تحديات جديدة أمام خيول الإمارات في فرنسا

تستعد خيول «ياس لإدارة سباقات الخيل» العائدة لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، لخوض تحدٍ جديد في فرنسا، حيث تشارك غداً في سباقين مهمين للخيول العربية الأصيلة هما «بري جوس دو بيرن» و«بري ماجنسي»، اللذان يقامان على مضمار تولوز العريق في ضاحية تولوز الفرنسية.

تفاصيل السباقين:

يشهد مضمار تولوز تنظيم سباق «بري جوس دو بيرن» المخصص للخيول العربية الأصيلة بعمر ثلاث سنوات، على مسافة 2100 متر، وبجائزة مالية تبلغ 20 ألف يورو. يشارك في هذا السباق 16 مهراً، من بينها ثلاثة تمثل خيول الإمارات.
يخوض المهر «فاضل» السباق بإشراف المدرب دو جوليمين، وقيادة الفارس ألكسندر جافلان، بعد تجربة سابقة له في أحد السباقات حل خلالها في المركز السابع. أما المهر «فالح» فيمثل «ياس لإدارة سباقات الخيل» تحت إشراف المدرب توماس فورسي، وقيادة الفارس اليخاندرو كورتيز فال، وقد شارك في سباق واحد من قبل وأنهاه في المركز التاسع.
ويمثل خيول الإمارات أيضاً المهر «إنفيكتوس العشاي» العائد لسيف بخيت مرشد المرر، بإشراف المدرب أوليفر تريجوديت، وقيادة الفارس أنطوني كراستوس. خاض هذا المهر سباقاً واحداً على مضمار بوردو واحتل المركز الخامس بفارق بسيط عن أصحاب المراكز الأولى، مما يجعله من أبرز المرشحين لتحسين موقعه في سباق تولوز.

السباق الثاني:

أما السباق الثاني، «بري ماجنسي»، فيخصص للمهرات العربية الأصيلة بعمر ثلاث سنوات أيضاً، وبنفس المسافة والجائزة المالية. تشارك في هذا السباق 12 مهرة، من بينهن اثنتان تمثلان خيول الإمارات.
المهرة «بلسم»، ابنة الفحل «مهب»، تدخل السباق بإشراف المدرب شارل جوردين، وقيادة الفارس نونو مانويل لوبيز، بعد ثلاث مشاركات سابقة جاءت فيها في مراكز متوسطة تراوحت بين الرابع والسابع والخامس. بينما تشارك المهرة «مياسة» بإشراف المدرب فردريك سانشيز، وقيادة الفارس جاري سانشيز، بعد تجربة وحيدة حلت خلالها في المركز السابع.

جيل جديد من الخيول العربية الأصيلة:

تشير مشاركة خيول «ياس» في هذين السباقين إلى استمرار الاستراتيجية التي تتبعها الإمارات في إعداد جيل جديد من الخيول العربية الأصيلة، وتوسيع نطاق خبرتها في السباقات الأوروبية. فغالبية الخيول المشاركة لا تمتلك سوى تجربة أو تجربتين في ميادين السباق، ما يجعل من هذه المشاركة اختباراً حقيقياً لقدرتها على التكيّف مع أجواء المنافسة الدولية ومسافات السباق الطويلة.

المسافة البالغة 2100 متر تعد من المسافات المتوسطة التي تجمع بين القوة البدنية والقدرة على التحمل، وهي تحتاج إلى توزيع دقيق للسرعة واستراتيجية متزنة للفارس والمدرب معاً. وفي سباقات الخيول الصغيرة نسبياً، مثل تلك المخصصة لعمر ثلاث سنوات، يصبح التركيز على الثبات في الأداء والقدرة على التسارع في الأمتار الأخيرة عاملاً حاسماً في تحديد المراكز الأولى.

 

أهمية محطة تولوز للخيول العربية:

يعتبر مضمار تولوز من أشهر المضامير الفرنسية التي تستضيف سباقات الخيول العربية الأصيلة، وقد شهد في السنوات الأخيرة حضوراً متزايداً للخيول القادمة من الإمارات. ويتميز المضمار بطبيعته المتوازنة التي تجمع بين المساحات المستقيمة والمنعطفات الطويلة، ما يجعله مكاناً مثالياً لاختبار مستويات مختلفة من اللياقة والسرعة.

كما يعد سباق «بري جوس دو بيرن» و«بري ماجنسي» من السباقات المعترف بها في الاتحاد الأوروبي لسباقات الخيول العربية، وغالباً ما تُستخدم نتائجهما كمؤشر على جاهزية الخيول للمشاركة في سباقات أكبر تقام في باريس أو شانتوي أو بوردو. لذلك، فإن ظهور خيول الإمارات في هذا المضمار يعبّر عن حرصها على المشاركة في السباقات ذات التصنيف المعتمد التي تتيح فرصاً أوسع للتقييم الفني والاعتراف الدولي.

توصيات جمعية الفروسية الأمريكية لرعاية الخيول الرياضية
توصيات جمعية الفروسية الأمريكية لرعاية الخيول الرياضية

المنافسة الأوروبية وأهمية التمثيل الإماراتي:

تحظى الخيول الإماراتية بسمعة طيبة في أوروبا بفضل سجلها الحافل في سباقات الخيول العربية. وقد حققت خلال الأعوام الماضية انتصارات مهمة في مضامير فرنسية وإنجليزية، مما جعلها رقماً صعباً في البطولات المخصصة لهذا النوع من الخيول.
وتظهر هذه المشاركة المستمرة التزام ملاك الخيول الإماراتيين، خاصة مؤسسات مثل «ياس لإدارة سباقات الخيل»، بتطوير السلالة العربية الأصيلة والحفاظ على حضورها الدولي. كما تعكس الدعم المؤسسي الذي تقدمه الدولة للفروسية بوصفها جزءاً من تراثها الثقافي والرياضي.

استعداد خيول الإمارات للموسم الأوروبي المقبل:

من المتوقع أن تشكل نتائج سباقي تولوز مؤشراً مهماً على استعداد خيول الإمارات للموسم الأوروبي المقبل، خاصة بالنسبة للخيول الصغيرة التي ما زالت في طور التكوين.
ويبدو أن التركيز الحالي منصب على منح هذه الخيول خبرة كافية قبل إشراكها في السباقات الكبرى من الفئة الأولى، والتي تتطلب جاهزية ذهنية وجسدية عالية. كما يهدف البرنامج التدريبي إلى اختبار مدى قدرة الخيول على التعامل مع المسافات الطويلة والظروف المناخية المتغيرة في أوروبا، تمهيداً لمشاركات أوسع خلال العام المقبل.

في نهاية المطاف، تمثل سباقات تولوز محطة جديدة في مسار طويل من العمل الممنهج الذي يوازن بين الطموح الرياضي والمسؤولية الثقافية، ويعيد التأكيد على أن الخيول العربية الإماراتية ليست مجرد رموز للتراث، بل جزء من مشروع مستقبلي يسعى لترسيخ اسم الإمارات في ساحات الفروسية العالمية.

المصادر:

صحيفة الاتحاد

صحيفة البيان

انطلاق السباق الدوري الثامن للخيول العربية الأصيلة في اللاذقية

نتائج ختام الأسبوع الثاني من دوري الإمارات لونجين

تشكيلة جديدة وخطط مستقبلية للاتحاد الدولي لسباقات الخيل العربي

الفروسية والخيول في عرض شيق في معرض الصقور والصيد الدولي 2025