أسرار عالم الخيل والفروسية يكشفها لنا الفارس عدنان قصار

الفارس السوري عدنان قصار في منافسات قفز الحواجز

ماذا يقول لنا واحد من أهم الفرسان العرب عن أسرار عالم الخيل والفروسية؟

في هذا الحوار يكشف لنا الفارس السوري عدنان قصار تفاصيل احترافه الفروسية وأسرار تفوقه على أبطال العالم في قفز الحواجز، هذا التفوق الذي أشعل الغيرة عند زميله باسل الأسد فدبر له مكيدة انتهت باعتقاله.

. لك مسيرة مميزة في عالم الفروسية فقد نافست الكثير من فرسان العالم وفزت عليهم فكيف بدأت رحلتك مع الفروسية؟

بدأت منذ طفولتي بالتعلق بالخيل مع ركوب الخيل بالأعياد، ففي سن 15 سنة حضرت مباراة بنادي دمشق للفروسية وشاهدت قفز الحواجز، الأمر الذي ترك في داخلي أثراً كبيراً.  فانتسبت في نفس العام 1975 أو 1976 لنادي دمشق للفروسية، وتدرجت فيه إلى أن أصبحت عضواً في المنتخب.

.حدثنا عن أهم المنافسات التي خضتها والسباقات التي شاركت فيها؟

خضت الكثير من المنافسات على مدى 20 سنة احترفت فيها رياضة الفروسية، منها منافسات محلية داخل سوريا وأخرى عربية وكذلك دولية.  وقد كنت بطلاً للجمهورية لعدة سنوات.

عربياً شاركت ببطولات كثيرة في الأردن ولبنان والكويت حيث فزت بذهبية بطولة الشرطة العربية، وكذلك في تونس والعراق.

وفي هولندا عام 1992 شاركت في سباق لقفز الحواجز على ارتفاع  160 سم أي على المستوى الأولمبي وفزت حيث أني لم أرتكب أي خطأ. وكذلك شاركت في بلغاريا وفي تركيا حيث نلت  ذهبيتين وبرونزية في اسطنبول وأنقرة وذلك في عامي 1988 و 1991.

وفي ليبيا في بطولة دولية فيها نخبة من أبطال العالم ونافست فيها على حصاني “الورد” وحققت مراكز متقدمة وأعتبر هذه المشاركة معسكراً ساهم لي بتطوير خبرتي.

.من بين هذه الجوائز الكثيرة ما هي أقرب جائزة إلى قلبك ؟

بعض الجوائز التي نالها الفارس عدنان قصار

واحدة من أغلى الجوائز على قلبي كانت في سنة 1988 عندما شاركت في منافسات دولية في تركيا في كلٍ من اسطنبول وأنقرة وقد حققت فيهما ذهبيتين وبرونزية.

وكذلك فوزي في البطولة الدولية الثالثة التي أقيمت في مدينة اللاذقية في سوريا هو فوز له مكانة خاصة عندي حيث فزت  بالمركز الأول، في حين كان المركز الثاني والثالث من نصيب قطر وكانت هذه واحدة من المنافسات الصعبة جداً والشيقة.

بعد كل هذه السنوات التي قضيتها مع الخيل برأيك ما هو أمتع ما في رياضة الفروسية؟

أمتع ما في رياضة الفروسية هو العلاقة التي تنشأ ما بين الفارس والحصان، فهناك لغة مشتركة تنشأ بينهما فيشكلان ثنائياً متناغماً يكملان بعضهما لتحقيق الفوز. فالمميز  بهذه الرياضة أننا نتعامل مع روح وكائن حي حساس وليس مع كرة أو مضرب. لذا فالأهم هو كيف سيصل إحساس الفارس للحصان وكيف سيتلقى الحصان إيعازات الفارس وهذا برأيي أمتع ما في اللعبة.

الفارس عدنان قصار في منافسات قفز الحواجز

.إذاً ما هو أسوأ ما فيها أو أصعب ما فيها والذي يشكل تحدياً للراغب باحترافها؟

أسوأ ما فيها هو عدم التوافق ما بين الفارس والحصان، أو قسوة الفارس على الحصان، حيث أن أي انفعال من الفارس ينعكس سلباًعلى الحصان وعلى النتيجة النهائية. لذا التحدي الأصعب لمن يريد احتراف هذه الرياضة هي كيف سيوصل إحساسه لحصانه وكيف ينشئ هذه الرابطة والإحساس بينه وبين الحصان فهذه الرياضة لا تعتمد على القوة العضلية بل القوة الذهنية.

