الأرجنتين تعلن ولادة أول خيول معدلة وراثياً بتقنية CRISPR

أعلنت الأرجنتين عن ولادة أول الخيول المعدلة وراثياً بالاعتماد على  تقنية CRISPR. حيث أعلنت شركة Kheiron Biotech الأرجنتينية عن ولادة خمسة مهور معدلة وراثياً في أكتوبر ونوفمبر 2024. هذه الخيول تعد الأولى عالمياً التي يجري تعديلها باستخدام تقنية CRISPR-Cas9. الشركة كانت قد بدأت المشروع منذ عام 2017 وذلك بعد تطوير أجنة معدلة جينياً، وواصلت العمل حتى وصلت إلى ولادة حيوانات حية.

التقنية المستخدمة في العملية:

اعتمد العلماء على استهداف جين الميوستاتين (MSTN)، وهو المسؤول عن تنظيم نمو العضلات. تعطيل هذا الجين يؤدي إلى زيادة الكتلة العضلية وتحسين القوة البدنية. التعديل تم على الأجنة قبل نقلها إلى الأمهات الحاضنات، وهو ما يميز هذه العملية عن بقية عمليات الاستنساخ التقليدي.

ما هي الصفات المميزة للمهور الجديدة؟

المهور الجديدة ظهرت بفراء بني مع بقع بيضاء، وهي تتمتع ببنية عضلية متناسقة. من المتوقع أن تبدأ التدريبات في عمر عامين، وهو العمر المعتاد لبدء تدريب الخيول على الركوب، قبل الانتقال إلى رياضة البولو بعد ذلك بعام أو أكثر حسب مقتضيات التجربة.

ما هو الهدف من هذا المشروع؟

يهدف المشروع إلى إنتاج خيول تتمتع بسرعة أكبر وقدرة أعلى على التحمل، وذلك حتى تتناسب بشكلٍ خاص مع متطلبات رياضة البولو. حيث أن الأرجنتين تعتبر رياضة  البولو جزءاً أساسياً من ثقافتها الرياضية، وهي تعتمد فيها على خيول مدربة بعناية في كلٍ من المنافسات المحلية والدولية.

ما هي مواقف المربين؟

  • تباينت المواقف بخصوص هذه الخيول المعدلة وراثيا حيث أن المربين التقليديين: أبدوا تحفظاً شديداً على هذه التقنية، وقد اعتبر بعضهم أن إدخال التعديل الجيني على الخيول سوف يلغي خصوصية التربية التقليدية القائمة على الانتقاء الطبيعي.
  • أما بالنسبة للجهات الرياضية فقد أعلنت رابطة البولو الأرجنتينية أنها لن تسمح بمشاركة هذه الخيول في البطولات الرسمية، معتبرة أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تغير من طبيعة المنافسة.
  • العلماء: بعض الباحثين أكدوا أن تعديل جين الميوستاتين سوف يحقق نتائج متوقعة علميا، لكنه يثير نقاشات أخلاقية حول حدود استخدام التكنولوجيا في الرياضة.

ما الفرق بين التعديل الوراثي و الاستنساخ؟

هناك فرق كبير بين التعديل الوراثي وبين الاستنساخ، فهذا الأخير يعيد إنتاج نسخة ثانية كاملة ومطابقة من الحيوان. بينما يتيح التعديل الجيني تغيير خصائص محددة بعينها في الحيوان. إن مثل هذه التجربة تمثل انتقالاً من نسخ الحيوانات إلى إعادة تشكيل صفاتها الوراثية وفق أهداف محددة.

خيول البولو الأرجنتينية

ما هي توقعات الشركة المنتجة؟

تتوقع الشركة التي أشرفت على عمليات التعديل الوراثي أن يساهم نجاح هذه التجربة في فتح الباب أمام تعميم المزيد من تطبيقات التعديل، مثل:

  • تطوير خيول مهيأة بشكل أفضل لسباقات السرعة.
  • استخدام التعديل الوراثي في تحسين مقاومة الأمراض عند الخيول.
  • الاستفادة من الخبرة المقدمة في مشاريع زراعية وطبية، مثل إنتاج حيوانات لأغراض زراعة الأعضاء.

الوضع القانوني للمسألة برمتها:

أوضح فريق البحث أن التعديلات لا تشمل إدخال جينات من أنواع أخرى، بل هي تركز فقط على تعديل تسلسل داخلي. وبالتالي فإن هذا يضع المشروع في منطقة تنظيمية تختلف عن الكائنات المعدلة وراثيًا بالمفهوم التقليدي، وهذا ما يجعله قانونياً داخل دولة الأرجنتين.

