوية الثقافية لسيدي رابح، حيث توارث الأهالي تقاليد الفروسية جيلاً بعد جيل.

ويشارك في المهرجان هذا العام فرسان من الكاف وجندوبة وسليانة، إضافة إلى ضيوف من مناطق حدودية مجاورة، ما يمنح الحدث طابعاً مغاربيا يعزز من روح التضامن والتبادل الثقافي. كما تشهد الساحات المخصصة للفروسية حضوراً لافتاً للعائلات والزوار، في مشهد يدمج بين الترفيه والاعتزاز بالموروث.

تحتل المعارض الحرفية والصناعات التقليدية مساحة مهمة من المهرجان، حيث تعرض منتجات مصنوعة يدوياً تعبّر عن هوية الجهة، مثل الصناعات الجلدية والنسيجية والخزفية. وتتيح هذه الفضاءات للحرفيين عرض إبداعاتهم وتسويق منتجاتهم لزوار المهرجان القادمين من داخل الجهة وخارجها.

عروض موسيقية ومداخلات فنية:

كما تقام على هامش الحدث عروض موسيقية ومداخلات فنية تسلط الضوء على التراث الشعبي، إضافة إلى فقرات مخصصة للمرأة الريفية والمبادرات الشبابية. ويشمل البرنامج أيضاً أنشطة اجتماعية وصحية مثل الكشف عن الأمراض المزمنة بالتعاون مع جمعيات محلية، بما يرسخ البعد المجتمعي للمهرجان.

فن وتراث وتنمية:

من خلال هذا الحدث، تجمع سيدي رابح بين الفروسية كفن تراثي والتنمية كهدف واقعي. فالمهرجان لا يقتصر على إبراز الجوانب الاحتفالية، بل يسعى إلى بناء مشروع ثقافي متكامل يعيد الاعتبار للمناطق الداخلية ويعيد وصلها بالهوية الوطنية.

ويؤكد منظمو المهرجان أن هذه التظاهرة السنوية أصبحت موعداً ثابتاً في أجندة الجهة، إذ تستقطب مئات الزوار وتساهم في تنشيط الأسواق المحلية، ما ينعكس إيجاباً على حياة السكان. كما تمنح المشاركين فرصة للتعريف بتراث الفروسية في بيئة مفتوحة تشجع على التبادل والتعاون.

يشكل مهرجان سيدي رابح المغاربي للفروسية 2025 مناسبة فريدة تحتفي بالتراث وتمنح المنطقة فرصة للتعريف بوجهها الثقافي والإنساني. من عروض الفروسية التي تجسد مهارة الفرسان وشغفهم، إلى المعارض الحرفية والأنشطة المجتمعية، يظل هذا الحدث مرآة لهوية سيدي رابح ورمزاً لقدرتها على الجمع بين الأصالة والانفتاح.

المصادر:

موقع باب نات

جريدة الشروق التونسية

أخطر الأمراض التي قد تواجه خيولك في فصل الخريف

إدارة تكاليف السفر ونفقات رياضة الفروسية: نصائح عملية للفرسان ومربي الخيل

أمير حائل يطّلع على تقرير مهرجان الفروسية ضمن دعم متواصل للرياضة

سحر هايد بارك على ظهر حصان: رحلة عبر أربعة قرون من التاريخ

الفروسية في فلسطين رياضة تتحدى الصعاب وتستمد قوتها من التضامن العالمي

عبدالعزيز التويجري: اليوم الوطني الـ95 يُجسّد دعم القيادة لرياضة الفروسية

ليلة سباقات الطائف الصيفي .. عرس من الإثارة والتشويق بين أحضان الجبال

حقل تحتفل باليوم الوطني 95 بمسيرات الخيول والهجن والوفود الدبلوماسية تشارك التهاني