على مدى قرون من الزمان، أُسست مدارس ركوب الخيل في أوروبا للملوك والملكات والنبلاء للاستمتاع بمشاهدة ألعاب الفروسية في البلاط الملكي ورياضة الفروسية. وكان لزامًا على الخيول أن تكون عالية التدريب وموهوبة وقوية ومطيعة وقادرة على التحرك بسرعة. فلا ننسى انه وعلى مدى قرون عديدة، كانت الحروب تُخاض من على ظهر الخيل، لذا فقد كان الحصان عاملاً مهماً من عوامل النصر.
لذا تمَّ تدريب الخيول على حركات خاصة تمَّ تصميمها لغرض وحيد وهو تحويل الحصان إلى سلاح حرب. ومثل هذه التدريبات ما زالت مستمرة في مدارس ركوب الخيل. وهي اليوم مفتوحة للجمهور العام سواء بغرض السياحة أوالترويج لرياضة الفروسية الكلاسيكية.
فيما يلي نقدم موجزاً عن أفضل أربع أكاديميات لركوب الخيل الكلاسيكي في العالم؛ وهي مدرسة الفروسية الإسبانية في فيينا، النمسا، ومدرسة كادر نوار في فرنسا بالقرب من سومور، والمدرسة البرتغالية لفنون الفروسية في لشبونة، والمدرسة الملكية الأندلسية لفنون الفروسية في خيريز، إسبانيا.
مدرسة ركوب الخيل الإسبانية في فيينا، النمسا:
تعد مدرسة الفروسية الإسبانية في فيينا واحدة من أشهر مدارس الفروسية، حيث تضم قاعة ركوب خيل تم بناؤها في القرن الثامن عشر. وهي مؤسسة نمساوية مخصصة للحفاظ على رياضة الفروسية الكلاسيكية وتدريب خيول ليبزانر. إذ لا تزال خيول ليبزانير تتلقى التدريب الكلاسيكي الذي تم تدريبها عليه لعدة قرون منذ زمن الحرب. تُقام العروض الاحتفالية في القصر الشتوي التاريخي في هوفبورغ. حيث يجلس الجمهور لمشاهدة الخيول البيضاء المهيبة مع الفرسان المزينين بمعاطف ذيل بنية تقليدية وقبعة ثنائية القرن.
تقام هذه العروض الاحتفالية في عطلات نهاية الأسبوع، كما يتم تقديم جلسات التدريب خلال الأسبوع مع جولات خلف الكواليس في الإسطبلات. وخلال هذه العروض، يشهد الزائر الكمال المذهل لـهذه المدرسة الكلاسيكية. ولا تزال النمسا اليوم تواصل تربية خيول ليبزانر في مزرعة خيول بايبر في كورفلاك.
كما تمتلك مدرسة ركوب الخيل الإسبانية إسطبلات صيفية في هيلدنبرج-ويتزدورف-النمسا السفلى. يتم نقل 68 فحلًا مقيمًا هناك في شهري يوليو وأغسطس حيث تستمتع الخيول بالراحة ويتم اصطحابها إلى الغابة القريبة. خلال شهري يوليو وأغسطس لا تقدم المدرسة عروض غالا وجلسات التدريب.
المدرسة الملكية الأندلسية لفنون الفروسية:
المدرسة الأندلسية لفنون الفروسية هي مؤسسة مخصصة للحفاظ على فنون الفروسية، وفقًا للتقاليد الإسبانية، ومقرها في خيريز دي لا فرونتيرا، إسبانيا. تكرس المدرسة نفسها للحفاظ على الخيول الأندلسية، والتقاليد الكلاسيكية لركوب الخيل الباروكي الإسباني، وإعداد الخيول والفرسان لمسابقات الترويض الدولية، وتوفير التعليم في جميع جوانب ركوب الخيل، وقيادة العربات، والحدادة، ورعاية وتربية الخيول، والسروج ، وتصنيع ورعاية أحزمة الخيول.
