في عالم سباقات الخيل، هناك لحظات تكتب في السجلات، وأسماء تفرض احترامها مبكرًا. أحد هذه الأسماء اليوم هو المهر الجنوب إفريقي ثمانية على ثمانية عشر (Eight On Eighteen). فهذا المهر هو الذي يقف على أعتاب إنجاز تاريخي نادر، وذلك حين خاض سباق ديربان يوليو G1 يوم السبت 5 يوليو 2025، باحثًا عن مجد جديد يعزز من مكانته في ذاكرة السباقات.
تحضير مثالي بقيادة المدرب جاستن سنيث:
لم يكن الوصول إلى هذه المرحلة سهلًا، لكن المدرب الشهير جاستن سنيث (Justin Snaith) يؤكد أن المهر البالغ من العمر ثلاث سنوات قد خضع لتحضير استثنائي. يقول سنيث:
“لقد ضغطت عليه أكثر من المعتاد هذه المرة، لأنه بات جاهزًا ليصعد إلى مستوى أعلى. في هذا العمر، يمكننا أن نطلب منه المزيد.”
ويضيف المدرب الحائز على بطولات عديدة:
“ما قام به حتى الآن لا يُصدق. إنه حصان شجاع، قوي، ويحب التحدي. إنه حلم كل مدرب.”
الجمع بين Met وDurban July إنجاز نادر:
إذا نجح ثمانية على ثمانية عشر في الفوز بسباق ديربان يوليو، سيصبح أول حصان بعمر ثلاث سنوات يحقق ثنائية Cape Town Met وDurban July منذ سنوات طويلة. وقد حقق المهر سابقًا فوزًا كبيرًا في G1 Cape Town Met، ثم أكد استعداده حين اكتسح منافسيه في سباق Daily News 2000 G1 خلال مايو الماضي.
الجمع بين هذين الانتصارين هو أمرٌ نادر جدًا في سباقات جنوب إفريقيا، خاصةً بالنسبة لمهر صغير ما زال في مرحلة النمو. لكن كل المؤشرات تؤكد أن ثمانية على ثمانية عشر يملك ما يلزم ليحقق هذا الإنجاز الفريد.

تحدي المسافة 2200 متر للمرة الأولى:
سيخوض ثمانية على ثمانية عشر سباق ديربان على مسافة 2200 متر، وهي مسافة لم يختبرها سابقًا. المدرب سنيث لا يخفي قلقه، ويقول بصراحة:
“هذا هو التحدي الأكبر بالنسبة لنا. لم يجرب هذه المسافة من قبل، وقد يشكل ذلك علامة استفهام.”
لكن المهر أظهر في تدريباته الأخيرة قدرة كبيرة على التحمل، كما أن سلالته تدعم فرضية النجاح في المسافات الطويلة، إذ إنه ابن الفحل Lancaster Bomber، المعروف بإنتاجه لخيول تتحمل المسافات المتوسطة والطويلة.
حضور جماهيري ضخم ومنافسة شرسة:
تتجه الأنظار إلى مضمار غرايفيل (Greyville) حيث سيقام السباق بحضور أكثر من 40,000 متفرج. وسيتنافس المهر مع 17 خيلًا آخر، مما يرفع من حدة المنافسة. ورغم الضغوط، يؤمن سنيث أن فرسه مستعد ذهنيًا وبدنيًا:
“كل ما ألقيناه عليه تجاوزه بثقة. إنه يستجيب للتدريبات كأنه يعلم ما هو المطلوب منه.”
ويضيف سنيث:
“في هذا العمر، من النادر أن ترى حصانًا يملك هذا النوع من النضج والاحتراف. إنه استثناء حقيقي.”
العريس المخلص والمرافق الدائم:
لم يكن ثمانية على ثمانية عشر ليصل إلى هذه المرحلة بدون دعم طاقم كامل من المحيطين به، وعلى رأسهم العريس الذي رافقه منذ الأشهر الأولى. يشير المدرب إلى أن علاقة الحصان بعريسه أقرب إلى الصداقة العميقة، حيث يعرف الأخير كيف يهدّئ المهر في لحظات التوتر ويمنحه الثقة.
مثل هذه العلاقة بين الحصان والعاملين معه تساهم كثيرًا في استقراره النفسي داخل الحلبة، خاصةً في السباقات الكبرى التي تتطلب قدرًا عاليًا من التركيز والهدوء.
جاستن سنيث مدرب لا يؤمن بالمستحيل:
يمتلك جاستن سنيث سجلًا حافلًا بالنجاحات في ميادين سباق الخيل، ويعد من بين أفضل المدربين في جنوب إفريقيا. وبالنسبة له، فإن سباق ديربان هذا العام لا يشكل مجرد مناسبة رياضية، بل تحديًا مهنيًا جديدًا يُراد من خلاله إثبات أن الموهبة والإعداد يمكن أن يتفوقا على كل المعايير.
سنيث لا يتعامل مع المهر كرقم بين الخيول، بل يعتبره مشروع بطل يجب رعايته بعناية وتوجيهه للحظات التي تصنع الفارق.
المهر الذي أسر القلوب:
منذ ظهوره الأول على المضمار، أثار ثمانية على ثمانية عشر اهتمام جمهور السباقات ومتابعي الخيول الأصيلة. امتلك مزيجًا نادرًا من السرعة، الذكاء، والقدرة على التعامل مع الضغوط. كما أنه يمتلك طابعًا مميزًا في الحلبة، حيث يندفع بقوة لكنه يحتفظ بتوازنه دون تسرع.
وقد كتب أحد المحللين مؤخرًا:
“إذا استمر في هذا النسق، فسيكون أحد أفضل الخيول الجنوب إفريقية خلال العقد القادم.”
هل يصنع التاريخ؟
في ظل الأجواء المشحونة والترقب الكبير، ينتظر عشاق السباقات لحظة الانطلاق. وإذا تمكن ثمانية على ثمانية عشر من عبور خط النهاية أولًا، فسيكون قد كتب اسمه بأحرف ذهبية في تاريخ سباقات الخيول بجنوب إفريقيا.
الموهبة وحدها لا تكفي. لكن مع الإعداد الجيد، الطاقم المتكامل، والعزيمة التي يتمتع بها هذا المهر، يبدو أن التاريخ على وشك أن يُكتب.
ثمانية على ثمانية عشر ليس مجرد اسم يتردد في حلبات السباق، بل هو قصة حصان استثنائي يسعى لكتابة فصل جديد في كتاب الإنجازات. ومع اقتراب موعد ديربان يوليو 2025، لا شك أن الأنظار ستبقى مشدودة إليه، مترقبة ما إذا كان هذا البطل الصاعد سينجح في تحقيق المجد الذي لا يناله سوى القلة.
المصدر:
موقع IdolHorse.com
وفاة حصان بفيروس يصيب الخيول والبشر
هل ينتهي زمن عربات الخيول في روما؟!
تحذير خطير لمربي الخيول: نبات سام كاد أن يودي بحياة فرس نادرة
ما الذي يجعل من الدراسة الجامعية بوابتك الذهبية لعالم الخيول؟
كتاب “الدليل الميداني للخيول” دليلك للتعرف على سلالات الخيول





Leave a Reply