خارطة أمريكية جديدة لرعاية الخيول الرياضية

أصدرت جمعية الفروسية الأمريكية وثيقة هامة تعتبر بمثابة خارطة أمريكية جديدة لرعاية الخيول الرياضية حيث تعتبر هذه الرعاية أولوية مشتركة ومسؤولية أخلاقية من أجل مستقبل آمن وصحي لخيول الأداء العالي في الوطن العربي والعالم.

خلاصة نقاشات وتوصيات نخبة الأطباء:

في مشهد يشهده عالم الفروسية للمرة الأولى بهذا الشكل الشامل، أصدرت جمعية الفروسية الأمريكية (USEF) ورقة بيضاء تضم خلاصة نقاشات وتوصيات نخبة من كبار الأطباء البيطريين المتخصصين في الخيول الرياضية. الوثيقة، التي تمثل مرجعاً علمياً وأخلاقياً، جاءت بعد قمة مهنية عقدت في ولاية فلوريدا، وهدفت إلى ترسيخ معايير طبية ورعائية تضمن استمرارية الخيول في الأداء دون المساس بصحتها وسلامتها.

وتحمل هذه الوثيقة أهمية بالغة للجمهور العربي المهتم برياضة الفروسية، سواء في ميادين القفز أو السباقات أو عروض الجَمال. إذ تقدم تصورًا علميًا قابلًا للتطبيق في المنطقة، خاصة مع تنامي الاستثمارات العربية في رياضات الفروسية وازدياد عدد الخيول المنافسة في البطولات الإقليمية والدولية.

فهم أعمق لاحتياجات الخيول الرياضية

ناقشت القمة، التي شارك فيها 28 طبيباً بيطرياً في مركز الفروسية العالمي بأوكالا، محاور أساسية تمس الحياة اليومية للخيول الرياضية. شملت هذه المحاور الفحوصات الوقائية المنتظمة، وإدارة الإصابات، واللياقة البدنية، والتغذية، وطرق العلاج الحديثة، وحتى استخدام التكنولوجيا القابلة للارتداء لمراقبة المؤشرات الحيوية للحصان.

الرسالة الأساسية التي خرجت بها الوثيقة تقول إن “كل حصان، بغض النظر عن تخصصه أو مستواه، يستحق رعاية طبية قائمة على الأدلة، تضع صحته ورفاهيته في مقدمة الأولويات”.

الراحة ليست ترفاً بل ضرورة طبية:

واحدة من أهم النقاط التي سلطت الوثيقة الضوء عليها، هي أهمية فترات الراحة والتعافي العضلي للخيول. إذ أكدت أن الإفراط في التدريب أو المشاركة المتكررة في المنافسات دون فواصل كافية قد يؤدي إلى تدهور صحة الحصان على المدى الطويل، وهو ما قد يغفل عنه بعض الملاك أو المدربين في سباقهم نحو الفوز.

وقد شددت الوثيقة على أن “الراحة أداة علاجية فعالة”، ينبغي التعامل معها كجزء من خطة التدريب وليس كاستثناء.

علاجات بين العلم والتجربة:

تناولت الوثيقة بالتفصيل جدلية العلاجات والمكملات الغذائية والفيتامينات.  فعل  الرغم من انتشار هذه الأساليب، إلا أن الخبراء دعوا إلى ضرورة التعامل معها بحذر، بسبب ضعف الأدلة العلمية التي تدعم فعاليتها، ولأن العديد منها لا يخضع لرقابة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

ومع ذلك لم ترفض الوثيقة هذه العلاجات بالمطلق، لكنها أوصت باستخدامها فقط تحت إشراف بيطري متخصص، وضمن سياق علمي دقيق لا يستند إلى القصص الشخصية أو التجارب المعتقدات غير الموثقة.

توصيات قابلة للتطبيق في العالم العربي:

رغم أن الوثيقة صادرة عن جهة أمريكية، إلا أن مضامينها تنسجم تماما ًمع واقع رياضة الفروسية العربية. فالكثير من الممارسات السلبية التي تم التحذير منها، مثل الإفراط في التمرين أو استخدام المكملات العشوائية، يمكن رصدها في بعض أندية الفروسية في المنطقة. وهنا تبرز فرصة حقيقية أمام الاتحادات المحلية، والأطباء البيطريين العرب، لتبني هذه التوصيات وتطوير بروتوكولات صحية وطنية تلائم بيئة الخيول سواء في الخليج أو في المشرق أو المغرب العربي.

كما يمكن للمدربين وأصحاب الإسطبلات الاستفادة من المفاهيم التي طرحتها الوثيقة، مثل ضرورة الفحص الدوري باستخدام الأجهزة البيومترية، أو أهمية توثيق بيانات التدريب والإصابات، أو حتى ضبط وتيرة المشاركة في البطولات وذلك بناءً على الحالة الصحية للحصان وليس على الجداول التنافسية فقط.

نحو أبحاث عربية في صحة الخيول:

أشارت الوثيقة إلى أهمية دعم البحث العلمي في مجالات محددة، مثل:

  • تقييم اللياقة باستخدام التكنولوجيا.
  • تأثير درجات الحرارة العالية على الخيول.
  • دراسة العلاقة بين عدد المشاركات وطول عمر الحصان التنافسي.

وهذه التوصيات تفتح المجال أمام الباحثين العرب والمؤسسات التعليمية في المنطقة لإطلاق مبادرات محلية تتناول هذه المواضيع في سياق بيئي عربي خالص.

وفي هذا السياق أيضاً، دعت الجمعية إلى دعم “صندوق كروماتيك”، وهو مبادرة مشتركة هدفها تمويل الأبحاث والمشاريع التي تحسن من رفاهية الخيول الرياضية، ويمكن للجمهور الاطلاع والتبرع وذلك عبر الموقع الرسمي.

دعوة لإنشاء ثقافة جديدة في التعامل مع الخيل الرياضي:

رياضة الخيل جزء لا يتجزأ من هوية المنطقة العربية، وقد تميز بها العرب عبر التاريخ، ليس فقط في الساحات، بل في الاهتمام بالخيل كروح حية تستحق الرعاية والتقدير. ما طرحته الوثيقة الأمريكية لا يمثل فقط

أغلى 4 فحول في 2025
أغلى 4 فحول في 2025

توصيات طبية، بل دعوة لإنشاء ثقافة جديدة في التعامل مع الخيل الرياضي. ثقافة قائمة على الشراكة، والتخطيط الطويل الأمد، والوعي بأن الخيل ليس وسيلة للفوز، بل شريك في المجد.

 

لذلك، فإن تبني مثل هذه المبادئ من قبل الاتحادات العربية، والملاك، والمدربين، وحتى الجمهور، يعد خطوة ضرورية نحو فروسية مستدامة، تعلي من شأن القيم، وتحمي الحصان من أن يكون مجرد وسيلة، بل بطلاً حقيقياً على الميدان وخارجه.

المصدر:

equimanagement

أمير المنطقة الشرقية يرعى ختام موسم فروسية الجبيل 2024

عروض الفروسية التقليدية في مهرجان تيفلت تعيد وهج التبوريدة إلى الواجهة

تحديث التصنيف العالمي للاتحاد الدولي للفروسية يوليو 2025

أول معرض لسياحة الفروسية والسياحة البيئية لتعزيز السياحة المستدامة

كاواساكي تكشف عن حصان آلي يعمل بالهيدروجين والذكاء الاصطناعي

كيف تهتم بحصانك وتحافظ على صحته في الصيف؟