تتصاعد المخاوف في أوساط العاملين بصناعة سباقات الخيول في أستراليا بسبب الاستخدام الواسع للمهدئات أثناء التدريبات، مما يشكل خطرًا على سلامة الفرسان والخيول على حد سواء. ويعتقد الكثيرون أن هذه الممارسة قد تنتهك قوانين السباقات الوطنية، ما يجعل الأمر قضية مثيرة للجدل داخل الأوساط الرياضية والبيطرية.
استخدام المهدئات كجزء من التدريب اليومي:
كشفت تقارير حديثة أن بعض المدربين في نيو ساوث ويلز، وغرب أستراليا، وفيكتوريا، وإقليم العاصمة الأسترالية يلجأون إلى استخدام المهدئات مثل “أسبرومزين” (Acepromazine) بانتظام أثناء تدريبات الخيول. تُستخدم هذه المادة لتهدئة الخيول العصبية، لكنها في الوقت نفسه تجعلها أكثر عرضة للسقوط والتعثر، مما يهدد حياة الفرسان أثناء التدريبات.
وصرّح الرئيس التنفيذي لسباقات أستراليا، بول إريكسون، أن المنظمة باتت على دراية متزايدة باستخدام هذه المادة، لكنها لم تتلقَّ حتى الآن أي شكاوى رسمية. وأضاف أن هناك حاجة لجمع مزيد من البيانات لفهم مدى انتشار هذه الممارسة داخل الصناعة.
ما هو “أسبرومزين”؟
يُعد “أسبرومزين” مهدئًا بيطريًا يُستخدم عادة لتهدئة الخيول أثناء النقل أو الفحوص الطبية. ويُباع في شكل جل فموي أو يُحقن مباشرة في الدم. وفقًا للتعليمات المرفقة بهذا الدواء في المملكة المتحدة، لا يُسمح بركوب الخيول المعالجة به لمدة 36 ساعة بعد تناوله، نظرًا لتأثيره على التوازن والاستجابة العصبية.

ومع ذلك، تشير تقارير من داخل أستراليا إلى أن بعض المدربين يسيئون استخدام هذا العقار يوميًا كوسيلة للتحكم في سلوك الخيول بدلًا من توفير التدريب اللازم لها، وهو ما يثير مخاوف بشأن سلامة الفرسان والخيول على حد سواء.
“كارثة تنتظر الحدوث”:
أعرب العديد من العاملين في سباقات الخيول عن قلقهم إزاء المخاطر المحتملة لهذه الممارسة. وأكدت إحدى العاملات في فيكتوريا أن تخدير الخيول قبل التدريبات يجعلها أكثر عرضة للسقوط، واصفةً الأمر بأنه “كارثة تنتظر الحدوث”.
وأضافت أن بعض الإسطبلات في فيكتوريا تستخدم المهدئات بشكل روتيني قبل تدريبات المضمار، مما يشكل خطرًا جسيمًا على الفرسان. وأشارت إلى أن بعض الخيول تُركب وهي بالكاد قادرة على الوقوف، وهو أمر يثير الرعب بين الفرسان.
كما صرّحت فارسة أخرى لها خبرة تمتد لعشرين عامًا في نيو ساوث ويلز بأنها ركبت خيولًا مخدرة عدة مرات، قائلة: “لقد امتطيت خيولًا بالكاد تستطيع الوقوف، وكان ذلك مخيفًا للغاية”. وأضافت أن بعض المدربين يستخدمون هذه العقاقير يوميًا حتى أصبحت جزءًا من روتينهم التدريبي.
مخالفات محتملة لقوانين السباقات:
بحسب إرشادات الجمعية البيطرية الأسترالية، يُصنف “أسبرومزين” كدواء منظم لا يمكن صرفه إلا بوصفة طبية ولحالة علاجية محددة. كما يُشترط حفظه في أماكن آمنة مع تسجيل جميع استخداماته، مما يعني أن إساءة استخدامه قد تُعد مخالفة قانونية.
وأكدت الدكتورة لورا هارديفيلدت، رئيسة الأطباء البيطريين في سباقات أستراليا، أن استخدام هذا الدواء يجب أن يكون تحت إشراف طبيب بيطري معتمد، وفقًا للوائح البيطرية وقوانين السباقات.
من جانبه، أوضح بول إريكسون أن السباقات الأسترالية تحظر تمامًا استخدام المهدئات أثناء السباقات أو التجارب الرسمية، مشيرًا إلى أن انتهاك هذه القوانين قد يؤدي إلى فرض عقوبات صارمة.
أسباب اللجوء إلى المهدئات:
يرى بعض الخبراء أن انتشار استخدام المهدئات يعكس مشكلات أعمق في صناعة سباقات الخيول، مثل ضعف برامج التدريب وزيادة الاعتماد على العمالة غير الماهرة. وقال فارس مخضرم من غرب أستراليا إن الخيول تُخدر بشكل يومي تقريبًا في بعض الإسطبلات، نظرًا لنقص المهارات اللازمة للتعامل معها.
وأشار إلى أن العديد من المدربين يتعجلون في إعداد الخيول للسباقات، حيث يتم تدريبها على الركوب في غضون أسبوعين فقط، مقارنةً بالخيول الأخرى التي تحتاج إلى شهور أو حتى سنوات من التدريب.
وأكد أن ضعف التدريب يؤدي إلى ظهور سلوكيات غير مرغوب فيها مثل الهيجان أو الاندفاع، والتي يتم التعامل معها عبر المهدئات بدلًا من تقديم التدريب المناسب للخيول.

