للخيل وبطولاته في محافظة العلا علاقة فريدة تجمع ما بين التاريخ والحداثة. حيث تواصل محافظة العلا ترسيخ موقعها كوجهة عالمية في مجال الفروسية. إذ تشكل العلاقة بين الإنسان والخيل مكونًا أساسيًا من مكونات ثقافة العُلا، ويتجلى ذلك بوضوح في النقوش الصخرية المنتشرة عبر مواقعها التاريخية المتنوعة.
فالخيل هنا لم تكن مجرد وسيلة للتنقل أو القتال، بل كانت جزءًا من الهوية الثقافية والاجتماعية لسكان المنطقة. ولذا يأتي اليوم العالمي للخيل، الذي يصادف 11 يوليو، ليمنح العلا فرصة لتسليط الضوء على هذا الارتباط العميق والمتجذر، من خلال استعراض إنجازاتها في تنظيم بطولات الخيل وتطوير منظومتها المتكاملة.
العلا مركز متقدم لبطولات الفروسية:
برزت العلا في السنوات الأخيرة كمركز متقدم لبطولات الفروسية، حيث باتت تستقطب الفعاليات الدولية الكبرى وتستضيف نخبة فرسان العالم. ومن أبرز هذه الفعاليات، كأس خادم الحرمين الشريفين للقدرة والتحمل، الذي يعد الأغلى عالميًا من حيث الجوائز والمستوى الفني.
كما استضافت العلا بطولات مميزة مثل:
- بطولة البولو على الرمال.
- بطولة العلا الدولية لالتقاط الأوتاد.
- كأس العالم للرماية من على ظهر الخيل.
إضافة إلى ذلك، تقام فيها بطولات وطنية مرموقة، منها:
- كأس وزارة الرياضة.
- كأس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية.
- كأس الشباب والناشئين.
- كأس الاتحاد السعودي للفروسية.
هذه الفعاليات لا تعكس فقط الحضور التنظيمي القوي، بل تؤكد على جاهزية العلا من حيث البنية التحتية والخدمات اللوجستية. فقد أنشأت العلا قرية الفرسان كموقع متكامل يوفر سكنًا ومرافق مخصصة للفرسان والخيول، ضمن بيئة صحراوية فريدة تجمع بين الجمال الطبيعي والإمكانات الفنية.
مستشفى متخصص في طب الخيول:
كما يتوفر في العلا مستشفى متخصص في طب الخيول، يعد من المراكز البيطرية الرائدة على مستوى المملكة والمنطقة. هذا المستشفى مجهز بأحدث الأجهزة والتقنيات، وهو يقدم خدمات التشخيص والعلاج والرعاية للخيول المشاركة في البطولات والمقيم منها.