ما أهم الصفات التي يجب أن تكون موجودة في الفارس؟ أو في الشخص العادي ليكون مؤهلاً للفروسية؟

أهم صفة هي الهدوء والابتعاد عن العصبية وسرعة الانفعال، بالإضافة إلى الموهبة وكذلك يجب أن يكون ذكياً. فهذه اللعبة تحتاج إلى قبضة من حديد في قفاز من مخمل، حيث أن توتر الفارس يؤدي إلى توتر الحصان، كما أن الحصان ذكي ويمكن أن يستغل أي انفعال أو هفوة أو ضعف من الفارس ويمتنع عن القفز، أو يهرب ويبدأ بتكوين عادات سيئة. فالفارس يجب أن يكون يقظاً ومثقفاً يستطيع حساب الخطوات وهذا يحتاج إلى تمرين طويل،  إذ أن القفزة هي خط بياني منحنٍ يبدأ من بداية القفزة وينتهي بنهايتها وتحتاج إلى وضوح وتركيز ذهني.

وهي لحظة ينعزل فيها الحصان والفارس عن العالم الخارجي ويكون تركيزهما معاً فقط لذا فإن ما يقال عن تأثير التصفيق أو الصفير على الحصان لا صحة له على الإطلاق.

ما هي نصيحتك أو نصائحك للفرسان؟

أنصح كل فارس يريد أن يحترف هذه الرياضة أن يكون متفرغاً لها بكليته فلا يجب أن يكون مشتت ذهنياً عند ممارستها، وطبعاً يجب أن يكون موهوباً، وكذلك عليه أن ينسى كل ما هو خارج التمرين ويبقي تركيزه بالتمرين ومع الحصان وحسب.

فوز الفارس السوري عدنان قصار

ما رأيك بتواجد المرأة وحضورها في عالم الفروسية؟وهل هناك نصائح خاصة لها؟

هذه الرياضة لا تحتاج إلى قوة عضلية كما ذكرت ولذا يمكن للنساء المشاركة فيها بسهولة. وهناك فارسات حققن حضوراً عالمياً كبيراً، وكثيراً ما تنافست مع فارسات من السويد وسويسرا وأيرلندا في بطولات دولية وعالمية. فوجود المرأة في هذه الرياضة مهم جداً  ويعطي مثال جميل عن المرأة إذ تستطيع خوض المباريات والفوز فيها على مستوى العالم.

 

سارة القحطاني ونورة الجبر و دلما ملحس وغيرهن الكثير من الفارسات السعوديات اللواتي حققن حضوراً على الساحة العالمية فما رأيك بتجارب المرأة السعودية في مجال رياضة الفروسية ؟

تجربة المرأة والفارسة السعودية تجربة تستحق المتابعة والإشادة.  فمن الواضح أن المملكة العربية السعودية تقدم دعماً كاملاً لهذه الرياضة وللفارسات بشكل خاص، وهذا ما ساهم و يساهم بتطوير هذه الرياضة وتعزيز مكانة المملكة فيها عالمياً.

 

ما الأثر النفسي لركوب الخيل ؟ وما هي فوائده ؟ وهل تنصح بممارسة هذه الرياضة؟

صورة توثق فوز الفارس السوري عدنان قصار

طبعاً أنصح بممارسة هذه الرياضة فهي لها أثر نفسي رائع جداً على الشخصية، وتنمي الذكاء وتكسب ممارسها ثقة بالنفس وقوة  من خلال اكتساب القدرة على السيطرة على الخيل الذي يتعامل معه. وكذلك تعطي شعوراً بالثقة والفخر والاعتزاز.

ما هو تقييمك للفروسية في بلادنا العربية بشكل عام

ومن هي الدول الأكثر تفوقاً فيها برأيك ؟

هناك قفزة نوعية بهذه الرياضة في الدول العربية وخاصة برياضة قفز الحواجز، وأكثر الدول تطوراً في هذه الرياضة هي السعودية والإمارات وقطر حيث أصبحوا منافسين على مستوى عالمي.

حدثنا عن الفروسية العالمية وأهم فرسان العالم وأهم سباقات الخيل في العالم.

أهم فرسان العالم الذين عاصرتهم وشاركت مع بعضهم في المنافسات حسب ما أتذكر:

الايرلندي روبيرتس بلين، وهاري مارشان، و بولدارا.

والفرنسي بيير دوران،  والبريطاني نيكس كولتون،

الألماني فرانس توتا، ماركوس اينينج.

الفارس السوري عدنان قصار

بحسب خبرتك ما هي أفضل أنواع و سلالات الخيل المناسبة لخوض السباقات المختلفة ؟

من المعروف أن الحصان العربي أفضل أنواع الخيول في العالم لما يتمتع به من جمال وذكاء وتحمل. ولكن لكل رياضة  سلالة مناسبة فمثلاً لعبة البولو يناسبها الحصان الأرجنتيني، الدريساج والترويض الحصان الألماني، للسباقات حصان الثوروبريد أسرع أنواع الخيول في العالم، أما بالنسبة للقفز فالخيول الأيرلندية هي أفضلها ولكنها بطيئة وثفيلة الحركة، لذلك قام الهولنديون بتهجينها مع أحصنة الثوروبريد فحصلنا على أحصنة ممتازة سريعة  وأثبتت جدارة بمجال القفز، فحالياً الخيول الهولندية هي أفضل أنواع الخيول للقفز.

