تجربة جودولفين العالمية في سباقات الخيل الحديثة

يمتلك فريق جودولفين تجربة أوصلته إلى العالمية في سباقات الخيل الحديثة حيث يمثل فريق جودولفين (Godolphin) أحد أبرز مشاريع الفروسية في العالم، وقد أسسه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في التسعينيات. إذ يرمز جودولفين إلى طموح عربي في المنافسة على أعلى المستويات ضمن ميادين السباقات الدولية. كما يعتمد المشروع على بنية تحتية متطورة، وخطط تدريب دقيقة، وفلسفة تقوم على الجودة والالتزام.
فمنذ انطلاقه، حقق الفريق آلاف الانتصارات في قارات العالم المختلفة، وشارك في أهم السباقات الدولية. وعلى الرغم من ارتباط اسمه بعدة ألقاب، لم يتوقف طموح غودولفين عند سباق معين، بل تجاوز ذلك نحو العالمية.

انطلاقة تاريخية ورؤية طموحة:

بدأ جودولفين برؤية واضحة من الشيخ محمد بن راشد، تقوم هذه الرؤية على ترسيخ الحضور الإماراتي في ساحات الفروسية العالمية.
وقد اختار المؤسس اسم جودولفين نسبة إلى الفحل العربي الشهير “جودولفين أرابيان”، أحد أسلاف خيول السباق الحديثة.
مثّل الفريق نقلة نوعية للفروسية في المنطقة، حيث أنه جمع بين التراث العربي والابتكار في التدريب والإدارة.
اتخذ الفريق من دبي مقرًا شتويًا، فيما اعتمد مراكز تدريب صيفية في أوروبا وأستراليا والولايات المتحدة.
سمح هذا التوزيع الجغرافي بتطوير الخيول طوال العام، وتوفير أفضل الظروف لها في كل موسم.

بنية احترافية وأرقام عالمية:

يدير الفريق شبكة عالمية من المدربين والخبراء تشمل أسماء معروفة مثل شارلي آبلبي وسعيد بن سرور. كما تمتلك جودولفين آلاف الخيول المسجلة، وتشارك سنويًا في مئات السباقات ضمن أجندة دولية مزدحمة. وقد حقق الفريق أكثر من 6,000 فوز منذ تأسيسه، تشمل ألقابًا في سباقات الفئة الأولى (Group 1) في دول عدة.

تمتلك جودولفين آلاف الخيول المسجلة، وتشارك سنويًا في مئات السباقات ضمن أجندة دولية مزدحمة.
تمتلك جودولفين آلاف الخيول المسجلة، وتشارك سنويًا في مئات السباقات ضمن أجندة دولية مزدحمة.

يعد هذا الرقم من الأعلى عالميًا، ويدل على الاستمرارية، وليس فقط على تحقيق بطولات موسمية.
كما حصد جودولفين جائزة “أفضل مالك خيل في العالم” عدة مرات بحسب التصنيف السنوي لـLongines وIFHA.

نموذج إماراتي يجمع بين الشغف والتخطيط:

يتميز جودولفين بمزج الطابع الإماراتي الأصيل بالشغف العميق بعالم الخيول وخطط الإدارة الدقيقة.
يركز الفريق على انتقاء أنقى السلالات، وتربيتها بأسلوب علمي متكامل منذ ولادتها وحتى دخولها السباقات.
تبدأ عملية إعداد الخيول في مزارع جودولفين الفسيحة، حيث تتلقى المهرات الرعاية البيطرية والغذائية الدقيقة.
ثم تنتقل الخيول إلى برامج تدريب حسب عمرها وقدراتها، بإشراف نخبة من المدربين العالميين.
ولا يترك شيء للصدفة، فكل تفصيلة من النظام الغذائي إلى التمارين اليومية تخضع للمتابعة.

إنجازات بارزة في محطات مختلفة:

حققت خيول جودولفين انتصارات مؤثرة في مضامير مثل أسكوت (Ascot)، لونغشامب (Longchamp)، ميدان (Meydan) وفلمنجتون (Flemington).
من أبرز الخيول في تاريخه “ثندر سنو (Thunder Snow)”، أول خيل يفوز مرتين في سباق كبير على أرضية رملية.
كما اشتهر الفريق بخيول مثل “بيناتوبو (Pinatubo)”، الذي وُصف بأنه أفضل مهور السنتين في أوروبا.
وواصل غودولفين تأكيد حضوره في السباقات الكلاسيكية الأوروبية مثل “2000 جينيز” و”إيبسوم داربي”.
ويحسب له أيضًا انفتاحه على استثمار القدرات النسائية، مثل الفارسة البريطانية هولي دويل التي قادت بعض خيوله.

