هل تبحث عن أسرار الرعاية الجيدة للمهور الصغيرة؟
يعتقد الكثيرون أن المهور هي مجرد خيول صغيرة تسهل تربيتها وإدارتها. ولكن في الواقع، تربية المهور تمثل تحديًا صعباً لا يقل أهمية عن تربية الخيول الأكبر حجمًا، بل قد يكون أصعب في بعض الحالات. في هذا المقال، نكشف لك عن أهم النقاط التي تحتاج إلى معرفتها عن رعاية المهور، وكيفية الحفاظ على صحتها وتغذيتها ونشاطها اليومي، مع مراعاة التغذية السليمة، الوقاية من الأمراض، وإدارة السلوك والتفاعل داخل القطيع.
المهور ليست مجرد خيول صغيرة:

يجب أن تضع في الحسبان أن المهور ليست فقط نسخة مصغرة من الخيول، بل تمتلك سمات فسيولوجية وسلوكية تجعل التعامل معها مختلفًا تمامًا. فهي أكثر عرضة لبعض المشاكل الصحية مثل التهاب الحافر والاضطرابات الأيضية، كما أنها تتمتع بذكاء حاد يجعلها قادرة على التلاعب ببيئتها وحتى التغلب على أدوات التحكم مثل كمامات الرعي.
ما هي أهم التحديات الصحية في رعاية المهور؟
1. السمنة المفرطة:
السمنة تُعد من أبرز المشاكل التي تواجه المهور، خاصةً في الدول ذات المراعي الغنية مثل المملكة المتحدة والخليج. المهور قادرة على استهلاك كميات كبيرة من العشب في وقت قصير، وقد تؤدي هذه القدرة إلى مشكلة اكتساب وزن زائد بسرعة، وهذا الأمر يعرضها لمشاكل كثيرة في المفاصل، والتهاب الحافر المزمن.
2. اضطراب الأيض ومقاومة الأنسولين:
تُظهر الدراسات أن بعض المهور تعاني من اضطرابات في تنظيم الأنسولين، ما يزيد من خطر إصابتها بالتهاب الحافر حتى عند تناول كميات محدودة من العشب. من المهم مراقبة مؤشرات السمنة ومحيط الرقبة، وفحص الدم بشكل دوري للتأكد من مستويات السكر والهرمونات عند مهرك الصغير.
3. مرض كوشينغ (PPID):
بعض المهور تصاب بمرض كوشينغ، وهو عبارة عن اضطراب هرموني يؤدي إلى تغيرات في الفرو، فقدان الوزن، وضعف المناعة. ومن الشائع والمتداول أن المهور أكثر عرضة لهذا المرض مقارنة بالخيول الأكبر، خاصةً مع تقدم العمر.
طرق فعالة للتحكم في وزن المهر:
1. استخدام كمامات الرعي Grazing Muzzles:
كمامات الرعي تتيح للمهر الاستمتاع بالمراعي دون الإفراط في تناول العشب. لكن يُفضل استخدام هذه الكمامان لمدة محدودة يوميًا، وذلك مع مراقبة مناسبة لضمان سلامة الفم والأنف لدى المهر. كما يجب التأكد من أن المهر يستطيع الشرب بسهولة أثناء ارتدائها.
2. الرعي الشريطي Strip Grazing:
ويعتبر الرعي الشريطي من أفضل الأساليب لإدارة استهلاك العشب عند المهر، حيث يتم تحديد منطقة رعي صغيرة يوميًا باستخدام شريط كهربائي أو سياج مؤقت. هذه الطريقة تحد من كمية العشب المتاح دون عزل المهر عن البيئة الطبيعية.
3. تقليل العلف المركز:
لا تحتاج المهور إلى كميات كبيرة من العلف المركز. لذا يُفضل التركيز على الأعلاف الغنية بالألياف منخفضة السكر والنشا، مثل التبن المخلوط بقش الشعير. يمكن أيضًا استخدام شبكات التبن الضيقة لإبطاء وتيرة الأكل.
التعامل مع ذكاء المهور وسلوكها الاجتماعي:
المهور حيوانات ذكية جدًا، بل أحيانًا كثيرة تكون ماكرة! فقد تجد أن مهرك تعلم كيفية إزالة الكمامة، أو الهروب من الحظيرة إلى مرعى مجاور. لذلك، من الضروري تنويع أساليب الإدارة واستخدام أدوات قوية يصعب التلاعب بها.
كما أن سلوك المهور داخل القطيع له دور مهم. فبعض المهور قد تسيطر على المراعي وتمنع غيرها من الاقتراب. لذلك، من المهم جداً مراقبة توزيع الطعام والرعي من أجل التأكد من أن جميع المهور دون استثناء يحصلون على كفايتهم من الغذاء.

أهمية توفير بيئة محفزة للمهر:
حتى وإن كانت المهور تحتاج إلى تقليل طعامها، فلا يعني ذلك حرمانها من التحفيز الذهني. حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال:
- توفير كرات أو ألعاب قابلة للدحرجة.
- تغيير أماكن التبن يوميًا لتشجيع البحث.
- تمارين خفيفة بانتظام أو نزهات في أماكن مفتوحة.
- تفاعل يومي مع المربي لتحسين التواصل والثقة.
توازن التغذية السليمة للمهور كيف تحققه؟
لتحقق توازن التغذية السليمة للمهور يجب أن تقوم بمايلي:
1. احسب كمية الطعام بدقة:
يجب أن تأكل المهور بين 1.5% إلى 2% من وزنها من المواد الجافة يوميًا. يُفضل تقسيم هذه الكميات على وجبات، وتوزيعها بطريقة تقلل من الملل والإفراط في الأكل.
2. لا تهمل الفيتامينات والمعادن:
حتى مع تقليل العلف، تحتاج المهور إلى مكملات توفر لها العناصر الأساسية مثل الزنك، المغنيسيوم، والسيلينيوم. لذا يُفضل استشارة الطبيب البيطري لتحديد المكملات المناسبة للمهر.
3. وفر الماء النظيف دائمًا:
قد تهمل بعض المهور الشرب خاصة في الشتاء، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الهضم. لذا عليك أن تتأكد من توفير مياه نظيفة بدرجة حرارة معتدلة، وكما يجب أن تتحقق يوميًا من كمية المياه المستهلكة من قبل المهور.
المهور كائنات مذهلة ولكنها تتطلب انتباهاً خاصاً:
رعاية المهور تتطلب أكثر من مجرد توفير مكان آمن وطعام كافٍ. إنها تحتاج إلى فهم عميق لسلوكها، ومراقبة مستمرة لحالتها الصحية، وذكاء في إدارة الرعي والتغذية.
لذا إذا كنت تفكر في تربية مهر، فاعلم أن الأمر يتجاوز مجرد اقتناء حصان صغير. إنها مسؤولية طويلة الأمد تتطلب التزامًا ورغبة في التعلم والملاحظة المستمرة. ومع الإدارة الجيدة،يمكن أن تكون المهور أصدقاء رائعون و ممتعون ومفيدون كذلك على المدى الطويل.
المصدر:
thehorse.com
تأمين الخيول دروس مهمة لمجتمع الفروسية العربي
كأس دبي العالمي للخيول 2025 وتفاصيل الأمسية الاستثنائية
Leave a Reply