معلومات إضافية عن جين الميوستاتين:

جين الميوستاتين يحظى باهتمام واسع منذ اكتشافه في التسعينيات. حيث أن الدراسات بينت أن تعطيل هذا الجين في الأبقار أدى إلى إنتاج سلالات ذات عضلات مضاعفة تعرف باسم “double-muscling”. أما في الخيول، فتشير الأبحاث إلى أن مستويات الميوستاتين تؤثر مباشرة على القدرة البدنية، حيث ترتبط النسخ الطبيعية من الجين بنوع النشاط الذي يناسب الحصان، سواء السرعة القصيرة أو التحمل الطويل. ويبدو أن تعديل هذا الجين في الخيول الأرجنتينية يمثل أول تجربة عملية تهدف إلى توظيف هذه المعرفة في ميدان رياضي محدد.

التأثيرات الرياضية لهذا التعديل:

رياضة البولو تعتمد بشكل أساسي على سرعة الحصان وقدرته على تغيير الاتجاهات بسرعة تحت ضغط المنافسة. إذ أن كثير من المدربين يشيرون إلى أن الحصان يشكل نصف الأداء تقريباً في أي مباراة. لذلك يرى بعض المؤيدين للتقنية أن استخدام خيول ذات قدرات عضلية محسنة يمكن أن يغير مستقبل اللعبة، ويمنح اللاعبين إمكانيات أكبر من حيث التكتيك والسرعة. في المقابل، يخشى معارضو هذه الخطوة أن يؤدي إدخال التقنية إلى تقليص قيمة الخبرة التقليدية في اختيار السلالات وتدريبها.

المخاوف الأخلاقية حول الموضوع:

النقاشات لم تقتصر على الرياضيين فقط، بل شملت خبراء في أخلاقيات العلوم الحيوية. بعضهم يرى أن تعديل الجينات في الحيوانات لأغراض رياضية قد يشكل بداية لسلسلة طويلة من التدخلات في الكائنات الحية، وهو ما يستدعي وضع أطر تنظيمية واضحة. يضاف إلى ذلك مخاوف تتعلق برفاهية الحيوان، حيث لم يثبت بعد أن هذه التعديلات خالية من وجود أي آثار جانبية طويلة المدى تؤثر على صحة الخيول.

انعكاسات الأمر على مستقبل تربية الخيول:

إذا أثبتت هذه الخيول نجاحها في التدريب والأداء، فقد تفتح الباب واسعاً أمام عصر جديد من تربية الخيول يقوم على علم الهندسة الوراثية إلى جانب التربية التقليدية. ومن المحتمل أن يشهد المستقبل ظهور خطوط إنتاج مختلفة من الخيول، بعضها مخصص للرياضة، والبعض الآخر للبحث العلمي أو الزراعة. هذه الرؤية تثير أيضاً تساؤلات كثيرة حول معايير تحقيق العدالة في المنافسة، حيث يمكن أن يصبح الوصول إلى هذه الخيول مرهوناً بالقدرة الاقتصادية للمتسابقين وهذا يؤثر سلباً على مبدأ تحقيق العدالة.

في النهاية إن ولادة هذه الخيول تمثل أول تطبيق عملي لاستخدام CRISPR في تربية الخيول الرياضية. التجربة تقدم نموذجاً واضحاً على إمكانية تسخير التكنولوجيا لتغيير خصائص الحيوانات. لكنها في نفس الوقت تطرح أسئلة مفتوحة حول أخلاقيات الرياضة وحدود التدخل البشري في الطبيعة بالإضافة إلى أن التعديلات الوراثية على أغذية البشر أدت إلى ظهور العديد من أنواع الحساسية والأمراض وفق ما أظهرته الدراسات فهل سيكون هذا التعديل الوراثي الجديد بدون سلبيات ؟! هذا ما ننتظر اكتشافه.

المصادر:

رويترز

The Times

India Today

Kheiron Biotech

اتحاد الإمارات للفروسية والسباق يعلن برامجه للموسم المقبل مع تشكيل مجلسه الجديد

انطلاق بطولة الدوري المصري للفروسية في 11 سبتمبر

تصميم مضامير سباق أكثر أماناً للخيول والفرسان

الفروسية في فلسطين خيول تصمد وأندية تبحث عن البقاء

طالب تايلاندي يتحدى المألوف ويركب حصانه إلى المدرسة

بطلة سباق تنقذ حصانها من الموت