في يوم مثلج من شتاء عام 1993، اعتُقل الفارس السوري عدنان قصار، قائد المنتخب السوري للفروسية وقتها. بعد ذلك وجهت له تهمة حيازة حقيبة عسكرية تحتوي على قنبلة متفجرة، وقضى على إثر ذلك أكثر من 22 عاماً في سجون النظام.
فمن هو عدنان قصار؟

كان عدنان قصار كابتن المنتخب السوري للفروسية في عام 1992. وهو من عائلة دمشقية هوت الخيل وربته منذ أجيال عديدة، حيث يعود لها الفضل في تأسيس نادي الفروسية في الديماس بدمشق. وقد فاز عدنان قصار في الكثير من المنافسات والبطولات المحلية والعربية والدولية وحاز على العديد من الجوائز في رياضة الفروسية.
كان باسل الأسد الابن الأكبر للرئيس السوري السابق حافظ الأسد واحداً من زملاء عدنان في نادي الديماس للفروسية . وقد نشأت لينهما العديد من الخلافات التي وصلت إلى ذروتها أثناء دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1987. ففي هذه البطولة كانت المنافسة شديدة بين الفرق. وبحسب قوانين رياضة الفروسية فإنَّ الفوز سيكون من خلال تجميع كل فريق لنقاط يحصلها فرسانه. وقد ارتكب باسل يومها أكثر من خطأ، وكانت أخطاء عدنان أقل، وقد بذل جهده ليفوز الفريق حيث تمكن أثناء جولته من رفع معدل الفريق. فاز وقتها الفريق السوري بسببه، وحصل عدنان على شارة الكابتن من باسل الأسد. تغير تعامل باسل مع عدنان بعد الفوز، وشعر عدنان بأنه يغار منه ويريد أن يبعده عن طريقه، أو أنه انزعج من تركيز الإعلام والجمهور على عدنان بعد أن صنع لهم الفوز.
كيف قضى قصار 22 عاماً في السجون؟
في حوار خاص أجرته مجلة الفروسية العربية مع الفارس عدنان قصار كشف لنا التفاصيل الخفية لليلة الاعتقال.
إليكم تفاصيل ليلة الاعتقال كما لم ترو من قبل وكما ذكرها لنا عدنان قصار بنفسه:

“انتهى موسم سباقات الفروسية بنهاية عام 1992. وكما جرت العادة في بداية كل عام نقوم بإعطاء الخيول لقاح ضد الجمرة الخبيثة، وهذا ما قمنا به في بداية عام 1993، بعد هذا اللقاح ترتاح الخيل لمدة 3 أيام بدون تدريب.
وبالضبط في تاريخ 8 كانون الثاني أو يناير سنة 1993 وأذكر أنه كان يوماً بارداً تتساقط فيه الثلوج، ولكن كوني مسؤولاً عن الخيول كان علي أن أذهب لأتفقدها، فتوجهت إلى نادي الخيل. وكان هناك شخص هو أحد الفرسان العساكر في النادي، و كنت غالباً ما أوصله معي في طريقي، وجدته ينتظرني في ساحة الأمويين، استغربت خروجه في مثل هذا الجو، إذ أن الخيل ملقحة ولا يوجد تدريب، وسألته عن سبب قدومه، فقال أنه عسكري ويريد أن يسجل حضور ويثبت وجوده ومن ثم سيعود معي.
طيعاً اكتشفت لاحقاً أن هذا الشخص كان مكلفاً من قبل المخابرات وباسل الأسد ابن الرئيس الحاكم في ذاك الوقت حافظ الأسد، وشقيق بشار الأسد الذي حكم سوريا لاحقاً أي واحد من رموز النظام السوري السابق. كان هذا الشخص مكلفاً بنصب كمين لي ليتخلصوا مني وذلك بسبب انزعاج باسل مني لأني تفوقت عليه عدة مرات، وخاصةً في أولمبياد اللاذقية، حيث استلمت منه شارة قيادة الفريق. وكان باسل قد اختار هذا الوقت بالذات لأننا كنا قد انتهينا من المباريات وانتهى موسم المنافسات كما ذكرت.
