من هي الدول التي تمتلك أكبر عدد من الخيول في العالم؟

إن تربية الخيول تشكّل جزءاً أساسياً من التاريخ الإنساني، سواء في الزراعة أو الرياضة أو الثقافة. اليوم، لا تزال بعض الدول تحتفظ بأعداد هائلة من الخيول، إما بسبب تقاليدها العريقة أو لمتطلبات اقتصادية وزراعية ورياضية. وتكشف بيانات من منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO) ومنصات تحليلية متخصصة، عن تباين واضح في توزيع الخيول حول العالم. فمن هي الدول التي تمتلك أكبر عدد من الخيول في العالم؟

أولاً: الولايات المتحدة الأمريكية:

تحتل الولايات المتحدة الصدارة عالمياً من حيث عدد الخيول، إذ يقدر وجود أكثر من 10 ملايين حصان داخل أراضيها. ويرجع هذا الرقم الكبير إلى تنوع استخدام الخيول في البلاد، فهي تستخدم في مجالات متعددة تشمل السباقات، والأنشطة الترفيهية، والزراعة، ورعاية الماشية في المزارع الكبرى. كما تسهم الجمعيات المحلية والاتحادات الرياضية للفروسية في تطوير البنية التحتية المتعلقة بتربية الخيول ورعايتها البيطرية، وهو ما يجعل من الولايات المتحدة بيئة مثالية لتواجد الخيول.

 المكسيك في المرتبة الثانية:

تأتي المكسيك في المرتبة الثانية عالمياً بعدد خيول يقارب 6 ملايين حصان. وتعتبر الفروسية جزءاً من الهوية الثقافية المكسيكية، حيث تشتهر البلاد بعروض “التشارّو” التقليدية، التي تجمع بين الفروسية والاستعراض الفني. كما تستخدم الخيول في المناطق الريفية في أعمال النقل والزراعة، فهي تشكل مصدر دخل إضافي لعدد كبير من الأسر العاملة في القطاع الزراعي.

المكسيك في المرتبة الثانية عالمياً بعدد خيول يقارب 6 ملايين حصان.
المكسيك في المرتبة الثانية عالمياً بعدد خيول يقارب 6 ملايين حصان.

البرازيل تحتل المرتبة الثالثة:

تعد البرازيل من الدول الأكثر امتلاكاً للخيول في أمريكا الجنوبية، حيث يصل عددها إلى نحو 5.8 ملايين حصان. ويعزى هذا الرقم المرتفع إلى المساحات الشاسعة من المراعي وتنوع المناخ المناسب لتربية السلالات المختلفة. وتبرز الخيول أيضاً في المجال الرياضي، إذ تشارك البرازيل بانتظام في بطولات الفروسية الدولية، إضافة إلى استخدامها في المزارع وأعمال الرعي.

المرتبة الرابعة لمنغوليا:

تعتبر منغوليا نموذجاً فريداً في علاقة الإنسان بالحصان، إذ يعيش فيها نحو 4.8 ملايين حصان، أي ما يقارب عدد السكان تقريباً! فالخيول في منغوليا ليست مجرد وسيلة تنقل، بل هي جزء من الثقافة الوطنية، وهي تستخدم في السباقات الشعبية، وكذلك يتم حلب الخيول من أجل إنتاج مشروب الكوميس التقليدي. وتعكس هذه العلاقة العميقة الارتباط التاريخي للمغول بالفروسية منذ عهد جنكيز خان وحتى اليوم.

الصين في المرتبة الخامسة:

في الصين، يتراوح عدد الخيول بين 3.6 و6.8 ملايين حسب التقديرات. يعود التفاوت في الأرقام إلى اختلاف طرق الإحصاء ووجود عدد كبير من الخيول غير المسجّلة رسميا في المناطق الريفية. وتستخدم الخيول في بعض الأقاليم لأغراض الزراعة أو النقل في القرى الجبلية، إلى جانب الاهتمام المتزايد في السنوات الأخيرة برياضات الفروسية وسباقات الخيول ضمن الطبقات الحضرية.

 كازاخستان في المرتبة السادسة:

تضم كازاخستان قرابة 4 ملايين حصان، وهي من أكثر الدول التي تربط بين الخيول والتراث الوطني. يعتمد جزء من سكانها على تربية الخيول كمصدر للّحم والحليب، إضافة إلى استخدامها في المسابقات والاحتفالات الشعبية. الطبيعة السهلية الواسعة في البلاد توفر بيئة مثالية للتربية والتكاثر الطبيعي.

