تم تأكيد حدوث إصابات جديدة بإنفلونزا الخيول في كيبيك، فما هي التفاصيل والإجراءات الوقائية والتدابير اللازم اتخاءها للحد من هذه الإصابات.
ماذا عن التفاصيل؟
أعلنت السلطات البيطرية في مقاطعة كيبيك الكندية عن إصابة مؤكدة لحصان في مدينة ميرابل بمرض إنفلونزا الخيول Equine Influenza. حيث قد تم الكشف عن الإصابة بعد أن ظهرت على الحصان أعراض تنفسية خفيفة، شملت السعال وسيلان الأنف. وبحسب التقرير الصادر عن برنامج مراقبة صحة الخيول EDCC Health Watch، فقد تم إخضاع الحصان المصاب لحجر صحي فوري منعًا لانتقال العدوى إلى خيول أخرى. حيث إن هذه الحالة تندرج ضمن جهود منظمة EDCC، وهي هيئة مستقلة غير ربحية مدعومة من القطاع البيطري، تهدف إلى نشر تقارير فورية وموثقة عن الأمراض المعدية التي تصيب الخيول في أمريكا الشمالية. كما تواصل المنظمة تقديم معلومات دقيقة ومجانية للمجتمع البيطري ومربي الخيول عبر موقعها الإلكتروني، وتشجع دائمًا على التبليغ المبكر والتدخل العلاجي السريع.
خطورة مرض إنفلونزا الخيول:
إن مرض إنفلونزا الخيول يعد من أكثر الأمراض التنفسية المعدية التي تصيب الخيول بجميع أعمارها وسلالاتها. حيث ينتشر الفيروس المسبب للمرض بسرعة كبيرة من خلال الرذاذ الناتج عن السعال أو العطس، ويمكن أن ينتقل عبر ملامسة أدوات أو ملابس أو أيدي ملوثة. لذا، لا يقتصر خطر العدوى على التواصل المباشر بين الخيول، بل يمتد ليشمل البشر والمعدات المستخدمة في الإسطبلات.
يصيب الفيروس الجهاز التنفسي العلوي، وتظهر الأعراض عادة خلال 1 إلى 3 أيام من التعرض للعدوى. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا:
- ارتفاع درجة الحرارة حتى 106 فهرنهايت (41.1 درجة مئوية).
- سعالًا جافًا متقطعًا.
- إفرازات أنفية مائية.
- فقدان للشهية.
- واكتئابًا عامًا، وضعفًا عامًا.
- وتضخمًا بسيطًا في العقد اللمفاوية.
تستمر الأعراض من 2 إلى 10 أيام، إلا أن بعض الخيول قد تحتاج إلى عدة أسابيع للتعافي الكامل، خاصةً إذا لم تتلق الرعاية المناسبة.
خط الدفاع الأول هو الحجر الصحي:
بعد تأكيد الإصابة في ميرابل، تم عزل الحصان المصاب عن بقية الخيول كإجراء وقائي أساسي. يهدف الحجر الصحي إلى منع انتشار الفيروس داخل الإسطبل، خصوصًا في البيئات التي تضم خيولًا غير ملقحة أو تعاني من ضعف في المناعة.
كما يوصي الخبراء بعزل أي حصان تظهر عليه أعراض تنفسية عن بقية القطيع لمدة لا تقل عن 14 يومًا، مع متابعة درجة حرارته يوميًا. يفضل أن يتم ذلك تحت إشراف بيطري مباشر، مع تعقيم الأدوات المستخدمة وفصل طاقم الرعاية بين الحصان المصاب والخيول السليمة.
أهمية التطعيم ضد إنفلونزا الخيول:
التطعيم يظل الوسيلة الأهم والأكثر فاعلية في الوقاية من هذا المرض. توصي جمعية الفروسية الأمريكية US Equestrian بتطعيم الخيول ضد الإنفلونزا كل ستة أشهر، خصوصًا تلك التي تشارك في المسابقات أو تنتقل بين مواقع مختلفة.
