في خطوة جديدة نحو تنويع مصادر الدخل، دخلت تركيا عالم تجارة الخيول العربية الأصيلة محققة أرباحاً لافتة خلال أول تجربة رسمية لها في هذا المجال. ففي ولاية بورصة التركية، نظمت مزرعة حكومية مزاداً علنياً لبيع مهور عربية أصيلة، استطاعت من خلاله تحقيق عائد أرباح تجاوز 31 مليون ليرة تركية، ما يعادل تقريباً 800 ألف دولار أمريكي.
تفاصيل المزاد:
المزاد أُقيم في مزرعة تابعة للمديرية العامة للمشاريع الزراعية، وهي مؤسسة رسمية تركية تسعى لدعم القطاع الزراعي من خلال القيام بمشاريع إنتاجية. وقد طرحت هذه المزرعة 60 مهراً عربياً للبيع، ونجحت في بيع 55 منها، فيما أُعيدت 5 مهور إلى المزرعة وذلك بعد عدم حصولها على عروض شراء مناسبة.
أعلى الأسعار لمهرة “آيدن دايي”:
المزاد شهد اهتماماً واضحاً من محبي الخيول العربية الأصيلة، إذ بيعت المهور بأسعار تفاوتت بحسب النسب والسلالات. وقد حقق المهر المعروف باسم “آيدن دايي” – والذي يترجم اسمه إلى “الخال آيدن” – أعلى سعر في المزاد. حيث بيع هذا المهر مقابل 2.65 مليون ليرة تركية، أي نحو 67 ألف دولار أمريكي.
كما أن المهر “كوكسال” بيع بمبلغ مشابه، بينما حل المهر “سوبر أوغلان” في المرتبة الثالثة، بسعر وصل إلى 1.8 مليون ليرة، أي ما يقارب 45 ألف دولار.
اهتمام متزايد بسوق الخيول العربية الأصيلة في تركيا:
تعد الخيول العربية الأصيلة من أرقى سلالات الخيل في العالم، وهي تحظى بتقدير واسع نظراً لنسبها العريق وقدراتها الفريدة في السباقات. وتتميز هذه السلالة بسرعة فائقة وقدرة على التحمل الكبير، وذلك إضافة إلى جمالها الملفت الذي يجعلها خياراً مفضلاً للمهتمين برياضات الفروسية وتربية الخيول.
في هذا السياق، تسعى تركيا إلى استثمار هذا الطلب المتزايد على الخيول العربية الأصيلة، خاصة مع تزايد عدد المستثمرين المحليين والأجانب المهتمين بهذا النوع من التربية. وقد أشار مسؤولو المزرعة إلى وجود خطة شاملة لزيادة الإنتاج وتوسيع نشاط المزادات في السنوات المقبلة.
الدعم الحكومي لتربية وسوق الخيول الأصيلة:
المشروع يندرج ضمن سياسة حكومية تركية تهدف إلى تنويع مصادر الدخل، فمع تعزيز القطاعات غير التقليدية مثل الزراعة والتربية الحيوانية المتقدمة. وتعد الخيول العربية الأصيلة من الموارد التي يمكن أن تدر أرباحاً كبيرة، خصوصاً عند تنظيم مزادات مفتوحة وشفافة تحظى بتغطية إعلامية.
كما أن نجاح المزاد الأخير يعطي دفعة قوية للمؤسسات الرسمية لتكرار التجربة وتوسيع نطاقها ليشمل مناطق تركية أخرى، سواء من خلال الإنتاج أو تنظيم الفعاليات الخاصة بالخيل.
فرصة جديدة للمربين والمستثمرين:
النتائج المشجعة لهذا المزاد فتحت الباب أمام المستثمرين الأتراك والأجانب للدخول في قطاع تربية وبيع الخيول الأصيلة. ومن المتوقع أن يتطور هذا السوق ليصبح مصدراً دائماً للعوائد، خصوصاً مع خطط الحكومة لزيادة أعداد الخيول وتطوير المرافق البيطرية والتدريبية.
وقد أشادت وسائل إعلام تركية بتجربة مزرعة بورصة، معتبرة إياها نموذجاً يمكن تكراره في مناطق مختلفة من البلاد، خاصة تلك التي تتمتع ببنية زراعية قوية وتقاليد عريقة في تربية الخيول.
المستقبل يبدو واعداً:
مع هذا النجاح الأول، من المرجح أن يشهد سوق الخيول الأصيلة في تركيا نمواً تدريجياً، مدعوماً بدعم حكومي مباشر وزيادة في الطلب المحلي والدولي. حيث تعمل المؤسسات الرسمية حالياً على تطوير برامج تدريب وتربية خاصة بهذه الخيول، مع تعزيز الشراكات الدولية في هذا المجال.
وبحسب التقديرات، فإن أسعار الخيول ستستمر في الارتفاع، خصوصاً إذا جرى التركيز على تحسين النسب والسلالات، وتوفير بيئة صحية تدعم تطور هذه الحيوانات الفريدة.
تركيا تنافس في سوق عالمي:
رغم أن دولاً مثل الإمارات والسعودية وقطر تتصدر حالياً مشهد تربية وسباقات الخيول العربية الأصيلة، إلا أن تركيا تسعى إلى حجز مكانها على هذا المسار. ويبدو أن البداية كانت ناجحة، مما يدفع إلى توقع مزيد من الحضور التركي في مزادات الخيول العالمية خلال السنوات القادمة.
يبدو أن خطوة تركيا نحو الاستثمار في تربية الخيول العربية الأصيلة أثمرت سريعاً، وأكدت وجود فرصة حقيقية لبناء قطاع اقتصادي جديد قائم على التراث والفروسية. ومع الدعم الرسمي وتزايد الطلب، قد تصبح تركيا قريباً أحد اللاعبين الأساسيين في هذا السوق العالمي المتنامي.
المصادر:
وكالة الأناضول الرسمية
إرم نيوز
تفشي فقر الدم المعدي الخيلي يهدد الخيول ما هي أسباب المرض وتداعياته
إحياء سوق بيع الخيول في داكوتا الجنوبية بعد انقطاع أكثر من 20 عام
الرباط تطلق مشروع ميدان جديد لسباق الخيل بميزانية 169 مليون درهم
برنامج لتأهيل أصحاب الهمم في ترويض الخيل استعداداً لأولمبياد 2028
Leave a Reply