تفقدت الخيل وأردت العودة، وكان الشخص الذي ركب معي معه حقيبة رياضية يضعها على ظهره، وقد تركها في السيارة لأنه كما قال سابقاً سيعود معي.
في طريقي للخروج وصلت عند المحرس على باب النادي، وأطلقت زمامير السيارة في إشارة لهم ليفتحوا لي الباب، ومعي طبعاً هذا العسكري صاحب الحقيبة، وخرج عندها اثنين من حراس المحرس وأخرجوا مسدساتهم.
ومباشرة فتحوا باب السيارة وتوجهوا إلى الحقيبة وفتحوها وأخرجوا منها قنبلة وقالوا لي: “شو هاد؟ شو هالقنبلة؟ وشو مخططين تعملوا؟”
استغربت وأجبته بأن لا علاقة لي بالحقيبة ومحتوياتها بل هي للعسكري، وهو موجود أمامك اسأله هو لماذا تسألني أنا إنها حقيبته؟
لكنه لم يستمع لي إنما أنزلني من السيارة، ووضع القيود في يدي، ووضعني في المقاعد الخلفية للسيارة، وأنزل العسكري منها، وقاد هو السيارة!
هكذا بدأت أصعب مرحلة من حياتي حيث تم بعدها اقتيادي إلى فرع التحقيق العسكري حيث بقيت 6 شهور تحت الأرض أتعرض للضرب والتعذيب والإهانات ومن دون أن أعرف السبب.
كيف رد عليه باسل الأسد؟
وبعد أن أنكر عدنان التهم الموجهة إليه، قالوا له سنراجع “المعلم” (يقصدون باسل). أرسل باسل الأسد رداً لعدنان قال فيه: “ما قمت به شيء كبير، ولولا الخبز والملح الذي يجمعنا، لكنت أعدمتك في ساحة العباسيين، إلا أنني سأعفو عن إعدامك!!”.
في سجن صيدنايا:
بعد 6 شهور من السجن في فرع التحقيق، حولوني إلى سجن صيدنايا، وطبعاً لا أحد من عائلتي يعرف عني شيئاً حتى الآن. حيث كان أخي معي في نادي الفروسية، وقد بحث و سأل كثيراً ليعرف شيئاً عن اختفائي لكن دون فائدة. وكان باسل الأسد يدعي أنه لا يعرف مكاني وكلما قابل أخي كان يسأله عن أخباري أو إذا علموا شيئاً عني!..
وبعد عدة أشهر قال باسل لأخي أنهم وجدوني معتقلاً بالفرع وأنه كانت بحوزتي قنبلة!
لاحقاً توضحت الأمور من خلال الشخص صاحب الحقيبة، إذ تكلم بما حدث وتسربت القصة، وعُرف أن باسل هو من أعطى الأمر بتلفيق التهمة لي وتنفيذ الكمين، وبأمرٍ منه تم إرسالي إلى السجن.
بعد ذلك أُلصقت بعدنان قصار تهمة محاولة اغتيال باسل الأسد، وتهمة حيازة متفجرات في سيارته. نُقل قصار بعد التحقيق معه من قبل الأمن العسكري إلى سجن صيدنايا حيث بقي هناك 11 شهراً، في جناح يُدعى “الباب الأسود” وهو عبارة عن مهجع مخصص للمعتقلين المعزولين.
ماذا يقول الفارس عدنان قصار عن اعتقاله:
الأيام التي قضيتها في سجن صيدنايا لا أحسبها من عمري أبداً، بل أتمنى أن تمحى من حياتي فلا أتذكرها بعد الآن، حيث أنها أقسى تجربة يمكن أن يعيشها إنسان. وللأسف فإن 22 سنة من عمري ومن أهم مراحل حياة الإنسان سرقت مني في السجن.
تخديم وتطوير مضمار الفروسية في منطقة أم غافة
الفروسية تساعد في إنقاص الوزن وتحسين الهضم!
أسرار عالم الخيل والفروسية يكشفها لنا الفارس عدنان قصار
الفروسية تسيطر على عالم الموضة فكيف أصبحت مصدر إلهام؟
تفاصيل الأحداث المثيرة لكأس السعودية 2025: أضخم حدث في عالم الفروسية
Leave a Reply