مرافق تدريبية حديثة:
وتحظى العلا أيضًا بمرافق تدريبية حديثة تم تطويرها وفق المعايير الدولية، لتوفير بيئة مثالية لإعداد الخيول والفرسان على حد سواء. تشمل هذه المرافق مضامير تدريب، وأماكن مخصصة للقفز، ومناطق استراحة مجهزة بعناية، تضمن سلامة الخيل وراحتها في جميع الأوقات.
الجانب المجتمعي والإنساني:
ولا تنحصر إنجازات العلا في الجانب التنظيمي والبنية التحتية فقط، بل تمتد لتشمل الجانب المجتمعي والإنساني. سكان العلا يحملون ارتباطًا وجدانيًا بالخيل، ويعتبرونها جزءًا من تراثهم الشخصي والعائلي، حيث ما تزال تربية الخيل والعناية بها جزءًا من تفاصيل الحياة اليومية.
رؤية الهيئة الملكية لمحافظة العُلا:
هذا الحضور المجتمعي الفاعل شكّل عنصرًا أساسيًا في رؤية الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، التي أطلقت سلسلة من البرامج التدريبية المتخصصة. تستهدف هذه البرامج تمكين شباب وبنات العُلا في مجالات عديدة، منها التحكيم، والتدريب، والطب البيطري، والإشراف الفني، والتصوير الرياضي، والتعليق، وتنظيم البطولات.
الهدف من هذه المبادرات ليس فقط تعزيز الكفاءات، بل بناء جيل قادر على قيادة مستقبل الفروسية السعودية بثقة واقتدار. هذه الجهود المتكاملة تخلق منظومة فروسية متجانسة، تربط بين القيم المجتمعية، والرؤية الاقتصادية، والهوية الثقافية للعلا.
استضافة العلا لبطولة العالم للقدرة والتحمل عام 2026:
استضافة العلا المرتقبة لبطولة العالم للقدرة والتحمل عام 2026 تعد تتويجًا لهذه الجهود، وإشارة واضحة على جاهزيتها العالمية. هذه البطولة تُنظم بالتعاون مع الاتحاد السعودي للفروسية، وتعد واحدة من أبرز الفعاليات على أجندة السباقات الدولية.
وقد حظيت العلا سابقًا بإشادة واسعة من المشاركين في بطولاتها، الذين أثنوا على جودة التنظيم وروعة المكان وتكامل الخدمات. ويعد هذا النجاح دافعًا للاستمرار في تطوير التجربة الفروسية في العلا، ليس فقط عبر البطولات، بل من خلال توفير بيئة تعليمية وثقافية مستدامة.
اليوم العالمي للخيل:
اليوم العالمي للخيل لا يقتصر على الاحتفاء بجمال هذا الكائن الأصيل، بل هو فرصة لتكريم القيم التي يجسدها. الخيل رمز للنبل والكرامة والصبر، وهذه الصفات تجد لها مرآة واضحة في مجتمع العلا، الذي يفتخر بماضيه ويسعى بثقة نحو مستقبله.
حيث تسعى العلا من خلال هذه الرؤية الطموحة إلى تقديم الفروسية للعالم بصيغة جديدة، تمزج ما بين التراث والابتكار. فهي لا تنظر إلى الخيل فقط كرياضة أو تقليد، بل كأداة لتعزيز السياحة الثقافية، وتنمية الاقتصاد المحلي، وبناء علاقات إنسانية أعمق.

استثمارات العلا في قطاع الفروسية:
تعد استثمارات العُلا في قطاع الفروسية جزءًا من خطتها الأشمل لتحويلها إلى وجهة عالمية متعددة الأبعاد، ثقافيًا وسياحيًا ورياضيًا. ومن خلال الاستفادة من الدعم الحكومي، والتعاون مع مؤسسات الفروسية العالمية، تخطو العلا بثبات نحو تحقيق هذا الهدف.
ومع تزايد الاهتمام الدولي بالرياضات المرتبطة بالخيل، تبدو العلا في موقع مثالي لتكون منصة للتواصل والتبادل الثقافي بين الشرق والغرب. فموقعها الجغرافي، وطبيعتها الخلابة، وإرثها الثقافي، يجعل منها وجهة استثنائية لكل من يعشق الخيول والفروسية.
وفي ظل استمرار هذا الزخم، تثبت العلا أن الفروسية ليست مجرد رياضة، بل لغة حضارية تتحدث بها الشعوب عبر الزمان. ومن أرض النقوش والقصص القديمة، تنبع من العُلا قصة جديدة عن خيلٍ عربي أصيل، ينطلق بثبات نحو العالم.
المصدر:
صحيفة عكاظ
الموهبة التي تتحدى المستحيل في سباق ديربان يوليو 2025
كيف نفرق بين الخيل العربي الأصيل والمهجن؟
وفاة حصان بفيروس يصيب الخيول والبشر
هل ينتهي زمن عربات الخيول في روما؟!
تحذير خطير لمربي الخيول: نبات سام كاد أن يودي بحياة فرس نادرة





Leave a Reply