تُعد الكلية البريطانية للفروسية (British Horse Society – BHS) واحدة من أبرز المؤسسات التعليمية في عالم الفروسية، حيث توفر تدريبًا احترافيًا للفرسان، المدربين، وحُكام المسابقات. تتميز هذه الكلية بمنهاجها الصارم ومعاييرها العالية، مما يجعلها وجهة رئيسية للراغبين في احتراف الفروسية أو العمل في مجال رعاية الخيول.
في هذا المقال، سنستعرض تاريخ الكلية، برامجها التعليمية، تأثيرها على الفروسية عالميًا، وأسباب اختيارها كوجهة مثالية لكل من يسعى إلى التميز في هذا المجال.
تاريخ الكلية وتطورها:
تأسست الكلية البريطانية للفروسية في عام 1947 كجزء من جهود المملكة المتحدة للحفاظ على المعايير العالية في تدريب الخيول والفرسان بعد الحرب العالمية الثانية. منذ ذلك الوقت، لعبت الكلية دورًا بارزًا في تطوير صناعة الفروسية، حيث أصبحت منظمة معترف بها عالميًا وتمنح شهادات معتمدة تُعادل رخصة احتراف في الفروسية.

مع مرور السنين، توسعت برامج الكلية لتشمل ليس فقط تدريب الفرسان، بل أيضًا إعداد المدربين، وتعليم الإسعافات الأولية للخيول، وحتى دورات متخصصة في الإدارة البيطرية ورعاية الخيل.
برامج التدريب والتعليم في الكلية البريطانية للفروسية:
تقدم الكلية البريطانية للفروسية مجموعة متنوعة من الدورات التي تناسب جميع المستويات، من المبتدئين إلى المحترفين. تنقسم البرامج إلى عدة أقسام رئيسية:
1. دورات تدريب الفرسان:
تُعتبر هذه الدورات حجر الأساس في برامج الكلية، حيث يتم تدريب الفرسان على مهارات الركوب الأساسية والمتقدمة، بما في ذلك:
الفروسية الكلاسيكية (Classical Riding): تشمل التدريب على الجلوس الصحيح، التحكم في الحصان، وفهم لغة الجسد.
الدريساج (Dressage): وهو فن توجيه الحصان بحركات دقيقة وأنيقة، ويُعتبر من أهم مهارات الفرسان المحترفين.
القفز الاستعراضي (Show Jumping): حيث يتعلم الفرسان كيفية قيادة الخيول فوق الحواجز بطريقة آمنة وفعالة.
سباقات اختراق الضاحية (Eventing): وهي رياضة تتطلب مهارات متنوعة تشمل القفز، الجري، والتحمل.
2 دورات تدريب المدربين:
لإعداد مدربين محترفين، تقدم الكلية مستويات متعددة من الدورات التدريبية، تبدأ من BHS Stage 1 حتى BHS Stage 5، والتي تؤهل المدربين للعمل في مدارس الفروسية الكبرى أو تأسيس مراكز تدريب خاصة بهم.
3. دورات رعاية وإدارة الخيل:
لا يقتصر التعليم في الكلية على ركوب الخيل، بل يشمل أيضًا رعايتها وإدارتها. تتضمن هذه الدورات:
التغذية والعناية البيطرية: تعليم كيفية اختيار الغذاء المناسب للخيول، والتعامل مع الإصابات والأمراض الشائعة.
إدارة الإسطبلات: تدريب الطلاب على كيفية تشغيل إسطبل احترافي، بما يشمل الصيانة، السلامة، وجدولة التمارين.
4. دورات التحكيم في المسابقات:
لأولئك الذين يرغبون في العمل كحُكام في مسابقات الفروسية، توفر الكلية برامج متخصصة تشرح القوانين الدولية، ومعايير التقييم المعتمدة في بطولات الدريساج، القفز، وسباقات التحمل.
أهمية الكلية في عالم الفروسية:
تتمتع الكلية البريطانية للفروسية بتأثير عالمي كبير، حيث تعتمد معاييرها في العديد من مدارس الفروسية في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط. كما أن شهاداتها لها اعتبارها في عالم صناعة الفروسية، مما يتيح لخريجيها فرص عمل واسعة في مجال التدريب، التحكيم، وإدارة الإسطبلات.
