يبدو أن الفروسية ستكون مسيطرة على عالم الموضة والأزياء في العام المقبل فكيف أصبحت مصدر إلهام للمصممين؟
حيث شهد عالم الموضة تحولًا جذريًا في السنوات الأخيرة، وبرزت الفروسية كمصدر إلهام رئيسي في تصميم الملابس والإكسسوارات. لم يعد الأمر يقتصر على الملابس المخصصة لرياضة الفروسية، بل امتد ليشمل تصاميم الأزياء الراقية ومجموعات الخريف والشتاء التي أطلقتها كبرى دور الأزياء. تأتي هذه الموجة الجديدة نتيجة المزج بين الأناقة الكلاسيكية والتفاصيل العملية التي تميز ملابس الفرسان، مما جعلها خيارًا مفضلًا للعديد من عشاق الموضة.
سنحاول معرفة كيف أصبحت الفروسية عنصرًا أساسيًا في عالم الأزياء، خاصة مع مجموعتي أزياء أساسيتين هما مجموعة “لورو بيانا” (Loro Piana) لخريف وشتاء 2025-2026، ومجموعة تصاميم المصمم الأيرلندي بول كوستيلو (Paul Costelloe) التي عرضها في أسبوع الموضة في لندن. كما سنناقش تأثير الفروسية على صناعة الأزياء وأسباب انتشارها عالميًا.
هيرميس تصنع سروج الخيل.. كيف بدأ تأثير الفروسية في عالم الأزياء؟
لطالما كانت الفروسية مرتبطة بالطبقة الأرستقراطية، حيث كان ركوب الخيل جزءًا من التقاليد الملكية والعائلات الثرية. وبفضل ذلك، تطورت الملابس الخاصة بالفروسية لتجمع بين الأناقة والمتانة، مما جعلها مصدر إلهام لكبرى دور الأزياء مثل هيرميس (Hermès)، التي بدأت بصناعة سروج الخيل قبل أن تتحول إلى علامة تجارية عالمية في مجال الموضة.
ما الذي يميز ملابس الفروسية؟
تتميز ملابس الفروسية التقليدية بقصات محددة وأقمشة فاخرة توفر الراحة والحركة السلسة. ومع ازدياد اهتمام المصممين بالمزج بين العناصر الرياضية والتصاميم الفاخرة، أصبحت هذه الملابس مصدر إلهام للعديد من المجموعات الحديثة.
مجموعة “لورو بيانا” لخريف وشتاء 2025-2026: رحلة في عالم الفروسية
قدمت دار الأزياء الإيطالية “لورو بيانا” (Loro Piana) مجموعة جديدة مستوحاة من الفروسية خلال أسبوع الموضة في ميلانو، حيث جمعت بين التأثيرات الأرستقراطية الإنجليزية وأزياء رعاة البقر الأرجنتينيين والأستراليين.
تميزت المجموعة باستخدام أقمشة عالية الجودة مثل صوف الميرينو الفاخر، والذي يتم تربيته في أستراليا ونيوزيلندا قبل تصنيعه في مصانع الدار في إيطاليا. شملت المجموعة عناصر رئيسية تعكس أسلوب الفروسية الأصيل، مثل:
السراويل الضيقة المصممة خصيصًا لركوب الخيل.
السترات المبطنة التي توفر الأناقة والدفء في آنٍ واحد.
الأحذية الطويلة المصنوعة من الجلد الفاخر.
الكنزات المحبوكة التي تعزز فكرة الطبقات المتعددة في الأزياء الشتوية.
كما أضافت المجموعة لمسات عصرية من خلال التعاون مع “Le Chameau”، العلامة الفرنسية الشهيرة في صناعة الأحذية المطاطية الفاخرة. كذلك، تم تحديث تصميم حقيبة “Loom” باستخدام جلد النوبوك وتويد الكشمير، مما جعلها أكثر ملاءمة لعشاق الفروسية والموضة على حدٍ سواء.
بول كوستيلو والفروسية في أسبوع الموضة بلندن:
لم يكن تأثير الفروسية مقتصرًا على ميلانو فحسب، بل ظهر بقوة في أسبوع الموضة في لندن، حيث قدم المصمم الأيرلندي بول كوستيلو (Paul Costelloe) مجموعة خريف وشتاء 2025-2026 التي استلهمها بالكامل من أزياء الفرسان.
