في عالم يواجه العديد من التحديات النفسية والجسدية، هناك خيول قزمة تنشر البهجة بين المرضى، حيث يبرز العلاج بالحيوانات كأحد الأساليب الفعالة التي تقدم راحة وطمأنينة للمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة. في اليونان، تعمل منظمة غير ربحية على استخدام الخيول الصغيرة(القزمة) كأداة للعلاج، حيث تقوم بزيارة المستشفيات ودور الرعاية لتوفير الراحة النفسية للمصابين والمرضى. ورغم التحديات المالية التي تعيق تقدم المنظمة، فإنها لا تزال ملتزمة بتقديم هذا العلاج الذي يبعث السعادة ويخفف الألم.
ميزات الخيول القزمة وفعاليتها في العلاج:
تتمثل فكرة العلاج بالحيوانات الصغيرة في استخدام خيول قزمة يتم تدريبها خصيصًا لتكون قادرة على التعامل مع الأطفال والكبار ذوي الاحتياجات الخاصة. يبلغ ارتفاع هذه الخيول حوالي 72 سنتيمترًا فقط، مما يجعلها مناسبة للتفاعل مع المرضى في بيئات محصورة مثل المستشفيات أو دور الرعاية. تُعرف هذه الخيول بقدرتها على تقديم الدعم العاطفي للمستفيدين من خلال تفاعلات اجتماعية تتسم بالهدوء والراحة، بالإضافة إلى كونها تجربة تعليمية مشجعة.
مؤسسة جنتل كاروسيل اليونان:
تأسست مؤسسة “جنتل كاروسيل اليونان” في عام 2014 على يد مينا كاراجياني، التي تأثرت ببرنامج أمريكي مماثل يحمل نفس الاسم. كانت كاراجياني قد اكتشفت المنظمة الأمريكية عبر الإنترنت أثناء بحثها عن معلومات حول حصان صغير أنقذته، ومن هنا انطلقت فكرتها لتأسيس فرع اليونان. ومنذ ذلك الحين، قدمت المنظمة خدماتها لعشرات الآلاف من الأطفال والمسنين في مختلف أنحاء اليونان.
الخيول القزمة في المستشفيات والمراكز الصحية:
تقوم منظمة “جنتل كاروسيل اليونان” بزيارة دور الرعاية الصحية والمستشفيات بانتظام، حيث يتمُّ إحضار الخيول الصغيرة للمشاركة في برامج العلاج بالتحفيز الحيواني. وقد أظهرت التجارب أنَّ المرضى من الأطفال أو الكبار الذين يعانون من إعاقات جسدية أو نفسية يحققون تحسنًا ملحوظًا في حالاتهم النفسية والعاطفية عندما يتفاعلون مع هذه الحيوانات الصغيرة. الفكرة بسيطة ولكنها فعالة: وجود الحصان الصغير يساعد في تخفيف القلق والإجهاد، ويعزز من مشاعر الأمل والإيجابية.
على سبيل المثال، في إحدى الزيارات الأخيرة لمدرسة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في أثينا، بدا واضحًا التأثير العاطفي الكبير للخيول على الأطفال. كانت جوزيفينا، الطفلة البالغة من العمر تسع سنوات، متحمسة للغاية لرؤية حصان صغير يُدعى “إيفي”. قالت جوزيفينا لوكالة أسوشييتد برس: “لقد جعلني هذا الحصان أشعر بالسعادة حقًا. أريد أن يعود مرة أخرى”. ولم يكن هذا التأثير مقتصرًا على الأطفال فقط، بل شمل أيضًا الكبار في دور الرعاية والمستشفيات.
تحديات مالية تواجهها مؤسسة جنتل كاروسيل:
رغم الفوائد الكبيرة التي يقدمها هذا النوع من العلاج، فإنَّ المؤسسة تواجه تحديات مالية متزايدة. تقول مينا كاراجياني، التي تدير المنظمة، إنَّ العديد من الأنشطة قد تعطلت بسبب الأزمات المالية التي مرت بها المنظمة في السنوات الأخيرة، خاصة بعد الجائحة العالمية التي فرضت قيودًا على عمل المنظمة وأثرت سلبًا على التمويل. إضافة إلى ذلك، تواجه كاراجياني صعوبة في تدبير النفقات اللازمة لرعاية الخيول الصغيرة، حيث تقوم بمسؤوليات عديدة بمفردها، بدءًا من رعاية الخيول وانتهاءً بتوفير التمويل اللازم.
تسعى كاراجياني للحصول على دعم من الشركات والمنظمات غير الربحية، لكنها لم تنجح في الحصول على المساعدة الكافية حتى الآن. ورغم هذه الصعوبات، فإنها مصممة على الاستمرار في عملها، حيث تقول: “أبذل جهودًا خارقة للطبيعة. أنا أفعل ما بوسعي. لكن لا يمكنني القيام بذلك بمفردي”. هي تؤمن إيمانًا عميقًا بأنَّ هذه البرامج تساعد الأشخاص على تحسين حياتهم، وهذا ما يجعلها تستمر في تحدي الظروف الصعبة.
الفوائد العلاجية والاجتماعية للخيول الصغيرة:
التفاعل مع الخيول الصغيرة لا يقتصر فقط على توفير الراحة النفسية، بل يمكن أن يكون له تأثيرات تعليمية عميقة أيضًا. وفقًا للمعلمة إيليني فوليكاكي، التي تعمل في إحدى المدارس المخصصة للأطفال ذوي الإعاقة في أثينا، فإنَّ ردود فعل الأطفال على زيارة الخيول كانت “مذهلة”. وأضافت: “إنه يبدو وكأنَّ شيئًا ما يوقظ حواسهم. نرى أطفالًا كانوا في البداية خائفين من الحيوانات يقتربون منها ويشعرون بالراحة”.
الخيول الصغيرة تساعد الأطفال الذين يعانون من التوحد على التفاعل بشكل أكبر مع محيطهم، بل وسمحت لبعضهم بالتغلب على خوفهم من الحيوانات. كما أنها تساهم في تحفيز الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على التواصل الاجتماعي، وتعدُّ أسلوبًا فعالًا في علاج القلق والاكتئاب.
استمرار رغم التحديات:
تواصل “جنتل كاروسيل اليونان” تقديم خدماتها، مدفوعة بحبها للخيول ولقدرتها على تغيير حياة الآخرين. ورغم الصعوبات المالية والتحديات الشخصية التي تواجهها، إلا أنَّ المنظمة تظل ملتزمة برسالتها في جلب السعادة والأمل للمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة. ويرى القائمون على المنظمة أنَّ هذا النوع من العلاج ليس مجرد ترفيه، بل هو عنصر أساسي في تحسين الصحة النفسية والجسدية لأولئك الذين يحتاجون إليه.
المصدر:
https://learningenglish.voanews.com/a/mini-horses-in-greece-bring-joy-to-sick-disabled/7904925.html
سباق الخيول يُزين مهرجان ليوا الدولي 2025
ثلاثة خيول مصابة بإنفلونزا الخيول
Leave a Reply