في خطوة حكومية جديدة لدعم الفروسية في بغداد أصدر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، توجيهًا رسميًا لتطوير نادي الفروسية في بغداد، وتحويله إلى مساحة خضراء تضم مرافق ترفيهية ورياضية، مع التركيز على إنشاء مدرسة لتعليم الفروسية.
هذا القرار جاء ضمن توجه الحكومة للاهتمام بالمواقع الترفيهية داخل العاصمة، خاصة تلك التي تحمل طابعًا ثقافيًا وتاريخيًا مثل نادي الفروسية، الذي يعد من أقدم الأندية في المنطقة.
نادي عمره أكثر من 100 عام:
تأسس نادي الفروسية عام 1920، حيث كان الهدف منه الحفاظ على الخيول العربية الأصيلة وتنمية مهارات الفروسية في العراق. ومنذ ذلك الحين، أصبح مكانًا معروفًا لهواة سباقات الخيل والتدريب عليها، وقد احتضن النادي عشرات الفعاليات الرياضية والثقافية المرتبطة بعالم الخيل. فطوال عقود، ظل النادي وجهة للفرسان والمربين والجمهور، ومكانًا يربط العراقيين بتراثهم الممتد في الفروسية العربية.
خلاف سابق مع وزارة المالية:
في بداية هذا العام، واجه النادي أزمة كبيرة عندما قررت وزارة المالية استعادة ملكية الأرض التي يقع عليها، بحجة أنها تعود إليها رسميًا. هذا القرار أثار استياء إدارة النادي والعاملين فيه، ودفعهم إلى التظاهر مطالبين بالتراجع عن الخطوة.
مدير النادي، رافع جواد علي، قال حينها إن الوثائق الرسمية تثبت أن الأرض مسجلة باسم نادي الفروسية، وليست من أملاك الدولة. وأشار إلى أن قرار المحكمة الذي أعاد الأرض للوزارة يستند إلى معلومات غير دقيقة، مؤكدًا أن النادي تأسس لحماية الخيول العربية وليس لغرض تجاري أو استثماري.

اتهامات بتضليل القانون:
نائب رئيس النادي، ياسر عبد الرحمن ياسين، أضاف أن النادي مُلك له رسميًا منذ عام 1973، وذلك وفق قرار حكومي صادر وقتها، وأنه انتقل إلى موقعه الحالي عام 1995.
وأوضح أن وزارة المالية استخدمت حجة تأجير بعض المحال ضمن مرافق النادي لتبرير استعادته، رغم أن تلك المحال ساعدت في تمويل الأنشطة الرياضية دون أعباء مالية على الدولة. وقد اعتبر ياسين أن هذه المحاولات تهدف لانتزاع الأرض واستغلالها تجاريًا، على حساب تاريخ النادي ودوره المجتمعي.
توجيه من رئيس الوزراء يبدد المخاوف:
مع تصاعد الجدل، جاء توجيه من رئيس الوزراء الأخير ليطمئن إدارة النادي ومحبي الفروسية في العراق. الكتاب الرسمي الذي صدر عن مكتبه، ووجّه إلى أمانة بغداد، شدّد على أهمية الحفاظ على النادي وتطويره بدلًا من إهماله أو تغييب دوره.
وقد تضمن التوجيه مقترحات بإنشاء مساحات خضراء وحدائق عامة، إلى جانب بناء مدرسة لتعليم الفروسية وملاعب رياضية للشباب.
فرصة حقيقية لإحياء النادي:
يأمل القائمون على النادي أن تتحول هذه الوعود إلى خطة عمل فعلية، تعيد الحيوية إلى المكان وتمنح الجيل الجديد فرصة التعرف على رياضة الفروسية. حيث أن وجود مدرسة لتعليم الفروسية داخل النادي سيمنح الشباب فرصة تعلم مهارات ركوب الخيل والرعاية بها، وهو ما يساهم في إحياء الثقافة المرتبطة بالخيل العربية. كما أن تخصيص مساحات خضراء وملاعب رياضية سيجعل النادي مقصدًا ترفيهيًا متكاملاً لعوائل بغداد، ويعيد له دوره الاجتماعي.
الفروسية جزء أصيل من التراث العراقي:
الخيول العربية جزء أصيل من التراث العراقي، ونادي الفروسية في بغداد يمثل هذا التراث منذ أكثر من مئة عام. ولذا فإن الاهتمام به ليس فقط من أجل الرياضة، بل للحفاظ على ذاكرة البلد المرتبطة بالفروسية والنخوة والمهارة. ولذا فإن التفريط في هذا المكان يعني فقدان جزء مهم من هوية بغداد وتاريخها الثقافي، وهو ما أدركه رئيس الوزراء في قراره الأخير.

ماذا بعد القرار؟
الكرة الآن في ملعب أمانة بغداد والجهات المعنية بالتنفيذ، فالقرار وحده لا يكفي. وما زال عشاق الفروسية ينتظرون خطوات فعلية تبدأ من حماية الأرض، وتصل إلى تنفيذ مشاريع التطوير المقترحة.
كما يتطلع كثيرون إلى دور أكبر للقطاع الخاص في دعم النادي، سواء من خلال الرعاية أو الاستثمار في البنية التحتية دون المساس بوظيفته الأساسية.
إن نادي الفروسية ليس مجرد منشأة رياضية، بل معلم ثقافي يحمل ذاكرة طويلة وهوية وطنية. وبالتالي فإن توجيه رئيس الوزراء قد يكون بداية جديدة له، إذا توفرت الإرادة الحقيقية لتنفيذه. والأمل كبير بأن يرى العراقيون ناديهم يعود ليمتلئ بالفرسان، والخيل، والمحبين لهذا الإرث العريق.
المصدر:
شفق نيوز
طالبة إماراتية تطور منظومة ذكية لتحسين العلاقة بين الفارس والخيل
أغلى الفحول في عالم سباقات الخيل 2025
مهرجان كبادوكيا على صهوات الخيل وتحت ظلال المناطيد
وفاة حصان بفيروس يصيب الخيول والبشر





Leave a Reply