الفارس “عدنان قصار” يروي قصة اعتقاله في سجن صيدنايا

الفارس “عدنان قصار” يروي قصة اعتقاله في سجن صيدنايا
في شتاء عام 1993، اعتُقل الفارس السوري عدنان قصار، قائد المنتخب السوري للفروسية، بتهمة حيازة حقيبة عسكرية تحتوي على قنبلة متفجرة،

في شتاء عام 1993، اعتُقل الفارس السوري عدنان قصار، قائد المنتخب السوري للفروسية، بتهمة حيازة حقيبة عسكرية تحتوي على قنبلة متفجرة، وقضى على إثر ذلك أكثر من 21 عاماً في سجون النظام.

من هو عدنان قصار؟

كان عدنان قصار كابتن المنتخب السوري للفروسية في عام 1992. وهو من عائلة دمشقية هوت الخيل وربته منذ أجيال عديدة، حيث يعود لها الفضل في تأسيس نادي الفروسية في الديماس بدمشق. وقد كان عدنان قصار بطل دورة البلقان في عام 1991م، وحائز على عدة بطولات وجوائز في رياضة الفروسية.

كيف بدأت الخلافات بينه وبين باسل؟

كان مع عدنان قصار في نادي الفروسية في الديماس باسل الأسد الابن الأكبر للرئيس السوري حافظ الأسد. وقد أراد باسل فرض رأيه على النادي، وإملاء تعليماته على المنتخب، الأمر الذي أزعج عدنان، فكانت هذه بداية الخلافات بينهما.

وقد وصلت هذه الخلافات إلى ذروتها أثناء دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1993 ، حيث كانت المنافسة شديدة بين الفرق. وبحسب قوانين رياضة الفروسية فإنَّ الفوز سيكون من خلال تجميع كل فريق لنقاط يحصلها فرسانه. وقد ارتكب باسل يومها أكثر من خطأ، وكانت أخطاء عدنان أقل، وقد بذل جهده ليفوز الفريق حيث تمكن أثناء جولته من رفع معدل الفريق. فاز وقتها الفريق السوري بسببه، وحصل عدنان على شارة الكابتن من باسل الأسد. تغير تعامل باسل مع عدنان بعد الفوز، وشعر عدنان بأنه يغار منه ويريد أن يبعده عن طريقه، أو أنه انزعج من تركيز الإعلام والجمهور على عدنان بعد أن صنع لهم الفوز.

الفارس عدنان قصار
الفارس عدنان قصار

تفاصيل حادثة الاعتقال:

بعد مرور عام على واقعة دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط وفي تاريخ 8/1/1993 خرج عدنان متجهاً إلى النادي ليتفقد الخيول، رافقه شخص كان يتدرب في النادي حاملاً معه حقيبة. استغرب عدنان من قدوم هذا الشخص وسأله عن السبب حيث أنه لا يوجد تدريب في هذا اليوم! فأجابه أنه “يريد أن يثبت وجوده”. عندما أراد عدنان الخروج من نادي الفروسية بعد أن أنهى جولته، أوقفه حراس النادي، وفتحوا أمامه حقيبة الشخص الذي رافقه حيث ظهر أنها تحتوي على قنبلة، سأله الحراس عنها ،فذكر عدنان أنها ليست حقيبته ولا علاقة له بالأمر. ومع ذلك اعتقلوه وأخذوه إلى فرع التحقيق العسكري!

 في سجن صيدنايا:

بعد ذلك أُلصقت بعدنان قصار بتهمة محاولة اغتيال باسل الأسد، وتهمة حيازة متفجرات في سيارته. نُقل قصار بعد التحقيق معه من قبل الأمن العسكري إلى سجن صيدنايا حيث بقي هناك 11 شهراً، في جناح يُدعى “الباب الأسود” وهو عبارة عن مهجع مخصص للمعتقلين المعزولين.