الخيل الأفضل لكل سباق معلومات ذكرها الفارس السوري عدنان قصار

حقق الفرسان السعوديون مراكز وانتصارات عالمية منهم الفارس عبد الله الشربتلي ورمزي الدهامي وخالد المبطي وعبد العزيز قحل وغيرهم الكثير،  فما رأيك بالفروسية السعودية والفرسان السعوديون حاليا؟

الفرسان السعوديون قطعوا شوطاً كبيراً، وكنت قد تنافست في دورة الفروسية السابعة التي أقيمت في دمشق مع الفارسين رمزي الدهامي وخالد المبطي، وأنا أتابع أخبارهم باستمرار، ومن الواضح أنهم وصلوا لمستوىً عالٍ من التطور والاحترافية.

الفرسان السعوديون الأبرز في عالم الفروسية

.برأيك حالياً من أهم فرسان العرب والعالم ؟

كل الذين يصلون إلى المستوى الأوليمبي هم فرسان مهمون وعلى مستوى واحد. فمن الممكن لجزء من ثانية أو هفوة صغيرة من الفارس أو الحصان أن تؤدي إلى الخسارة، لكن من ناحية المستوى والمهارات الجميع مهم بغض النظر عن النتائج

.هل هناك شروط يجب أن يتمتع بها من يريد احتراف هذه الرياضة؟

الاحتراف يحتاج إلى دعم من مؤسسات الدولة بالإضافة إلى توفر مستلزمات اللعبة من خيول وملاعب ومشاركات خارجية وغيرها.

. حدثنا عن علاقتك بالخيل؟ وهل لديك حصان مميز بالنسبة لك؟

علاقتي مع الخيل علاقة قوية ومميزة جداً، الأمر ينطبق على كل الخيول التي ركبتها وشاركت بها في البطولات. وكنت أتابعها لحظة بلحظة وأهتم بأكلها وشربها. وأكثرها تميزاً عندي هو حصاني “الورد'”، وهو آخر حصان ركبت عليه وفزت معه بالكثير من البطولات، أعتقد أن التفاهم والتوافق بيني وبينه وصل إلى نسبة 100% وكنت أشعر أنه يطمأنني دائماً ويقول لي ”لا تقلق سنربح”.

الفارس السوري عدنان قصار

اليزابيث بريتون بريطانية ما زالت تمارس ركوب الخيل رغم أن عمرها أصبح مئة عام.. ماذا عنك هل ما زلت تمارس هذه الرياضة حالياً مع تمنياتنا لك بالعمر الطويل والجميل؟

طبعاً، فهي عشقي، فأنا بعد 22 سنة اعتقال كان أول ما فعلته بعد خروجي من السجن هو ركوب الخيل، وقد ظن الناس أني كنت أتدرب في السجن.. بالطبع لم يكن هناك أي شيء من هذا القبيل لكن ركوب الخيل وقفز الحواجز يجريان في دمي.

وكما سبق وقلت هذه الرياضة لا تحتاج إلى  قوة عضلية كبقية الرياضات والتي مع التقدم بالعمر يمكن أن يخسر اللاعب لياقته فيها فيعتزل كما يحدث في كرة القدم. فالفروسية تعتمد على القوة الذهنية، وبالتالي مع التقدم بالعمر يصبح الفارس أكثر خبرة وقدرة على التناغم مع الخيول.

وأنا ما زلت أتمتع باللياقة اللازمة وأنوي العودة إلى النادي وإلى هذه الرياضة قريباً، كما أن لدي النية والرغبة في إنشاء فريق وطني جديد من الفرسان والفارسات ننافس من خلالهم على مستوى عالمي.

ما هي أجمل ذكرى وأجمل وقت قضيته في حياتك؟

أجمل ذكرياتي هي لحظات فوزي ولم يكن دافعي شخصياً إنما لأجل بلدي سوريا.

الفارس عدنان قصار على ظهر حصانه

ومن بين أجمل الذكريات هي لحظة منحني الاتحاد التركي بطاقة شرف في الاتحاد الدولي التركي بعدما ربحت ذهبيتين وبرونزية.

وأما أجمل وقت هو الوقت الذي قضيته مع عائلتي بعد خروجي من السجن.

صحة مفاصل الخيول: أفضل العلاجات لموسم رياضي ناجح

كل ما تريد معرفته عن مهرجان تشيلتنهام الحدث البارز في عالم الخيول لعام 2025

برنامج MU Extension يقدم سلسلة ندوات مجانية عبر الإنترنت لمُلاك الخيول

التغذية المثالية للفارس خلال رمضان: دليلك للحفاظ على الطاقة والأداء

سباقات الخيل في السعودية في رمضان 2025