هناك مجموعة من الصفات المطلوبة في مُروّض الخيول الناجح ليكون متمكناً من فن التعامل مع الخيل ويتقن مهنته. حيث أن ترويض الخيول ليس مهمة عادية، بل فن يتطلب مزيجًا من المهارة، الصبر، والذكاء العاطفي. فالحصان كائن حساس، يتفاعل مع أدق المشاعر والإشارات والتفاصيل التي تصدر عن الإنسان. ومن هنا تنبع أهمية اختيار المروض بعناية، لأن دوره لا يقتصر على تدريب الحصان جسديًا، بل يشمل أيضًا تهيئته نفسيًا لبناء علاقة قائمة على الثقة والتفاهم. في هذا المقال سوف نسلط الضوء على أبرز الصفات التي يجب أن يتحلى بها مُروّض الخيول الناجح.
1. الصبر:
الصبر هو حجر الأساس في عملية الترويض وهو أول وأهم صفات المروض الناجح، فالحصان قد يحتاج إلى أيام أو حتى أسابيع ليعتاد على خطوة واحدة. والمروض الناجح لا يستعجل النتائج، بل يمنح الحصان الوقت الكافي لاستيعاب التعليمات وبناء الأمان الداخلي.
2. الهدوء النفسي والثبات الانفعالي:
الخيول تلتقط إشارات التوتر والانزعاج بسهولة، لذلك يحتاج المُروّض إلى التمتع بدرجة عالية من الاتزان النفسي. إذ أن الترويض لا يتوافق مع العصبية أو الانفعال، بل يتطلب نفسًا طويلًا وتعاملًا وديًا حتى في لحظات التحدي.
3. القدرة على قراءة لغة الجسد عند الحصان:
الحصان لا يتحدث، لكنه يعبر بجسده وعيونه وحركة أذنيه وذيله. لذا فإن المُروّض الناجح يجب أن يملك حسًا مرهفًا لملاحظة هذه الإشارات وفهم معناها. فعلى سبيل المثال، إن تحريك الأذنين للخلف قد يدل على التوتر أو الانزعاج، بينما الراحة في الوقوف تدل على الثقة والاطمئنان.
4. الخبرة في السلوك الحيواني والتعامل مع الحالات المختلفة:

ليس كل حصان مثل الآخر. فهناك الخيول الخائفة، وأخرى عدوانية، وثالثة شديدة الحذر. لذا فإن المُروّض المحترف يفهم اختلاف الطباع بين الخيول ويتعامل مع كل حالة بطريقة مناسبة، بناءً على سلوكها ومزاجها.
5. المعرفة التامة بتقنيات الترويض وأساليبه الحديثة:
من الضروري جداً أن يطلع المُروّض على أحدث تقنيات وأساليب الترويض، سواء التقليدية أو المعتمدة على التعزيز الإيجابي (Positive Reinforcement). حيث إن استخدام الطرق العلمية في الترويض يختصر الوقت ويمنح نتائج أكثر ثباتًا.
6. اللياقة البدنية والمرونة الحركية:
المُروّض لا يدرب الحصان بالكلام فقط، بل يحتاج إلى جهد بدني كبير يبذله في ساحة التدريب. لذلك، فإن اللياقة البدنية والقدرة على التحرك بسهولة تشكلان عنصرًا مهمًا جداً لضمان نجاح العملية.
7. قوة الملاحظة والانتباه للتفاصيل الصغيرة:
قد تكون هناك تغيرات بسيطة جداً في سلوك الحصان ولكنها في نفس الوقت تعتبر مؤشرًا على وجود ألم أو توتر أو عدم فهم للأوامر. حيث أن المُروّض المحترف يلاحظ هذه التفاصيل ويتصرف بناءً عليها دون تجاهلها أو التقليل من شأنها.
8. المرونة الذهنية والقدرة على التكيف:
الخطة التدريبية يجب أن تتغير حسب استجابة كل حصان. حيث أنه لا يوجد قالب واحد يناسب الجميع. المُروّض الناجح يملك مرونة فكرية تسمح له بتعديل أسلوبه في كل مرة يحتاج فيها الحصان إلى طريقة مختلفة.
9. احترام الحصان والتعامل معه كشريك لا كأداة:
من الصفات الجوهرية أيضًا، التي يجب توافرها في المروض الناجح، هي احترام الحصان ومعاملته بكرامة. إذ أنه لا يجوز استخدام العنف أو الإذلال، بل يفترض أن يعامَل الحصان كشريك في التدريب، له احتياجاته وحقه في الشعور بالأمان.
10. الشغف الحقيقي بعالم الخيول:
إن النجاح في ترويض الخيول لا يمكن أن يتحقق بدون شغف حقيقي بهذا العالم. إذ أن المُروّض الذي يحب الخيول ويؤمن بقدرتها على التعلم والتفاعل، هو الأقدر على نقل هذا الإيمان للحصان نفسه وبناء علاقة قوية ومتينة معه.
بالمحصلة إن مُروّض الخيول ليس مجرد مدرب، بل هو وسيط بين عالم الإنسان وعالم هذا الكائن النبيل. ولذا فإنه من أجل أن ينجح في مهمته، عليه أن يتحلى بصفات إنسانية ومهنية متكاملة. أهمها الصبر، الهدوء، الذكاء العاطفي، والمعرفة العلمية، فهي كلها عوامل تصنع الفارق بين مُروّض عادي وآخر ناجح قادر على ترك أثر دائم في حياة الخيول التي يتعامل معها.
توصيات أحدث الدراسات حول تكاثر الخيول
هجرة الخيول في العصر الجليدي تساعد البشر في مواجهة التغير المناخي
“آيرو ترافلز” وشركات سياحية أخرى تلغي رحلات الجمال والخيول عند أهرامات الجيزة
دليلك إلى المزادات العالمية لشراء الخيول والوجهات المفضلة عند العرب
أكثر من 100 رأس من الخيول العربية الأصيلة في مزاد قطر





Leave a Reply