في المرتبة السابعة الأرجنتين:

تحتل الأرجنتين مرتبة متقدمة عالمياً بأكثر من 3 ملايين حصان، وتشتهر بكونها واحدة من أهم دول تربية الخيول الرياضية في العالم. ويعد الحصان رمزاً وطنياً يرتبط بشخصية “الغوتشو” — راعي البقر الأرجنتيني — الذي يعتمد على الخيل في حياته اليومية. كما تشتهر الأرجنتين بإنتاج سلالات قوية تُستخدم في سباقات البولو وسباقات المسافات الطويلة.

ما هي العوامل المؤثرة في توزع أعداد الخيول؟

تختلف أسباب ارتفاع أعداد الخيول بين دولة وأخرى، إلا أن هناك عوامل رئيسية يمكن تلخيصها بما يلي:

1. المساحة الجغرافية والمراعي الطبيعية: إن الدول ذات الأراضي الواسعة والمناخ المعتدل تسهّل تربية الخيول وتكاثرها، كما في الولايات المتحدة ومنغوليا.

2. التراث الثقافي والتاريخي: في منغوليا والمكسيك وكازاخستان، الخيل تعتبر جزء من الهوية القومية والتقاليد القديمة.

3. الاستخدام الاقتصادي والرياضي: البرازيل والأرجنتين تستثمران في تربية الخيول لأغراض الرياضة والتصدير والمنافسات الدولية.

4. الدعم المؤسسي والبيطري: الدول التي تمتلك منظومات متطورة للرعاية البيطرية والتدريب تحقق نسب نمو أعلى في أعداد الخيول مقارنة بالدول التي تفتقر إلى هذا الدعم.

 التغيرات في أعداد الخيول:

تشير إحصاءات منظمة الأغذية والزراعة إلى أن العدد الإجمالي للخيول في العالم يقارب 57 مليون حصان، وهو رقم ظل شبه ثابت خلال العقد الأخير. ورغم تراجع الاستخدام العملي للخيول في بعض المناطق بسبب التقدم التكنولوجي، إلا أن الإقبال على الفروسية والرياضة حافظ على استمرار تكاثرها. كما ساهمت برامج الحفاظ على السلالات الأصلية في استقرار الأعداد، خصوصا في آسيا وأمريكا اللاتينية.

التحديات التي تواجه حصر الأعداد:

تواجه عملية إحصاء الخيول في العالم عدة صعوبات أهمها:

  • بعض الدول لا تجري تعداداً دورياً دقيقاً للحيوانات.
  • اختلاف التعريف بين “الخيل العاملة” و”الخيل الترفيهية” يخلق تفاوتاً في الأرقام.
  • الخيول البرية أو شبه الأليفة لا تدخل ضمن الإحصاءات الرسمية في كثير من الحالات.
  • وجود خيول غير مسجّلة في المناطق الريفية يقلل بشكلٍ كبير من دقة البيانات.

هذه التحديات تجعل من المستحيل تحديد رقم نهائي دقيق، لكنها لا تُقلل من أهمية الاتجاه العام الذي تُظهره الإحصاءات.

الأهمية الاقتصادية والثقافية لتربية الخيول:

تربية الخيول ليست فقط نشاطاً زراعياً أو رياضياً، بل تشكل صناعة متكاملة في بعض الدول. فهي تولد فرص عمل في مجالات الأعلاف، والخدمات البيطرية، والسروج، والتدريب، والسياحة البيئية. كما أن الخيول تستخدم في البرامج العلاجية للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة في بعض الدول المتقدمة، مما يضيف بعداً اجتماعياً وإنسانياّ لهذه الكائنات.

إذاً تحتفظ الولايات المتحدة، والمكسيك، و البرازيل، ومنغوليا، والصين، وكازاخستان، والأرجنتين بالمراكز الأولى عالمياً في أعداد الخيول. وتظهر هذه الدول تنوعاً في الأسباب التي تدعم تربية الخيول بين العوامل الاقتصادية والثقافية والبيئية. رغم التحديات في الإحصاء والتوثيق، تبقى الخيول رمزًا عالمياً للتاريخ الإنساني، وركناً أساسياً في تطور الحضارات القديمة والحديثة.

المصادر:

منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO)

World Population Review

InsightXplainer

The World Ranking

انطلاق سباق قوس النصر في أبرز مضامير سباقات الخيول في العالم

انطلاق دورة جديدة من مهرجان سيدي رابح للفروسية

أمير حائل يطّلع على تقرير مهرجان الفروسية ضمن دعم متواصل للرياضة

أمير حائل يطّلع على تقرير مهرجان الفروسية ضمن دعم متواصل للرياضة