تستعد مدينة العين لاستقبال حدث رياضي وإنساني يجمع بين التحدي والاندماج، إذ أعلن الأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن انطلاق مسابقة الفروسية الإقليمية، خلال الفترة من 24 إلى 28 أغسطس الجاري، بمشاركة نخبة من لاعبي الأولمبياد الخاص من ذوي الإعاقة الفكرية، يمثلون 11 دولة عربية.
حيث تنظم الفعالية الأول من نوعها في المنطقة بالتعاون بين الأولمبياد الخاص الإماراتي والأولمبياد الخاص الدولي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تحت رعاية دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، وبدعم من شرطة أبوظبي كشريك مستضيف، واتحاد الإمارات للفروسية كشريك داعم للمسابقة.
حدث رياضي يحتفي بالدمج والقدرات:
تأتي هذه المسابقة كخطوة عملية نحو ترسيخ مفهوم الرياضة الدامجة في العالم العربي، حيث تشكل الفروسية مساحة فريدة تتيح للاعبين من ذوي الإعاقة الفكرية التعبير عن مهاراتهم وطاقاتهم في بيئة داعمة وآمنة.
المهندس أيمن عبدالوهاب، الرئيس الإقليمي للأولمبياد الخاص في المنطقة، وصف الفعالية بأنها تمثل نقطة تحول مهمة في مسار الرياضات الدامجة، خصوصاً أنها تبرز قدرات المشاركين بشكل فعلي، من خلال منافسات حقيقية تنقل رسالة واضحة بأن الدمج لا يحتاج شعارات، بل فرصا حقيقية على الأرض.
11 دولة عربية مشاركة:
أكد البيان الصادر عن اللجنة المنظمة اعتماد مشاركة كل من:
الإمارات، السعودية، الكويت، سلطنة عمان، البحرين، مصر، المغرب، الأردن، العراق، تونس، وإيران.
تسهم هذه المشاركة الواسعة في تعزيز روح التعاون والتضامن بين برامج الأولمبياد الخاص في المنطقة، كما تعكس التقدم الذي تحرزه الدول في مجال تأهيل الرياضيين من ذوي الإعاقة الفكرية، ودمجهم في المنافسات المحلية والإقليمية.
منافسات متنوعة تبرز مهارات اللاعبين:
المسابقة تتضمن أربع فئات رئيسية في الفروسية، حيث توزع المشاركون على النحو الآتي:
- الركوب الإنجليزي بمشاركة 36 لاعبًا ولاعبة
- القفز على الحواجز بمشاركة 12 لاعبًا ولاعبة.
- المسار المتعرج على شكل “8” بمشاركة 37 لاعبًا ولاعبة
- السيطرة والترويض بمشاركة 22 لاعبًا ولاعبة.
كل هذه الفئات صممت بطريقة تتيح لكل لاعب التعبير عن مستواه الفني، وفق قدراته الجسدية والنفسية الخاصة، وبإشراف خبراء ومدربين مؤهلين في رياضة الفروسية العلاجية والتأهيلية.
البيئة الآمنة أولًا:
اهتم المنظمون بتوفير بيئة آمنة من جميع النواحي، سواء من حيث البنية التحتية للمضمار أو تجهيزات الخيول، بالإضافة إلى خدمات الدعم الصحي والنفسي المتوفرة طوال أيام الحدث.
وتضمن الفرق الطبية سلامة المشاركين، مع مراعاة حالاتهم الصحية الخاصة واحتياجاتهم الفردية.
ورش تدريبية تعد الجيل القادم من المدربين:
بالتوازي مع المسابقات، تنطلق دورة تدريبية إقليمية تستهدف مدربي الدول المشاركة، إلى جانب اللاعبين القادة من ذوي الإعاقة الفكرية.
هذه الدورة تهدف إلى إعداد هؤلاء اللاعبين كمساعدين للمدربين، وهي تجربة جديدة على مستوى المنطقة، تسعى إلى تمكين الرياضيين من داخل المنظومة، وليس فقط بوصفهم متلقين للرعاية.
يشارك في الدورة أكثر من 30 متدربًا من 12 دولة، ما يعزز من فرص تطوير الكوادر الفنية لرياضة الفروسية الخاصة.
الاهتمام بصحة اللاعبين:
ينفذ خلال هذا الحدث أيضا برنامج “صحة اللاعبين”، الذي يركز على التوعية الصحية، والتغذية، واللياقة البدنية للمشاركين.
وهذا البرنامج لا يخدم الرياضيين فقط، بل يشمل أيضا الزوار والعائلات، وذلك بهدف نشر مفاهيم الرعاية الصحية المتكاملة، ودعم الصحة النفسية والجسدية للمجتمع المحيط بهم.
أنشطة مجتمعية لتوسيع دائرة الوعي:
تقام على هامش المسابقة فعاليات مجتمعية متنوعة، تستهدف الأسر والمهتمين بالشأن الرياضي والدمج المجتمعي.
تهدف هذه الأنشطة إلى زيادة الوعي المجتمعي بقضايا الدمج، وفتح حوارات مباشرة بين الجمهور والعاملين في المجال، وتشجيع المؤسسات التعليمية والرياضية على احتضان ذوي الإعاقة الفكرية في برامجها.

دور فاعل للأولمبياد الخاص الإماراتي:
يلعب الأولمبياد الخاص الإماراتي دورا محورياً في تنظيم هذا الحدث، مستنداً إلى خبراته السابقة في تنظيم الأحداث الإقليمية والدولية.
ويعمل الفريق الإماراتي بالتعاون مع نظرائه من الدول الأخرى، لتوفير تجربة احترافية ومؤثرة لجميع المشاركين.
يشكل هذا التعاون أيضاً امتداداً لرؤية الإمارات في دعم وتمكين أصحاب الهمم، ليس فقط داخل الدولة، بل على مستوى العالم العربي، من خلال منصات رياضية فاعلة.
نحو رياضة أكثر شمولا وإنسانية:
الرسالة الأهم التي يحملها هذا الحدث أن الرياضة يمكن أن تكون أداة حقيقية للدمج والتغيير المجتمعي. فعندما يلتقي فرسان من 11 دولة، يحملون قصصهم وتحدياتهم، ويركضون بخيولهم في مضمار واحد، فإن ذلك يعني أن الفروسية لم تعد حكرا على فئة معينة، بل أصبحت ساحة مفتوحة للجميع.
ومن مدينة العين، تنطلق هذه الرسالة، لتصل إلى كل من يعتقد أن الإعاقة قد تكون عائقًا أمام النجاح.
ففي هذا الحدث، وحدها الإرادة هي التي تحكم خط النهاية.
المصدر:
وكالة الأنباء الإماراتية (وام)
صحيفة 24 الاماراتية
سر النجاح في ميادين الفروسية.. ليست الموهبة ولا التدريب
مهرجان الشارقة الدولي للجواد العربي وتعزيز الفروسية العربية عالمياً
عروض الفروسية التقليدية في مهرجان تيفلت تعيد وهج التبوريدة إلى الواجهة
أول معرض لسياحة الفروسية والسياحة البيئية لتعزيز السياحة المستدامة





Leave a Reply