السباق التجريبي الثاني في مضمار جبل علي الجاهزية للموسم الجديد

نظمت هيئة الإمارات لسباق الخيل صباح اليوم السباق التجريبي الثاني على مضمار جبل علي في دبي، بمشاركة واسعة من الخيول العربية الأصيلة والمهجنة، في إطار استعدادات الموسم الجديد وضمن خطة الهيئة لاعتماد جاهزية الخيول قبل خوض السباقات الرسمية.

مشاركة واسعة من الخيول الجديدة:

شهد السباق مشاركة 91 خيلاً من مختلف السلالات، بينها 16 خيلاً مهجناً خاضت ثلاثة أشواط، منها أربعة عشر خيلاً تدخل ميدان التجربة للمرة الأولى، إضافة إلى شوط واحد ضم خيلين سبق لهما المشاركة في سباقات سابقة.
كما شاركت 57 خيلاً عربياً أصيلاً في تسعة أشواط، بينها عدد كبير من الخيول التي لم تدخل سباقات رسمية من قبل. وأشارت بيانات الهيئة إلى أن 69 خيلاً من الخيول العربية الأصيلة خاضت أولى تجاربها في هذا السباق، بينما شاركت ستة خيول سبق لها المنافسة في شوط واحد فقط. وقد جاء تنظيم السباق عبر 13 شوطاً متنوّع المسافات، شملت عشرة أشواط لمسافة 800 متر وثلاثة أشواط لمسافة 1000 متر، بهدف اختبار سرعة واستجابة الخيول ضمن بيئة تنافسية منضبطة تراعي شروط السلامة الفنية.

شهادة صلاحية واعتماد رسمي:

أكد راشد البلوشي، عضو لجنة المشرفين في هيئة الإمارات لسباق الخيل، أن السباقات التجريبية المعتمدة من الهيئة تمنح الخيول شهادة صلاحية رسمية تسجل ضمن السجلات التنظيمية وتعد شرطاً أساسياً لمشاركتها في السباقات الرسمية.
وأوضح أن هذه التجارب لا تقتصر على قياس الأداء الميداني، بل تشمل متابعة الحالة البدنية وسلوك الخيل أثناء الانطلاق والاحتكاك بالمضمار، وهو ما يساعد على تقييم الجاهزية بدقة قبل إدراجها في جدول المنافسات المعتمد. وأشار البلوشي إلى أن الهيئة تعتمد منهجية واضحة تتماشى مع المعايير العالمية في تنظيم السباقات، سواء من حيث آلية الفحص الفني أو نظام التسجيل ومراقبة السرعة واللياقة، بما يعزز ثقة الملاك والمدربين في النتائج ويضمن عدالة المنافسة.

كيف تحمي حصانك من مشاكل المفاصل؟
كيف تحمي حصانك من مشاكل المفاصل؟

جدول السباقات التجريبية القادمة:

وضعت الهيئة جدولاً زمنياً للسباقات التجريبية ضمن خطة الموسم، إذ أقيم السباق الأول مطلع أكتوبر على مضمار ميدان، تلاه السباق الثاني اليوم في جبل علي، فيما يقام السباق الثالث في 15 أكتوبر الجاري على مضمار ميدان أيضاً.
وتستمر السباقات في عدد من المضامير الأخرى مثل العين وأبوظبي خلال شهري أكتوبر ونوفمبر، بحيث تنظم التجارب أسبوعياً حتى نهاية الموسم بهدف تغطية جميع المناطق وضمان جاهزية الخيول المشاركة من مختلف الإسطبلات.

إعداد فني وتقييم شامل:

تسعى هيئة الإمارات لسباق الخيل من خلال هذه السباقات إلى بناء قاعدة بيانات دقيقة عن أداء الخيول المشاركة، لتستخدم لاحقاً في تصنيفها ضمن الفئات المناسبة لمسافات مختلفة. ويتيح هذا الأسلوب مراقبة التطور التدريجي لكل خيل، وتحديد مدى قدرته على المنافسة في المسافات القصيرة أو المتوسطة. كما تتيح التجارب للمدربين فرصة تقييم خططهم الفنية، وضبط إيقاع الجري وطرق الانطلاق بما يتناسب مع قدرات الخيل. ومن المتوقع أن تساهم هذه العملية في رفع مستوى الأداء العام في السباقات الرسمية المقبلة، خاصة مع دخول عدد كبير من الخيول الجديدة إلى المنافسة.

أهمية السباقات التجريبية:

تؤدي السباقات التجريبية دوراً محورياً في النظام التنظيمي للفروسية في الدولة، إذ تمثل المرحلة الفاصلة بين التدريب والمشاركة الرسمية. ويعد اجتيازها بنجاح مؤشراً أساسياً على أهلية الخيل من حيث الانضباط، واستجابته لتعليمات الفارس، وقدرته على الحفاظ على الوتيرة المطلوبة طوال المسافة المحددة. كما تساهم هذه السباقات في تحسين مستوى الجاهزية العامة للمضامير، من خلال اختبار أجهزة التوقيت، وآليات الانطلاق، ونظام السلامة الميدانية، ما يضمن جودة التنظيم قبل انطلاق الموسم الرسمي.

نحو موسم متكامل:

تؤكد الأرقام والمشاركات أن هيئة الإمارات لسباق الخيل تمضي بخطة منهجية لإعداد موسم متكامل يعتمد على تجهيز الخيول الجديدة وتحديث بياناتها، إلى جانب منح الفرصة للملاك والمدربين لتجربة استراتيجياتهم ضمن بيئة سباق واقعية.
ويتوقع أن ينعكس هذا التنظيم على جودة المنافسات المقبلة، التي ستجمع بين الخبرة والتجديد في ميدان واحد، بما يحافظ على توازن المشهد العام للفروسية الإماراتية ويعزز من حضورها الإقليمي والدولي دون الحاجة إلى مبالغات أو شعارات ترويجية.

بهذا الإطار، يظهر السباق التجريبي الثاني في جبل علي خطوة عملية نحو موسم أكثر جاهزية وتنظيماً، يضع الخيول في موقعها الصحيح ضمن تصنيفات الأداء، ويتيح للهيئة تطبيق معايير دقيقة في المتابعة والتقييم.
ويبدو أن نجاح هذه التجارب سيكون مؤشراً واضحاً على نضج المنظومة الفنية والتنظيمية التي تقودها هيئة الإمارات لسباق الخيل نحو موسم يسوده التنافس المنضبط والجاهزية الشاملة، في ظل متابعة دقيقة من الفرق الفنية والإدارية المعنية.

المصادر:

صحيفة الاتحاد

صحيفة البيان

“على صهوة الخيل في قلب إفريقيا… دلتا أوكافانغو تكشف سر الجمال البري

تشكيلة جديدة وخطط مستقبلية للاتحاد الدولي لسباقات الخيل العربي

سحر هايد بارك على ظهر حصان: رحلة عبر أربعة قرون من التاريخ

تربية الإبل للمبتدئين.. أهم القواعد لنجاح المربين الجدد

مدارس ومراكز تعليم الفروسية في السعودية والخليج

من هي الدول التي تمتلك أكبر عدد من الخيول في العالم؟