مساهمة في تطوير الفروسية عالميًا:

لم يقتصر دور جودولفين على حصد البطولات، بل شمل تطوير صناعة الخيل في الإمارات والعالم.
أنشأ الفريق مبادرات تعليمية مثل برنامج “جودولفين فلاينغ ستارت (Godolphin Flying Start)” لتأهيل كوادر شابة في مجال الخيل.
ويعد هذا البرنامج من الأقوى في العالم، إذ يقدّم تجربة ميدانية ونظرية في خمس دول خلال عامين.
كما شارك الفريق في دعم بحوث جينية وتطوير معايير الرفق بالحيوان ضمن سباقات السرعة.
وتعاونت جودولفين مع منظمات دولية لتحسين شروط النقل والرعاية البيطرية للخيول.

الانتقال نحو مستقبل مستدام:

يحرص الفريق على ربط الفروسية بمفاهيم الاستدامة البيئية والاجتماعية في كل منشآته حول العالم.
اعتمد مزارع ومراكز جودولفين سياسات للحد من انبعاث الكربون، وإعادة تدوير الموارد، والحفاظ على الأراضي الطبيعية.
كما تنشط المؤسسة في برامج المسؤولية المجتمعية، وتدعم التعليم، والدمج الاجتماعي، ورعاية الخيول بعد التقاعد.
تؤمن جودولفين أن مستقبل الفروسية يعتمد على الجمع بين الفوز والأخلاق والبيئة، وليس على الألقاب فقط.
ويتوقع أن تواصل جودولفين قيادة هذا التوجه في السنوات المقبلة.

تجربة عربية في صدارة العالم:

يشكّل جودولفين نموذجًا ملهمًا لما يمكن أن تحققه المشاريع العربية حين تجمع بين التراث والإدارة الحديثة. ورغم المنافسة العالمية الشديدة، يواصل الفريق إثبات حضوره ضمن الصف الأول لأندية سباقات الخيل.
حيث أن نجاح جودولفين لا يعكس فقط شغفًا بالخيل، بل يؤكد قدرة العرب على الريادة الرياضية بمعايير عالمية.
وتبقى قصته مثالًا على كيف يمكن للشغف أن يتحول إلى مؤسسة تربح وتحترم الخيول والناس والطبيعة. ففي عالم يتغير بسرعة، تبقى خيول جودولفين تركض بثبات نحو المستقبل.

دور توعوي مهم:

إلى جانب إنجازاته الرياضية، يلعب جودولفين دورًا مهمًا في التوعية بأهمية صحة الخيول العقلية والجسدية.
يحرص الفريق على تخصيص وقت للخيول خارج مضامير السباق، عبر مساحات مفتوحة للنشاط الحر والتواصل مع الخيول الأخرى.

علامات نقص الأحماض الأمينية عند الخيول
علامات نقص الأحماض الأمينية عند الخيول

كما يوفر أطباء بيطريين متخصصين في الإصابات الدقيقة ويستخدم أحدث تقنيات التصوير والرصد الصحي.
ويتعاون جودولفين مع جامعات بيطرية مرموقة لتطوير بروتوكولات وقائية تقلل الإصابات والإجهاد خلال السباقات.
هذا الاهتمام يجعل من جودولفين مرجعًا في ممارسات الرفق بالخيل والوقاية الصحية داخل ميادين السباقات الدولية.

المصادر:

Thoroughbred Daily News

BloodHorse

كيف تبني إسطبلاً حديثاً؟ إليك كل التفاصيل

ما الذي يجعل من الدراسة الجامعية بوابتك الذهبية لعالم الخيول؟

مقتل فارس إيراني وعائلته في غارات إسرائيلية

الإمارات تفوز بسباق جبل علي في الديربي الأيرلندي

سباق مونغول ديربي أطول وأقسى سباق خيول في العالم