أسعار الإبل في السعودية والخليج خلال عامي 2024 و2025

تشهد أسعار الإبل في السعودية والخليج خلال عامي 2024 و2025 نمو متواصل واهتمام استثماري متزايد.

فقد ارتفعت أسعار الإبل في السعودية ودول الخليج خلال  هذين العامين ارتفاعًا لافتًا نتيجة ازدياد الطلب عليها بالإضافة إلى العوامل الثقافية والاقتصادية.
فالإبل أصبحت أصلًا من الأصول الاستثمارية ومصدر دخل حقيقي، وهي مدعومة من الدولة ومن مؤسسات اقتصادية، كما أنها مُعززة بالمهرجانات والمزادات الضخمة.

القيمة السوقية لقطاع الإبل في السعودية:

كشف نادي الإبل السعودي أن قيمة سوق الإبل تجاوزت 50 مليار ريال سعودي (نحو 13.3 مليار دولار أمريكي).
وذكر النادي كذلك أن حجم التداول السنوي في أسواق الإبل بلغ 20 مليار ريال، في قفزة تعكس توسع القطاع.
حيث تعد السعودية ثالث أكبر دولة من حيث امتلاك الإبل وذلك بعد أستراليا والهند، بعدد رؤوس يقترب من 2.8 مليون.
من ضمن هذه الإبل، تم ترقيم أكثر من 1.8 مليون رأس في قاعدة بيانات وطنية وذلك لضمان التوثيق والرقابة.

تطور أسعار الإبل في الأسواق والمزادات:

تفاوتت أسعار الإبل حسب السلالة والعمر واللون والنسب، حيث تراوحت أسعار المقاني بين 15 ألف و100 ألف ريال.
وقد شهد مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل بيع الناقة “خزامة” بمبلغ 30 مليون ريال، وهي من بين الأعلى سعرًا. كما بلغت أسعار بعض الفحول النادرة 50 مليون ريال، ما يعكس تصاعد القيمة السوقية في المهرجانات الكبرى.
وكذلك فقد شهدت أسعار المزادات زيادة بنسبة 20% خلال نسخة 2024 مقارنة بعام 2023، وذلك بحسب تقارير نادي الإبل.

دور المهرجانات في تعزيز سوق الإبل:

أصبح مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل منصة تجارية وتراثية ضخمة، تجمع ما بين المزادات والعروض والمسابقات.
ويجذب المهرجان آلاف المشاركين من السعودية والخليج، ويبث إعلاميًا عبر قنوات محلية ودولية. حيث يؤثر المهرجان بشكل مباشر على حركة السوق، حيث تنشط الأسعار وتبنى صفقات طويلة الأجل. كما أن الدعم الحكومي والإعلامي ساعد على تحويل هذه المهرجانات إلى فرص حقيقية للاستثمار.

الإبل في السعودية والخليج

الأسواق المحلية وأسعار الإبل:

يعد سوق الإبل في بريدة – القصيم – الأضخم عالميًا، حيث يباع يوميًا فيه ما بين 1500 إلى 2000 رأس. كما تتراوح الأسعار في هذا السوق ما بين 10 آلاف ريال إلى ما يتجاوز 3 ملايين ريال وذلك حسب الفحل والنسب.
أما في تبوك، فقد أظهرت تقارير محلية أن الأسعار تراوحت بين 20 ألف إلى 100 ألف ريال حسب النوع والمظهر. كما تشهد أسواق حائل والمدينة المنورة انتعاشًا كبيرًا في التداول والمزادات.

العوامل المؤثرة في تسعير الإبل:

تعتمد أسعار الإبل على معايير أساسية أبرزها اللون، مثل “الوضح”، “الصفر”، و”الحمر” حيث تعد هذه الإبل من الأكثر طلبًا.
النسب والسلالة تلعب دورًا كبيرًا، فالإبل التي تنتمي لسلالات نادرة تباع بأضعاف السعر العادي. ويعتبر العمر والصحة الجسدية عاملان إضافيان في تحديد السعر، خصوصًا في الإبل المعدة للسباقات أو الحلب. كما تؤثر الجوائز السابقة والمشاركة في المهرجانات على السعر بشكل مباشر. حيث دخل بعض المشاهير في مجال تجارة الإبل وقد زاد ذلك من شهرتها ورفع مستوى الأسعار والتنافسية.

الاستثمار في منتجات الإبل:

يتجاوز الاستثمار في الإبل مجال البيع والشراء، حيث قد بدأت شركات سعودية وخليجية في استغلال منتجاتها تجاريًا. تشير تقديرات عالمية إلى أن سوق حليب الإبل سيبلغ 410 ملايين دولار بحلول عام 2032. إذ يدخل لبن الإبل في صناعات متعددة منها الزبادي المجفف، المكملات الغذائية، وكذلك المشروبات الصحية.
أما الجلود، فبدأت تدخل جلود الإبل في تصميم المنتجات الجلدية الفاخرة، مثل الحقائب والأحذية والديكور.
حيث تبلغ القيمة السوقية المتوقعة لسوق جلود الإبل في السعودية نحو 98.7 مليون دولار سنويًا. وكذلك قد بدأت عدة شركات ناشئة بتصدير الجلود إلى أوروبا وآسيا والخليج، حيث يعزز هذا الأمر من العائد الاقتصادي للقطاع.

آفاق سوق الإبل في السعودية والخليج:

مع توسع السوق وتزايد عدد المهرجانات وتطور التشريعات، كما يتوقع أن يشهد هذا السوق نمو مستدام لقطاع الإبل في الخليج. إذ توفر البيئة الاقتصادية والاستثمارية في المملكة العربية  السعودية حوافز قوية للاستثمار في الإبل ومنتجاتها.
يسعى القطاع إلى تعزيز سلاسل التوريد وتحسين الخدمات البيطرية ووسائل النقل والرعاية. من المتوقع أن ترتفع أسعار الإبل في 2026 بنسبة تتراوح بين 10% إلى 15%، حسب تحليلات السوق. حيث تشجع الدولة الشباب والمستثمرين على دخول القطاع عبر تسهيلات تمويلية وتراخيص إلكترونية.

إن قطاع الإبل في السعودية والخليج لم يعد تقليديًا، بل تحول إلى اقتصاد متكامل يجمع ما بين التراث والتجارة. حيث أن ارتفاع الأسعار يعكس الثقة المتزايدة في القطاع، والفرص الكبيرة التي يوفرها للمستثمرين الجدد. ولذا فمن المتوقع أن يستمر هذا النمو مع توسع الأسواق، وزيادة الطلب على الألبان والجلود والمشاركة بالمهرجانات. إن الإبل اليوم تعد رمزًا ثقافيًا واقتصاديًا، وتمثل فرصة استثمارية حقيقية في بيئة الخليج المتطورة.

المصادر:

1. العربية – نادي الإبل: السوق السعودي للإبل يتجاوز 50 مليار ريال
https://www.alarabiya.net/saudi-today/2024/01/03

2. الاقتصادية – أسعار الإبل تقفز في المهرجانات والمزادات
https://www.aleqt.com/2024/12/19/article_2754450.html

3. الوطن – سوق الإبل في بريدة يشهد تداول آلاف الرؤوس يوميًا
https://cdn.alwatan.com.sa/article/1140097

4. سبق – جلود الإبل السعودية تدخل عالم الأزياء
https://sabq.org/saudia/e2vucscsqa