هل هناك حل لهذه المشكلة؟
يرى البروفيسور بول ماكغريفي من كلية العلوم البيطرية بجامعة سيدني أن هذه المشكلة مرتبطة بأساليب تربية وإدارة خيول السباقات. وأوضح أن بعض المدربين يركزون على الأداء البدني للخيول دون الاهتمام بتدريبها بشكل صحيح، مما يؤدي إلى الحاجة لاستخدام المهدئات.

وأكد أن صناعة السباقات تحتاج إلى تنظيم أكثر صرامة بشأن استخدام هذه الأدوية، مشددًا على أهمية تحسين رفاهية الخيول لتجنب اللجوء إلى الحلول المؤقتة مثل المهدئات.
من جهتها، دعت هيل إيرهادسن من تحالف حماية خيول السباق إلى حظر استخدام المهدئات في التدريبات بشكل كامل، وتعزيز قوانين الرفق بالحيوان، مثل السماح للخيول بقضاء وقت أطول في المراعي بدلًا من إبقائها في الإسطبلات لفترات طويلة..
يُعد استخدام المهدئات في سباقات الخيول بأستراليا قضية مثيرة للجدل، حيث تتزايد المخاوف بشأن تأثيرها على سلامة الفرسان والخيول. وبينما يرى البعض أنها ضرورة لضمان السيطرة على الخيول، يؤكد آخرون أن هذه الممارسة تشكل خطرًا يجب التصدي له من خلال تحسين أساليب التدريب وفرض لوائح أكثر صرامة.
في ظل هذه المخاوف المتزايدة، تبقى الحاجة إلى مزيد من التحقيقات والتنظيمات أمرًا ضروريًا لضمان مستقبل أكثر أمانًا وإنصافًا لصناعة سباقات الخيول في أستراليا.
المصدر:
https://www.google.com/amp/s/amp.abc.net.au/article/105023946
دراسة تكشف تزامن دقات قلوب البشر والخيول
تأثير العناية الصحية على أداء الخيول الرياضية
أول دفعة من عربات الخيول الكهربائية في إسبانيا
كيف تؤثر التعريفات الجمركية الأمريكية على تجارة الخيول الأصيلة؟ وما علاقتها بأسواق الخيل العربية؟
Leave a Reply