تستعد العاصمة الفرنسية باريس لاستضافة سباق “قوس النصر” (Prix de l’Arc de Triomphe) في مضمار لونجشامب، أحد أبرز مضامير سباقات الخيول في العالم. حيث يقام السباق هذا العام للخيول المهجنة الأصيلة التي تتراوح أعمارها بين ثلاث سنوات وما فوق، ويمتد على مسافة 2400 متر، ضمن الفئة الأولى للمسابقات. وتبلغ قيمة الجائزة خمسة ملايين يورو، وهذا ما يجعله من أغنى سباقات الخيول الأوروبية. كذلك يعد سباق قوس النصر مناسبة مهمة على مستوى سباقات الخيول الدولية، إذ أنه يجمع نخبة من الخيول الفرنسية والأوروبية، إلى جانب مشاركة خيول من الإمارات واليابان وأيرلندا، في منافسة على اللقب وأعلى الجوائز المالية.
أبرز المشاركين في السباق:
تضم قائمة المشاركين في السباق هذا العام نخبة من الخيول التي أثبتت جدارتها في السباقات التحضيرية، من بينها:
- كواليفيكار: الفرس الإماراتية التي تشرف على تدريبها المدرب الفرنسي أندريه فابر، يسعى لتحقيق انتصاره التاسع في هذا السباق على المسافات المتوسطة. سبق للفرس الفوز بسباقين تحضيريين كلاسيكيين هذا الموسم، هما “بري لا فورس” و”بري دو جيش” من فئة 3، وخسرت بفارق نصف طول أمام “كامي بيسارو” في سباق “بري دو جوكي كلوب” فئة 1.
- أفنتشر: الفرس الفرنسية وصيفة السباق العام الماضي، وهي تعد من أبرز المنافسين، ولها سجل جيد على مضمار لونجشامب.
- ميني هوك: الفرس الأيرلندية وهي بإشراف المدرب إيدان أوبراين، تعتبر من المنافسين الأقوياء في السباق، وتشارك ضمن قائمة تضم 17 عداء.
- بيزانتيم دريم: الجواد الياباني الذي يشارك لأول مرة منذ 50 عاماً مع السعي لتحقيق أول فوز ياباني في هذا السباق، بقيادة الفارس الأيرلندي أوشين مورفي.
- خيول يابانية أخرى: تضم القائمة عدة خيول يابانية مثل “كروس دو نورد” و”ألوهي آلي”، ما يعكس التوسع الدولي للسباق هذا العام.
تفاصيل أكثر عن السباق:
تقام المنافسة على مضمار لونجشامب الشهير، بطول 2400 متر، وتبدأ عصر اليوم، ويشارك فيها 17 عداءً. وتظهر التوقعات أن السباق مفتوح بشكل كبير أمام جميع المشاركين، مع وجود فرص لكل من الخيول الفرنسية والأوروبية واليابانية.
كما يتابع السباق عشاق الفروسية حول العالم، لما يمثله من حدث رياضي كبير على المستوى الدولي. ويعتمد النجاح في هذا السباق على عاملين رئيسيين هما: قدرة الخيل على التكيف مع أرضية المضمار، وكفاءة الفارس في إدارة الأداء خلال المسافة الطويلة.
محطة مهمة ضمن موسم سباقات الخيول الأوروبية:
يعتبر سباق قوس النصر محطة مهمة ضمن موسم سباقات الخيول الأوروبية، إذ يمنح الفائز اعترافًا دوليًا ويُسهم في تعزيز قيمة الخيل على المستوى التجاري والرياضي. وقد شهدت النسخ السابقة تنافسًا شديدًا بين الخيول الفرنسية والأجنبية، ما يعكس جودة التدريب والخبرة الطويلة لدى المدربين والفُرسان.
في النسخة الحالية، يبرز التحدي أمام “كواليفيكار” بعد خسارتها الأخيرة بفارق نصف طول، وهو ما يزيد من أهمية السباق بالنسبة للفارس والمدرب، ويُعد اختبارًا حقيقيًا لقدرات الفرس على المضمار الطويل والمسافة المتوسطة.
المشاركة الإماراتية في السباق:
تمثل خيول الإمارات تحدياً مهماً ضمن السباق، وتركز فرق التدريب على تقديم أفضل أداء للخيول المشاركة، مع مراعاة التحضيرات البدنية والنفسية، والتغذية المتوازنة لضمان جاهزيتها التامة. وقد أكدت بيانات سباقات التحضيرية على قدرة “كواليفيكار” على المنافسة بقوة، لكنها تواجه منافسة من الخيول الأوروبية واليابانية ذات السجل القوي على مضمار لونجشامب.
مشاركة خيول دولية:
تعد مشاركة الخيول اليابانية والأيرلندية والفارس الفرنسي دليلاً على الطابع الدولي للسباق. وتسهم هذه المشاركات في تعزيز تبادل الخبرات بين المدربين والفُرسان، وتوفير فرص للتعرف على أساليب تدريب متنوعة. كما تعكس طبيعة المضمار ومتطلبات السباق تحدياً متكاملاً يجمع بين السرعة والتحمل والتكتيك.
الأهمية الاقتصادية والرياضية للسباق:
يشكل سباق قوس النصر حدثًا اقتصاديًا مهمًا، إذ تجذب هذه المنافسة آلاف الزوار والمستثمرين من أوروبا وخارجها. وتوفر الجوائز المالية الكبيرة فرصة لرفع قيمة الخيول المشاركة، وتحفيز صناعة سباقات الخيول في الدول المشاركة، خصوصاً الإمارات واليابان وفرنسا.
من الناحية الرياضية، يسهم السباق في تطوير قدرات الفرسان والمدربين، ويتيح متابعة أداء الخيول على الأرضيات المختلفة، والتعامل مع المنافسة الدولية. وتعتبر هذه التجربة معياراً لقياس مستوى الخيول في المسابقات الكبرى، بما يسهم في تخطيط برامج التدريب والسباقات المستقبلية.
يستمر سباق “قوس النصر” في جذب اهتمام عشاق الخيول والفروسية حول العالم، كونه يجمع ما بين المنافسة الرياضية والجوائز المالية الكبيرة، ويمثل مقياساً لمهارة الفرسان وقوة الخيول المشاركة. ويعد السباق هذا العام منصة لمتابعة أداء الخيول الإماراتية واليابانية والأوروبية على حد سواء، ضمن منافسة مفتوحة ومتكافئة.
يظل مضمار لونجشامب شاهدًا على تاريخ طويل من سباقات الفروسية، حيث تمتزج الخبرة الأوروبية بالروح التنافسية الدولية، ويستمر السباق في إظهار أفضل مستويات التدريب في العالم.
المصادر:
The Guardian
The Sun
إدارة تكاليف السفر ونفقات رياضة الفروسية: نصائح عملية للفرسان ومربي الخيل
رئيس الأمن العام يبحث مع نادي راشد للفروسية وسباق الخيل سبل التعاون المشترك
200 ألف يورو جوائز كأس رئيس الدولة للخيول العربية في بولندا
النسخة 29 من مهرجان الشرقية للخيول العربية تنطلق اليوم
الدرك الملكي يشارك في الدورة السادسة عشرة لمعرض الفرس بالجديدة
Leave a Reply