مركز دراسات الفروسية يحتفل باليوم الوطني للسعودية

مع حلول اليوم الوطني السعودي في 23 سبتمبر من كل عام، تعود الذاكرة الجمعية لمواطني المملكة العربية السعودية لتتأمل جذور الهوية الثقافية التي ارتبطت بالخيل والفروسية. حيث أن هذا الموروث، شكّل أحد أعمدة الحياة في الجزيرة العربية، و ظل حاضراً في وجدان المجتمع وممارساته، كما حظي باهتمام الدولة منذ تأسيسها وحتى اليوم.

فالخيل في الوعي السعودي ليست مجرد وسيلة ركوب، بل رمز لمعاني القوة والانتماء والكرامة والأصالة. ومن هنا يبرز دور مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في رعاية هذا الجانب الثقافي والمعرفي من خلال مركز دراسات الفروسية.

مكتبة الملك عبدالعزيز ومركز دراسات الفروسية والاحتفاء بالتراث في اليوم الوطني:

يأتي اليوم الوطني السعودي ليكون بمثابة فرصة للتأمل في جهود المؤسسات الثقافية التي تعمل على حفظ التاريخ والذاكرة. فمكتبة الملك عبدالعزيز العامة جعلت من الفروسية أحد محاور عملها المعرفي، إدراكاً منها أن الخيل جزء لا يتجزأ من الهوية الوطنية.

تحتفظ المكتبة بآلاف المقتنيات التي توثق مسيرة الخيل في المملكة وفي العالم العربي أيضاً. وتضم هذه المقتنيات مخطوطات نادرة، وكتباً متخصصة، وصوراً تاريخية، ولوحات فنية، ومسكوکات، تظهر جميعها عمق حضور الخيل في الثقافة الوطنية. وفي هذا السياق، يكتسب الاحتفاء باليوم الوطني بعداً معرفيّاً يربط الماضي بالحاضر، حيث يتحول التراث إلى مادة للبحث والتأمل والتعلم، وليس مجرد ذكرى عابرة.

مركز دراسات الفروسية.. ذاكرة معرفية مفتوحة:

أسست مكتبة الملك عبدالعزيز العامة مركز دراسات الفروسية ليكون منصة علمية مفتوحة أمام الباحثين والجمهور. إذ يضم المركز أكثر من اثني عشر ألف مادة معرفية باللغتين العربية والأجنبية، تغطي موضوعات شتى أهمها:

  • أنساب الخيل العربية الأصيلة.
  • حضور الخيل في الشعر العربي.
  • الدور التاريخي للفروسية في الجزيرة العربية.
  • أبرز أسماء الخيل في التراث العربي والإسلامي.

كما يعمل المركز على دراسة وتحقيق مخطوطات نادرة مثل مخطوطة عباس باشا عن أصول الخيل العربية التي تعود إلى عام 1852م. هذه المخطوطة لا تمثل مجرد وثيقة تاريخية، بل إنها تقدم دليلاً عملياً على تطور أساليب تربية الخيل في المنطقة.

اليوم الوطني و الفروسية:

إن الاحتفاء باليوم الوطني لا يقتصر على الرموز السياسية والتاريخية، بل إنه يتصل أيضاً بالرموز الثقافية التي شكلت جزءاً من هوية المجتمع. والفروسية بما تحمله من قيم الشجاعة والانتماء والتضحية، حيث تنسجم مع معاني اليوم الوطني الذي يستحضر مسيرة التوحيد وبناء الدولة. إن ما تقوم به مكتبة الملك عبدالعزيز العامة من جهود في مجال الفروسية يندرج في هذا الإطار، حيث أنها تسهم في ترسيخ الهوية الوطنية عبر المعرفة، وهي كذلك تفتح الباب أمام الأجيال الجديدة لاكتشاف إرثها الثقافي.

الفارس السعودي بدر التميمي
الفارس السعودي بدر التميمي

الاحتفال بإنجازات علمية متجددة:

من بين أبرز إنجازات المكتبة في هذا المجال إصدار موسوعات وكتب متخصصة، مثل:

  • الخيل في أشعار العرب.
  • الخيل العربية الأصيلة.
  • قاموس الخيل في لسان العرب.
  • فروسية، وهو عمل موسوعي في مجلدين يضم 30 بحثا عالمياً وأكثر من مئتين قطعة مصورة.

كما أصدرت المكتبة أول عمل إحصائي ورقي للخيول والفروسية في العالم، يتضمن أكثر من ألفي عنوان. هذه الأعمال لا تقتصر على الجانب البحثي، بل تسهم كذلك في تعزيز الوعي العام وتوسيع دائرة المعرفة، خصوصاً في مناسبة خاصة وهامة مثل اليوم الوطني.

كيفية الحفاظ على الموروث وإتاحته للأجيال:

مع تطور التكنولوجيا ووسائل الأرشفة الرقمية، تواجه المكتبة تحديات تتعلق بكيفية الحفاظ على الموروث وإتاحته للأجيال. وإن احتفالية اليوم الوطني تشكّل فرصة هامة لتسليط الضوء على هذه التحديات، وللتأكيد على أهمية الاستثمار في الرقمنة والترجمة والتعاون مع مراكز بحثية دولية. ففي اليوم الوطني السعودي، لا تقتصر مظاهر الاحتفال على رفع الأعلام أو ترديد الأناشيد، بل إنها تمتد لتشمل قراءة الماضي وتأمل الجذور الثقافية التي شكّلت هوية الوطن. ومن أبرز هذه الجذور تراث الخيل والفروسية الذي توليه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة عناية خاصة عبر مركز دراسات الفروسية.

إن حضور الخيل في الذاكرة الوطنية يعكس تلاقي التراث مع الحاضر، ويؤكد أن بناء المستقبل يتطلب صون الماضي. لذلك، يبقى اليوم الوطني فرصة لإعادة قراءة هذا الإرث وتقديره بوصفه جزءاً من الهوية السعودية التي تمتد جذورها عميقاً في أرض الجزيرة العربية.

المصدر:

وكالة الأنباء السعودية

فرسان الإمارات يواصلون التفوق في بطولة العالم للقدرة 2025

مزاد نادي سباقات الخيل: فرصة جديدة لعشاق الفروسية في الرياض

كيف كانت الدورة 21 من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية في ختامه؟

فرسان الأولمبياد الخاص يتألقون في البطولة الإقليمية للفروسية 2025

السعودية تحقق نجاحاً في إعلان خلوها من مرض الخيول الأفريقية

طالب تايلاندي يتحدى المألوف ويركب حصانه إلى المدرسة

كيف تحول الحصان المنغولي المهدد بالانقراض إلى رمز عالمي للحياة البرية؟