في مبادرة استثنائية تحمل اسم “Country Yucca” أعلنت مجموعة استشارات الأداء العالي في الفروسية الكندية عن إطلاق منح سفر جديدة تحمل اسم “Country Yucca Eventing”، وهي موجهة للرياضيين الشباب تحت سن الخامسة والعشرين. تهدف هذه المبادرة إلى دعم الفرسان الطموحين وتوفير الموارد اللازمة لمساعدتهم على خوض تجارب تنافسية أوسع، سواء داخل أمريكا الشمالية أو في المحافل الدولية.
هذه المبادرة تمثل تكريماً للحصان الشهير “Country Yucca”، الذي امتطاه الفارس الكندي نيك هولمز سميث في السبعينيات والثمانينيات، وشارك معه في أولمبياد سيول 1988 وبرشلونة 1992، ليبقى اسمه محفوراً في ذاكرة الفروسية الكندية.
قيمة الدعم السنوي الإجمالي عشرين ألف دولار كندي:
تبلغ قيمة الدعم السنوي الإجمالي عشرين ألف دولار كندي، يتم توزيعها على أربعة مستفيدين بحد أقصى. وتصل قيمة المنحة إلى خمسة آلاف دولار للسفر والمشاركة داخل أمريكا الشمالية، أو عشرة آلاف دولار لتغطية النفقات في البطولات الدولية.
يغطي الدعم مصاريف أساسية تشمل تكاليف النقل الجوي والبري، ورسوم الإسطبلات، والإقامة خلال المنافسات، إضافة إلى الشهادات الصحية والبيطرية للخيول. حيث إن الهدف من المبادرة هو تخفيف العبء المالي الكبير الذي يواجهه الرياضيون الشباب عند خوض المنافسات، خصوصاً أن أغلبهم يفتقر إلى الرعاة الكبار أو التمويل المستدام.
شهادة شخصية من فارس أولمبي:
نيك هولمز سميث، الفارس الذي عاش تجربة صعبة خلال مسيرته الرياضية بسبب التكاليف الباهظة، تحدث عن أهمية هذه المنح قائلاً: “في شبابي كنت أعاني من صعوبات مالية حقيقية لأتمكن من السفر والمشاركة، أما اليوم فأشعر بسعادة كبيرة لأنني قادر على مساعدة جيل جديد من الفرسان في مواجهة تحديات مشابهة”.
هذه الكلمات تعكس روح العطاء والالتزام التي ترافق المبادرة، وتجعلها مختلفة عن كونها مجرد برنامج مالي تقليدي. فهي تحمل بعداً إنسانياً ورسالة دعم معنوية للفروسية الكندية ككل.
معايير دقيقة للاختيار:
تحدد لجنة الاختيار مجموعة من الشروط الأساسية للتقدم، أهمها أن يكون عمر المتسابق بين 16 و25 عاماً مع بداية السنة، وأن يكون منافساً نشطاً على مستوى التدريب أو أعلى. يشترط كذلك أن يكون المتقدم مواطناً كندياً أو مقيماً دائماً، وأن يظهر حاجة مالية واضحة، إلى جانب خطة واضحة للمشاركة خارج منطقته الأصلية.
الأولوية في الدعم ستمنح للثنائي الرياضي والحصان الذين حققوا نتائج بارزة، خاصة من أتموا بنجاح منافسات CCI2*-L أو مستويات أعلى، فهي تعتبر مؤشرات على الجدية والطموح. كما يتعين على المتقدمين تقديم بيان شخصي يوضح أهدافهم وخططهم وكيف ستساهم المنحة في تطويرهم الرياضي.
خطوات عملية للتقديم:
باب التقديم يفتح في الأول من أكتوبر 2025 ويستمر حتى الأول من نوفمبر، فيما يتم الإعلان عن المستفيدين في بداية ديسمبر. ويطلب من المتقدمين إرسال عدة وثائق، من بينها بيان شخصي لا يتجاوز 750 كلمة، وخطة سفر مفصلة، وميزانية تقديرية، بالإضافة إلى خطاب مرجعي واحد وسيرة ذاتية عن مشاركاتهم خلال العامين الأخيرين. هذه الإجراءات تضمن شفافية الاختيار وتعكس جدية اللجنة في دعم الرياضيين الأكثر التزاماً وكفاءة.
أبعاد إنسانية ورياضية عميقة:
ترى إميلي جيلبرت، رئيسة لجنة الأداء العالي في الفروسية الكندية، أن المبادرة تمثل خطوة مهمة نحو توسيع قاعدة المشاركة الشبابية، مؤكدة أن “التزام نيك هولمز سميث يعزز رؤيتنا لتوسيع فرص الفرسان الشباب، ويجسد روح التضامن والعطاء في الرياضة”.
من الواضح أن البرنامج لا يقتصر على الجانب المادي فحسب، بل يحمل رسالة أعمق، مفادها أن الفروسية الكندية تريد أن تفتح المجال أمام أجيال جديدة لتختبر المنافسة على أعلى المستويات دون أن يشكل المال عائقاً.
ما هو التأثير محتمل على مستقبل الفروسية الكندية؟
تأثير هذه المنح قد يمتد لسنوات قادمة، فهي قادرة على صناعة جيل جديد من الرياضيين الذين يكتسبون خبرة دولية مبكرة، ما يرفع مستوى الفروسية الكندية في المحافل العالمية. فالاستثمار في الشباب يعني الاستثمار في المستقبل، وهذا ما يميز البرنامج عن غيره من المبادرات. إن وجود دعم بهذا الحجم الموجه مباشرة للشباب تحت سن 25 عاماً يعطي رسالة واضحة مفادها أن كندا تراهن على المواهب الناشئة وتضع ثقتها في قدراتهم.
إرث “يوكا الريفي” يلهم الجيل الجديد:
اللافت أن المبادرة لا تحمل فقط اسم حصان بارز في تاريخ الفروسية الكندية، بل تستلهم من روحه القتالية وإصراره. حيث كان “يوكا” يتميز بجوارب بيضاء ووجه مميز، ورغم حجمه الصغير نسبياً فقد تجاوز التوقعات وقفز الحواجز الأصعب بثقة، ليصبح رمزاً للمرونة والقدرة على التحدي.
قصة “يوكا” تقدم درساً ملهما للشباب اليوم مفادها أن: النجاح لا يرتبط دائماً بالحجم أو الإمكانيات المادية، بل بالإصرار والالتزام والشغف.
في النهاية إن منح “Country Yucca” ليست مجرد دعم مالي، بل هي رسالة أمل للفرسان الشباب بأن الطريق نحو العالمية ممكن رغم الصعوبات. إنها مبادرة تمزج ما بين التكريم التاريخي والبعد الإنساني والرؤية المستقبلية. ومع اقتراب موعد فتح باب التقديم، يتطلع الكثير من الرياضيين الكنديين إلى اغتنام هذه الفرصة التي قد تغير مسار حياتهم الرياضية وتفتح لهم آفاقاً جديدة في عالم الفروسية.
المصدر:
موقع HorseSport.com
سحر هايد بارك على ظهر حصان: رحلة عبر أربعة قرون من التاريخ
جودلفين يحصد لقب أفضل مالك ومربٍ للخيول في الولايات المتحدة
تشخيص وعلاج مشاكل الإنجاب لدى الأفراس
الطائف تختتم موسم السباقات بالحفل العشرين وسط منافسات قوية
سباق حماسي في أجواء غبارية في أربيل
عودة الخيول البرية إلى المرتفعات الأيبيرية في إسبانيا بعد 10 آلاف عام
Leave a Reply