إن التزاوج الداخلي بين الخيول أو بمعنى آخر التزاوج بين الخيول من نفس السلالة قد يكون مفيدًا في نشر الصفات المرغوبة والموجودة لدى هذه السلالة إذا تم اتباع قواعد معينة وهذا ما ستعرفه في هذا المقال.
فكثيراً ما يطرح مربوا الخيول السؤال التالي:
هل هناك فرق بين تزاوج الخيول من نفس السلالة من جهة وبين تزاوج الخيول التي تنتمي إلى سلالات مختلفة؟ أليس التزاوج بين الخيول من نفس السلالة مشكلة يجب علينا تجنبها؟ ألا يقلل التزاوج بين الخيول من نفس السلالة من التنوع الجيني ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل، مثل الأمراض الوراثية والمشاكل الجسدية؟ ومع ذلك نحن نرى أحيانًا معلومات تشير إلى أن التزاوج بين السلالات المختلفة هو أمر طبيعي وأمر جيد فأين تكمل الحقيقة؟
الإجابة على ما سبق:
إن التزاوج الداخلي هو تزاوج الأفراد ذوي الصلة أو بمعنى آخر الخيول من نفس السلالة. إن مثل هذا التزاوج يمكن أن يزيد من احتمالية أن تتزاوج الجينات المتطابقة من حيث النسب في كل والد ذي صلة وبالتالي تكون متماثلة اللواقح في النسل الناتج. وإذا كانت لهذه الجينات عواقب ضارة عندما تكون متماثلة اللواقح أي الوراثة المتنحية، فإن هذه العواقب سوف تتجلى في النسل. وهذا هو السبب الأساسي في القلق والاكتئاب والجدل الحاصل حول موضوع التزاوج الداخلي بين الخيول. وبالتالي هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل المربين يتجنبون التزاوج بين الخيول من نفس السلالة بشكل عام.
تربية السلالات شكل من أشكال التزاوج الداخلي:
عند دراسة الخطوط في علم الوراثة المتعلق بالخيول، يظهر سلف واحد أكثر من مرة على كلا الجانبين (الأب والأم) من شجرة النسب.
تربية السلالات من سلالة واحدة تؤدي غالباً إلى شكل من أشكال التزاوج الداخلي. والفرق هو أنه في تربية السلالات يظهر سلف واحد أكثر من مرة في شجرة النسب وعلى جانبي شجرة النسب (الأب والأم). يكون الهدف من التزاوج الداخلي هو تركيز الجينات الخاصة بهذا السلف في الفرد الجديد أو السلالة الجديدة.
إنَّ الغرض من تربية السلالات هو في المقام الأول تثبيت السمات المفضلة الموجودة لدى سلالة معينة مختارة في مجموعة جديدة من الحيوانات حتى يؤدي تكاثرها بشكل موثوق إلى الحصول على النتائج المرغوبة في المستقبل.
تأثير التزاوج بين السلالات:
إن التأثير الرئيسي للتزاوج بين الخيول من نفس السلالة هو أنه يقلل من التنوع الجيني داخل المجموعة. والتنوع المنخفض يمكن أن يؤدي إلى زيادة التماثل الزيجوتي. وهذا بدوره يزيد من خطر الإصابة بالأمراض الوراثية ويمكن أن يؤدي إلى اكتئاب التزاوج الداخلي – وهو فقدان عام للحيوية والخصوبة. يعد اكتئاب التزاوج الداخلي أحد الصعوبات الكبرى التي تواجه محاولة الحفاظ على السلالات النادرة. غالباً ما يؤدي قلة عدد الخيول المتواجدة في المكان على الأقل إلى درجة من درجات التزاوج الداخلي. ولهذا يعد التخطيط والإدارة الدقيقان في قرارات التربية وتزاوج السلالات أمرًا ضروريًا لمنع التزاوج الداخلي أو بين الخيول من نفس السلالة من إهدار جهود الحفاظ على السلالات النادرة.
الفوائد المحتملة للتزاوج الداخلي:
على الرغم من أنَّ العواقب السلبية المحتملة التي قد تترتب على التزاوج بين الأقارب، إلا أنه أداة قيمة وقوية في تطوير السلالات المحلية. التزاوج بين الخيول من نفس السلالة هو أفضل وسيلة لتفعيل وتقوية سمة مرغوبة معينة في مجموعة سكانية. كما أنه يزيد من إمكانية التنبؤ بتوريث السمة. والعامل الرئيسي الذي يجب الانتباه إليه هنا هو نسبة التزاوج بين الخيول من نفس السلالة. هنا لا بد من الانتباه إلى مدى قرب الأفراد المستخدمين في التزاوج من بعضهم البعض. إذ يتقاسم الأقارب من الدرجة الأولى (الأخ/الأخت، الوالد/الذرية) 50% من جيناتهم مع بعضهم البعض. وهذا يعني أن احتمالية أن يكون أي جين الزيجوت متماثل في النسل بنسبة هي 25%. يؤدي تزاوج الأقارب من الدرجة الأولى إلى درجة عالية جدًا من اكتئاب التزاوج بين الأقارب، مما يؤدي إلى الانقراض السريع للسلالة.
كيف يمكن إبطاء معدل الاكتئاب الناتج عن التزاوج الداخلي:
يمكنك إبطاء معدل الاكتئاب الناتج عن التزاوج الداخلي وزيادة فرصة القضاء على المتغيرات الضارة للجينات من السلالة النامية من خلال استخدام أفراد أقل ارتباطًا أي تربطهم علاقات قرابة بعيدة. وهذا هو السبب في أن تربية السلالات تنطوي عادةً على استخدام قريب مشترك في المستوى الثالث أو الرابع من شجرة النسب. بهذه الحالة يمكن أن يكون التزاوج الداخلي مفيدًا في تطوير الثروة الحيوانية والسمات المرغوبة والتي يراد إظهارها بشكل أكبر في السلالات الجديدة ولكن ذلك يستدعي اتباع قواعد معينة.
المصدر:
أجمل 15 سلالة من الخيول السوداء
سلالة حصان الفهد خصائص ومميزات
Leave a Reply