خمسة من أشهر الفرسان في عالم سباق الخيل

في عالم سباق الخيل تطالعنا وجوه تعد من أشهر الفرسان ساهمت في صناعة التاريخ في هذه الرياضة. حيث يعد سباق الخيل من أعرق الرياضات التي جمعت بين النبل، المهارة، والتاريخ الملكي. إذ لطالما ارتبطت هذه الرياضة بما يعرف بـ”رياضة الملوك”، وهي لا تزال تحظى بشعبية كبيرة في بريطانيا كما في العالم العربي. سنتكلم حاليا على خمسة من بين أبرز الوجوه التي ساهمت في بناء مجد سباقات الخيل،  وتركوا بصماتهم الخالدة في مضامير السباقات.

1.مارك بريسكوت وخلاصة 5 عقود في التدريب:

حصل السير مارك بريسكوت على رخصته كمدرب عام 1970، وكان حينها أصغر مدرب في مدينة نيوماركت العريقة. وهو اليوم، وبعد مرور أكثر من خمسة عقود، أصبح من كبار المدربين وأكثرهم احترامًا في بريطانيا.

السير مارك بريسكوت
السير مارك بريسكوت

يدير بريسكوت فريقًا صغيرًا يضم نحو 50 حصانًا، ويقع مركزه التدريبي في أسفل تل “وارن” الشهير، أحد معالم الفروسية البريطانية. حيث يتميز هذا المدرب بقدرته على إعداد الخيول للسباقات الكبرى، وخاصة سباقات “الهانديكاب” التي تتطلب قراءة دقيقة لمستوى الخيول.

من بين أبرز خيوله وأهم الإنجازات:

بيفوتال (Pivotal)، ومارشا (Marsha)، وكلاهما حقق انتصارات في سباقات المجموعة الأولى. كما حقق إنجازات مع خيول مثل ألبانوفا (Albanova)، وألبورادا (Alborada)، وهوراي (Hooray)، وكونفيدينشال ليدي (Confidential Lady).

لكن الإنجاز الأهم كان في عام 2022، عندما قاد الفرس ألبينيستا (Alpinista) للفوز بسباق جائزة قوس النصر (Prix de l’Arc de Triomphe)، وجائزته الكبرى التي تجاوزت 2.4 مليون جنيه إسترليني.

2. هنري سيسيل وأسلوب يتميز بالهدوء والحنكة:

يعتبر السير هنري سيسيل أحد أعمدة التدريب في تاريخ الفروسية البريطانية، وقد تميز بأسلوبه الهادئ وحنكته الفريدة في التعامل مع الخيول. حيث ترك إرثًا لا ينسى في مضامير السباقات. ومن بين أبرز إنجازاته فوزه بلقب المدرب البطل عشر مرات، وقيادته خيوله للفوز في 75 سباقًا خلال مهرجان رويال أسكوت (Royal Ascot)، وأربعة انتصارات في ديربي إبسوم (Epsom Derby).

السير هنري سيسيل
السير هنري سيسيل

لكن اسمه ارتبط بشكل خاص بالأسطورة فرانكل (Frankel)، المهر الذي لم يُهزم في أي من سباقاته الأربعة عشر. بعد فوز فرانكل في سباق “شامبيون ستيكس” عام 2012، وصفه سيسيل بأنه “أفضل حصان دربته في حياتي، وربما الأفضل في التاريخ كله”.

رغم رحيله، لا يزال السير هنري سيسيل حيًا في ذاكرة محبي السباقات، بفضل موهبته التي حفرت اسم فرانكل في وجدان الجماهير.

3. مايكل ستاوت وأكثر من أربعة آلاف انتصار:

أعلن السير مايكل ستاوت اعتزاله في نهاية عام 2024، وذلك بعد مسيرة أسطورية امتدت لعدة عقود، حصد خلالها المجد في معظم البطولات الكبرى.

فقد حصل ستاوت على لقب المدرب البطل عشر مرات، وحقق أكثر من 4000 فوز، من بينها ستة انتصارات في ديربي إبسوم. كان من أشهر خيوله شيرجار (Shergar)، الذي فاز بالديربي عام 1981، وذلك قبل أن يختطف في حادثة شهيرة أثارت جدلاً واسعًا وقتها.