1. دور الكلية في تطوير رياضة الفروسية:
ساهمت الكلية في إعداد أجيال من الفرسان والمدربين الذين مثلوا بريطانيا في البطولات العالمية، مثل الأولمبياد وبطولات العالم للفروسية. كما أن العديد من خريجيها أصبحوا مدربين في أعرق مدارس الفروسية العالمية.
2. تعزيز الرفق بالحيوان ورفاهية الخيول:
تُولي الكلية اهتمامًا كبيرًا برفاهية الخيول، حيث تشجع على استخدام أساليب تدريب خالية من العنف, وتعتمد على بناء علاقة ثقة بين الفارس والحصان. كما تقدم دورات في الإسعافات الأولية البيطرية لضمان العناية المثلى بالخيول.
3. التأثير على صناعة الفروسية عالميًا:
من خلال شراكاتها مع منظمات مثل الاتحاد الدولي للفروسية (FEI)، تساهم الكلية في وضع معايير دولية جديدة في التدريب والتحكيم، مما يعزز جودة المسابقات الفروسية حول العالم.
لماذا يختار الفرسان الكلية البريطانية للفروسية BHS؟
1. شهادات معترف بها دوليًا:
الحصول على شهادة من الكلية يمنح الفارس أو المدرب ميزة تنافسية في سوق العمل، حيث يعترف بها كمعيار عالمي للكفاءة في مجال الفروسية.
2. برامج متطورة ومحدثة باستمرار:
تُحدث الكلية مناهجها بشكل دوري لتواكب أحدث التطورات في عالم الفروسية، سواء من حيث أساليب التدريب أو تقنيات رعاية الخيل.
3. شبكة واسعة من الفرص المهنية:
تساعد الكلية خريجيها في العثور على فرص عمل داخل المملكة المتحدة وخارجها، حيث تحظى شهاداتها بتقدير كبير في أوروبا، أمريكا، والشرق الأوسط.
4. بيئة تعليمية متميزة:
توفر الكلية بيئة تعليمية متطورة، تشمل إسطبلات حديثة، مضامير تدريب مجهزة، ومدربين محترفين.
التحديات والصعوبات التي تواجه الكلية:
رغم شهرتها ونجاحها، تواجه الكلية بعض التحديات مثل ارتفاع تكاليف الدراسة فيها وبالتالي فإن هذا يجعلها غير متاحة للجميع. كما أن متطلبات القبول الصارمة تجعل المنافسة على الالتحاق بها شديدة، حيث يجب على المتقدمين اجتياز اختبارات عملية ونظرية دقيقة.

ومع ذلك فإن الكلية البريطانية للفروسية تمثل نموذجًا عالميًا للتميز في تعليم الفروسية، حيث تجمع بين التدريب العملي، المعرفة النظرية، والالتزام بأعلى معايير السلامة ورفاهية الخيول. فسواء كنت فارسًا مبتدئًا، مدربًا طموحًا، أو شخصًا يسعى للعمل في إدارة الإسطبلات، فإن الانضمام لهذه الكلية يفتح لك أبواب الاحتراف في واحدة من أعرق الرياضات في التاريخ.
المصادر:
https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&opi=89978449&url=https://www.bhs.org.uk/&ved=2ahUKEwjwmO-1js2LAxXo2wIHHWirABwQFnoECA8QBQ&usg=AOvVaw167-TLqz8Yn7Fk-w0ei08D
https://www.google.com/url?sa=t&source=web&rct=j&opi=89978449&url=https://www.bhs.org.uk/bhs-professional-qualifications-and-careers/bhs-qualifications-and-stages/stage-2/&ved=2ahUKEwjwmO-1js2LAxXo2wIHHWirABwQFnoECBMQAQ&usg=AOvVaw1p4gA5FcgyFGjzrheVlQR7
اليوم اختتام سباقات الفروسية في الجوف
من هم الفائزون ببطولة الفروسية الوطنية في الهند
الفروسية ما بعد الأولمبياد ما الذي تغير؟
Leave a Reply