تُشير الدراسات إلى أن اللقاحات الحديثة تقلل من حدة الأعراض، وتقلل من فرصة انتقال الفيروس إلى خيول أخرى. كما تعزز المناعة لدى الخيول ضد السلالات الأكثر انتشارًا. لذلك، فإن اللقاح لا يُعتبر فقط حماية فردية، بل أداة أساسية لسلامة القطيع بأكمله.
ينصح الأطباء البيطريون باختيار اللقاح المناسب حسب عمر الحصان، وتاريخه المرضي، والبيئة التي يعيش فيها. وفي حالة الخيول الصغيرة أو الكبيرة في السن، قد يكون من الضروري تعزيز المناعة بجرعات إضافية حسب تقييم الطبيب.
ما هي الإجراءات الوقائية؟
بالإضافة إلى التطعيم، تلعب إجراءات الأمن الحيوي دورًا حاسمًا في الحد من انتقال الأمراض. تشمل هذه الإجراءات:
- عزل الخيول الجديدة عند دخولها إلى الحظيرة لمدة لا تقل عن 14 يومًا، مع مراقبة صحية يومية، واستخدام أدوات منفصلة لها.
- تعقيم الأدوات والدلاء بشكل منتظم، وتغيير الملابس أو القفازات بعد التعامل مع خيول مريضة.
- يجب عدم السماح بأي تلامس مباشر بين الخيول خلال الأحداث الجماعية دون التأكد من سجلها الصحي.
- تعتبر النظافة الشخصية للعاملين في الإسطبل أمرًا لا يقل أهمية، إذ يمكنهم نقل الفيروس عبر الأحذية أو الأيدي إلى الخيول السليمة دون قصد. لذلك، يُفضل ارتداء أحذية مخصصة وتعقيم الأيدي قبل وبعد التعامل مع أي حيوان.
الإنذار المبكر يقلل من الخسائر:
تشير تقارير EDCC إلى أن اكتشاف الإصابة مبكرًا يمكن أن يقلل من الانتشار ويسرع الاستجابة. لذلك، ينصح بقياس درجة حرارة الخيول يوميًا، خاصة خلال موسم التنقلات أو الفعاليات الكبيرة.
في حال ملاحظة أي أعراض تنفسية، يجب التواصل الفوري مع الطبيب البيطري لأخذ عينات واختبارها. وقد تساعد هذه الإجراءات في تجنب تفشي المرض على نطاق واسع، مما يحمي الخيول الأخرى في نفس البيئة.
تأثير الإنفلونزا على صناعة الخيول:
تعد الإنفلونزا تهديدًا مباشرًا للأنشطة الاقتصادية المتعلقة بالخيول، بما في ذلك السباقات والمعارض وبيع الخيول. تؤدي الإصابات إلى إلغاء مشاركات، وفرض قيود على التنقل، وارتفاع في التكاليف البيطرية، إضافة إلى التأثير على القيمة السوقية للحصان المصاب.
لذلك، فإن السيطرة على المرض لا تندرج فقط ضمن الرعاية البيطرية، بل ضمن المسؤولية الاقتصادية والاجتماعية لملاك الخيول ومدربيها. وكلما زاد الوعي بالمخاطر وطرق الوقاية، انخفضت فرص وقوع الأزمات المرتبطة بالأوبئة الحيوانية.
إصابة حصان بإنفلونزا الخيول في ميرابل، كيبيك، تُسلط الضوء مجددًا على ضرورة الالتزام بالبروتوكولات الصحية، والتطعيمات المنتظمة، والحجر الصحي عند الحاجة. الحفاظ على صحة الخيول لا يحمي فقط الأفراد، بل يحمي صناعة بأكملها تُشكل جزءًا هامًا من الاقتصاد والمجتمع.
المصادر:
EDCC Health Watch – equinediseasecc.org
TheHorse.com – Equine Influenza
US Equestrian – Vaccination Requirements
TheHorse.com – Biosecurity Guidelines
قصة إصابة “الساحر الفضي”… عندما تتحول الخيول من أبطال إلى مرضى
ما هي أمراض القراد التي تُهدد صحة الخيول؟






Leave a Reply