تشتهر المدرسة بعروضها التي تقام على مدار العام منذ أكثر من 40 عامًا تحت عنوان “كيف ترقص الخيول الأندلسية”. حيث يرتدي الفرسان أزياء القرن الثامن عشر تصاحبهم الموسيقى الكلاسيكية. تقدم الخيول الأندلسية عروضها في تشكيلات بالإضافة إلى حركات التدريب الكلاسيكية التي تحمل عناوين بسيطة مثل ” Pas de Deux ” و”Passage and Piaffe” و”Airs Above the Ground” و”Airs on Horseback” وعرض فردي يسمى “Fantasy” وغيرها. ويكتمل برنامج التراث الإسباني بأداء doma vaquera (التدريب الريفي أو أسلوب رعاة البقر الإسباني). ويكتمل الاحتفال بمهارات ركوب الخيل بعرض قيادة العربة ونهاية جماعية رائعة يتم أداؤها في انسجام يسمى “Carousel”.
إذا زرت المكان في أحد الأيام التي لا تُقام فيها العروض، فيمكنك مشاهدة عرض سمعي بصري، وجلسات تدريبية في الساحة الداخلية، كما يمكنك زيارة مرافق المدرسة الملكية، بما في ذلك غرف القصر الرسمية والحدائق ومتحف فنون الفروسية ومتحف العربات والإسطبلات وغرفة السرج.
المدرسة البرتغالية لفنون الفروسية:
يعود تاريخ مدرسة البرتغال لفنون الفروسية إلى عام 1726، في عهد الملك جواو الخامس ملك البرتغال. تضم المدرسة بشكلٍ حصري حصان لوسيتانو باللون البني فقط من مزرعة Alter Real State Stud البرتغالية. لقد تم استخدام هذا الصنف في رياضة الفروسية الكلاسيكية منذ القرن الثامن عشر، حيث كان يؤدي تمارين الفروسية الكلاسيكية مع تمارين من عصر الباروك.
تُقام جلسات التدريب الصباحية للجمهور وتسلط الضوء على العمل اليومي الذي يقوم به الفرسان لتدريب وإعداد الخيول لعروض المدرسة.
كما تُقام عروض احتفالية تستمر لمدة 90 دقيقة تقريبًا وتشمل مآثر مثل “الطيران فوق الأرض”، وهي تمارين ركوب الخيل المميزة لفترة الباروك، إلى جانب ألعاب البطولات التي أقيمت بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر لإحياء ذكرى المناسبات الاحتفالية. تصاحب العروض تأثيرات الإضاءة والصوت التي تعمل على إثراء الرقصات والأجواء. كما يتم تعزيزها بالأزياء والسروج وأحزمة الأمان التي يرتديها الفرسان والخيول، والتي تشبه تلك المستخدمة في الأيام الأولى من الفروسية البرتغالية.
كادر نوير من سومور – فرنسا:
الكادر الأسود هو فيلق من المدربين في أكاديمية الفروسية العسكرية الفرنسية. تم إنشاء مدرسة الخيول هذه في سومور لتحسين قوات الخيالة واستخدام الخيل في الحرب. وبسبب الحاجة الملحة لإعادة تدريب الفرسان والخيول، تم إنشاء هيئة من المدربين، تتكون من العديد من أساتذة ركوب الخيل المدنيين العظماء، من مانيج في فرساي وتويليري وسان جيرمان. حيث قاموا بتدريب سلاح الفرسان في عام 1825، وكان هذا بمثابة ولادة الكادر الأسود في سومور. تأسست المدرسة الوطنية لركوب الخيل بموجب مرسوم صدر عام 1972 تحت إشراف وزير الرياضة. وكانت المعرفة والخبرة التي اكتسبها متسابقو الكادر الأسود تشكلان الأساس للمدرسة. ومع تحولها إلى هيئة تعليمية رئيسية اهتمت بتعليم ركوب الخيل، وتدريب الخيول. يستخدم الخيول الأصيلة والأنجلو عربية والهانوفرية والسيل الفرنسية، وخيول لوزيتانو.
تتوفر جولات إرشادية في الإسطبلات للتعرف على تاريخ المدرسة والحلبة الرئيسية وزيارة الإسطبلات وغرفة السرج.
المصدر:
https://snaffletravel.com.au/the-big-four-riding-schools-of-europe/
7 تطبيقات لمساعدة الفرسان والخيول
نتائج المنافسات في ثاني أيام الجولة الثانية لبطولة لونجين هذاب للفروسية
الجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس لفنون الفروسية
“التبوريدة” سحر الفروسية المغربية
7 تطبيقات لمساعدة الفرسان والخيول