وبعد أن أنكر التهم الموجهة إليه، قالوا له سنراجع “المعلم” (يقصدون باسل). أرسل باسل الأسد رداً لعدنان قال فيه: “ما قمت به شيء كبير، ولولا الخبز والملح الذي يجمعنا، لكنت أعدمتك في ساحة العباسيين، إلا أنني سأعفو عن إعدامك”.

كيف قضى قصار 21 عاما في السجون؟

روى قصار أنه قضى سنوات طويلة من التنقل بين سجون عدرا، وصيدنايا، وتدمر، تعرض خلالها لتعذيب مستمر. حيث قال “كانوا يعذبونني مع كل وجبة طعام، ثقبوا لي أذني حتى نزف منها الدم، وفي إحدى المرات انهالوا عليّ بالضرب حتى فقدت أسناني السفلية، وتضررت ساقاي لدرجة أنني كنت أمشي على ركبتيّ، مما أدى إلى بروز عظام الساقين”.

وأشار قصار إلى أن أحد ضباط التحقيق سأل السجانين يوما “ركبتوه على الحصان؟”، في سخرية من احترافه للفروسية، ومن ثمَّ طالب بإيقاع تعذيب أقسى عليه.

 اشتداد التعذيب بعد وفاة باسل الأسد:

توفي باسل الأسد في حادث سيارة عام 1994، وعندها تعرض عدنان قصار لمزيد من التنكيل والضرب العنيف، بالرغم من أن لا علاقة له بالحادث، حيث قال قصار “ضربوني بلا رحمة يوم وفاته، وانهالوا علي بالشتائم، دون أي منطق أو سبب”. وكان السجانون يخرجونه سنوياً في ذكرى وفاة باسل إلى ساحة السجن وينهالون عليه بالضرب المبرح.

ما هي التهم التي وجهت للفارس قصار؟

أوضح الفارس عدنان قصار أنه لم يبلغ بالتهم الموجهة إليه إلا بعد 19 عامًا من اعتقاله، حيث اتضح له أنه اتُّهم بـ “تحقير رئيس دولة، ومحاولة القتل العمد لباسل الأسد”.

رفض بشار الأسد الإفراج عنه:

قال الفارس عدنان قصار أنه رغم وفاة باسل الأسد، فقد رفض شقيقه بشار التدخل للإفراج عنه، حيث كان رده بأنَّ باسل هو من أمر باعتقاله، وبالتالي لا يمكنه التدخل.

كيف خرج بعد قضاء 21 عاماً في السجون؟

في عام 2014، خرج عدنان قصار ضمن عفو عام، بعد أن كان قد أمضى أكثر من 21 عامًا في السجن. ويقول قصار عن أثر الاعتقال عليه طوال هذه المدة أنه خرج من السجن محطمًا نفسيًّا وجسديًّا. حيث كان السبب الحقيقي الوحيد لسجنه هو نجاحه الرياضي وحبه للانضباط.

وقد ظل قصار صامتًا مدة 10 سنوات بعد خروجه من السجن ولم يتحدث عما تعرض له من انتهاكات خوفاً من عواقب ذلك عليه في ظل وجود النظام السوري السابق في السلطة.

وأضاف الفارس عدنان قصار أنَّ الاعتقال كان مجرد فركة أذن، حيث تمَّ إجباره خلال التحقيق على توقيع ثلاثة أوراق فارغة، عرف لاحقًا أنها استُخدمت لتلفيق التهم ضده.

المصادر:

https://www.aljazeeramubasher.net/news/2024/12/16/%D8%BA%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D9%86%D9%87-%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3-%D8%B9%D8%AF%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%82%D8%B5%D8%A7%D8%B1

https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%AF%D9%86%D8%A7%D9%86_%D9%82%D8%B5%D8%A7%D8%B1

الفارسة تشارلوت دوغاردان تعاقب بالإيقاف

الفارس عبد الله الشربتلي بطل شوط الجائزة الكبرى

الفارس السوري أسامة الزبيبي يفوز بلقب بطولة الباهية الدولية لقفز الحواجز

الفارس كينيدي كسر ساقه وحصانه فارق الحياة

 الفارس السعودي خالد المبطي مسيرة استثنائية في عالم قفز الحواجز