تضمنت تصاميم كوستيلو العناصر التالية:
السراويل الواسعة عند الركبة والضيقة عند الكاحل، والتي تحاكي سراويل الفروسية التقليدية.
المعاطف المستوحاة من ملابس فرسان ترويض الخيول، مع لمسات عصرية مثل الأقمشة الممزقة قليلاً لإضافة طابع أكثر حداثة.
التنانير المنظمة والسراويل القصيرة، التي عكست الطابع العملي لأزياء الفرسان.
القبعات والأحذية الجلدية التي زادت من أناقة التصاميم وجعلتها أكثر انسجامًا مع طابع الفروسية.
في تصريح له، قال كوستيلو إنه أراد أن يعكس تقاليد بلده الأيرلندية في هذه المجموعة، مستخدمًا أقمشة التويد الكلاسيكية مع لمسات مبتكرة تناسب العصر الحديث.
أسباب انتشار موضة الفروسية عالميًا:
يرجع انتشار الأزياء المستوحاة من الفروسية إلى عدة عوامل رئيسية:
1. ارتباطها بالرفاهية والأناقة: تتميز ملابس الفروسية بتصاميم أنيقة تناسب مختلف المناسبات، مما جعلها خيارًا مثاليًا لكبار المصممين.
2. الاستدامة وجودة الأقمشة: تعتمد هذه الأزياء على أقمشة طبيعية مثل الصوف والجلد والتويد، مما يجعلها أكثر استدامة مقارنة بالملابس العصرية المصنوعة من الألياف الصناعية.
3. الطلب المتزايد على الأزياء العملية: يبحث المستهلكون اليوم عن ملابس تجمع بين الأناقة والراحة، وهو ما توفره تصاميم الفروسية بشكل مثالي.
4. التأثير الثقافي والسينمائي: ساهمت الأفلام والمسلسلات التي تتناول حياة الفروسية، مثل “Downton Abbey” و**”Bridgerton”**، في تعزيز شعبية هذا النمط من الأزياء.
دور العلامات التجارية الناشئة في تبني موضة الفروسية:
لم يقتصر تأثير الفروسية على العلامات التجارية الفاخرة، بل امتد أيضًا إلى العلامات التجارية الناشئة، التي بدأت في تبني هذا الاتجاه بأساليب مبتكرة. في أسبوع الموضة في لندن، دعم مجلس الأزياء البريطاني (BFC) مجموعة من المصممين الجدد الذين قدموا تصاميم مستوحاة من الفروسية. كما تم افتتاح متجر مؤقت في شارع ريجنت لدعم المصممين الناشئين.
من جهتها، صرحت كارولين راش، الرئيس التنفيذي لمجلس الأزياء البريطاني، أن هذا التوجه يعكس رغبة المصممين في تجاوز الحواجز التجارية والتكيف مع متغيرات السوق، مشيرةً إلى أن التصميمات المستوحاة من الفروسية تجمع بين التراث والحداثة، مما يجعلها أكثر جذبًا للجمهور العالمي.
الفروسية كاتجاه مستدام في صناعة الأزياء:
لم تعد الفروسية مجرد رياضة أو تقليد أرستقراطي، بل أصبحت عنصرًا أساسيًا في عالم الموضة الحديثة. فقد استطاع المصممون تحويل الملابس التقليدية للفروسية إلى قطع فاخرة تناسب العصر الحالي، مما جعلها خيارًا مفضلًا للعديد من المستهلكين الذين يبحثون عن الأناقة العملية.
ومع استمرار انتشار هذا التوجه في عروض الأزياء العالمية، من المتوقع أن نشهد المزيد من الابتكارات التي تستلهم تصاميم الفرسان وتجمع بين الفخامة والاستدامة. سواء كنت من عشاق الفروسية أو محبي الموضة، لا شك أن هذا الاتجاه سيظل حاضرًا بقوة في السنوات القادمة.
المصادر:
arabequestrian.com
/www.zahratalkhaleej.ae/amp/article/
تحويل صناعة الفروسية إلى نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد
الفروسية في أسبوع الموضة في لندن
تفاصيل الأحداث المثيرة لكأس السعودية 2025: أضخم حدث في عالم الفروسية
زيارة رئيس هيئة الفروسية لمعرض وزارة الداخلية ضمن فعاليات كأس السعودية