مايكل ستاوت
مايكل ستاوت

وفي عام 2013، قاد مايكل الحصان إستيميت (Estimate) للفوز بكأس الذهب في أسكوت، وهو حصان كانت تملكه الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، ما جعل الفوز يحمل طابعًا ملكيًا مميزًا.

حيث تعد مسيرته بمثابة شهادة حية على التوازن بين الاستمرارية والابتكار في عالم الفروسية الحديث.

4. الممثلة جودي دينش من شاشة السينما إلى ميدان السباق:

تعرف الممثلة البريطانية الشهيرة جودي دينش بحبها الكبير لسباقات الخيل، وهي لا تكتفي بدعم الرياضة بالكلام، كما كانت مالكة ومساهمة في تربية العديد من الخيول.

الممثلة البريطانية الشهيرة جودي دينش
الممثلة البريطانية الشهيرة جودي دينش

وفي عام 2008، فاز حصانها سموكي أوكي (Smokey Oakey) بسباق لينكولن هانديكاب (Lincoln Handicap) في دونكاستر، وهذا الإنجاز هو ما لفت الأنظار إلى شغفها الحقيقي بالسباقات. كما شاركت جودي في ملكية الحصان آس دي مي (As De Mee) بالتعاون مع المالك آندي ستيوارت، حيث كان الحصان تحت تدريب المدرب الشهير بول نيكولز.

وأما خارج المضمار، تدعم جودي منظمات خيرية تهتم بالخيول، منها مركز إعادة تدريب الخيول الأصيلة، وجمعية ركوب الخيل لذوي الاحتياجات الخاصة (RDA)، ما يجعلها قدوة في هذا المجال دعم الفروسية والرفق بالحيوان.

كارولين دينيناج صوت سياسي لسباقات الخيل

تلعب السيدة كارولين دينيناج، النائبة عن حزب المحافظين، دورًا مهمًا في الدفاع عن مستقبل سباقات الخيل في البرلمان البريطاني. فهي تشغل منصب رئيسة اللجنة البرلمانية للثقافة والإعلام والرياضة، وقد أطلقت تحذيرات علنية من “أزمة وشيكة” تهدد استمرارية هذه الرياضة. ففي جلسة للبرلمان في يونيو 2025، تساءلت: “متى ستبدأ الحكومة في دعم سباقات الخيل البريطانية بشكل فعال؟”. حيث أن دعمها جاء من مجلس الرهان والألعاب (BGC)، الذي أشاد بإعادة انتخابها. وكما تؤكد الأرقام أن هذا القطاع يوفر وظائف ضخمة، خاصة خارج لندن، حيث تشكل نسبة العمالة المرتبطة بعالم سباقات الخيل ثلثي القوة العاملة المعنية.

سباقات الخيل في الثقافة البريطانية والعربية:

سباقات الخيل ليست مجرد رياضة، بل هي أسلوب حياة وجزء من التراث. حيث أنها في بريطانيا كما هو معروف، تحظى بدعم ملكي وتغطية إعلامية واسعة، وفي العالم العربي، تزداد شعبيتها يومًا بعد يوم، خصوصًا في دول الخليج والمغرب.

حيث يتزايد التقدير الكبير للفرسان والمدربين، والاهتمام بتربية السلالات الأصيلة وتنظيم البطولات المحلية والدولية.

في النهاية لا بد من القول أنه بدءا ًمن السير هنري سيسيل إلى جودي دينش، ومن ميادين السباقات إلى قاعات البرلمان، تتنوع الشخصيات التي تدعم وتجسد روح الفروسية. هؤلاء هم أبطال خلف الكواليس، وهم يسعون للحفاظ على تقاليد سباق الخيل، وتطويره، وجعله رياضة تحتفي بالماضي وتستشرف المستقبل.

ومع ذلك تبقى هذه الرياضة بحاجة إلى شغف ودعم مستمر، سواء من الأفراد أو من المؤسسات، حتى تستمر في إلهام الأجيال القادمة.

المصدر:

williamhill.news

سباق باليو دي سيينا إيطاليا من أقدم وأشهر فعاليات الفروسية

وفاة حصان بفيروس يصيب الخيول والبشر

مهرجان كبادوكيا على صهوات الخيل وتحت ظلال المناطيد

طالبة إماراتية تطور منظومة ذكية لتحسين العلاقة بين الفارس والخيل

تجربة جودولفين العالمية في سباقات الخيل الحديثة