سباقات الخيل في تشاد تواجه خطر الاندثار

سباقات الخيل في تشاد تواجه خطر الاندثار
في أجواء مليئة بالحماس والغبار وتحت أشعة الشمس الحارقة تعقد سباقات الخيل في تشاد التي تواجه خطر الاندثار. حيث يتسابق الفرسان التشاديون

في أجواء مليئة بالحماس والغبار وتحت أشعة الشمس الحارقة تعقد سباقات الخيل في تشاد التي تواجه خطر الاندثار. حيث يتسابق الفرسان التشاديون على خيولهم القوية في مضمار بيضاوي مؤقت.

تجتمع الحشود الغفيرة لمشاهدة هؤلاء الفرسان الذين يمتطي بعضهم أحصنتهم دون سرج. تتعالى أصوات تشجيع ممن تجمعوا للاستمتاع بواحدة من أبرز فعاليات الترفيه في البلاد. فبالنسبة لهم هذه السباقات ليست مجرد رياضة، بل حدث اجتماعي يجذب النخبة والأثرياء من مختلف أنحاء تشاد.

أهمية سباقات الخيل في تشاد اجتماعياً وثقافياً:

تُعدُّ سباقات الخيل في تشاد مناسبة بارزة تستقطب أصحاب الإسطبلات، ورجال الأعمال، والدبلوماسيين، والمسؤولين رفيعي المستوى. رغم كون تشاد واحدة من أفقر دول العالم، لكن هذه السباقات مستمرة كتعبير عن التقاليد المحلية. إذ تتوجه النخبة من العاصمة والمدن الكبرى إلى الأدغال للتخييم ومتابعة السباقات، بعيدًا عن وسائل الراحة العصرية.

كيف تطورت سباقات الخيل في تشاد:

تاريخيًا، تطورت هذه الرياضة في تشاد منذ نهاية الستينيات، حين بدأت البلاد باستخدام خيول مستوردة من فرنسا لتهجينها مع السلالات المحلية. ومع مرور الوقت، تحول التفضيل إلى السلالات السودانية، التي أصبحت هي السائدة على الخيول اليوم. ورغم ارتباط سباقات الخيل بالماضي الاستعماري لتشاد، إلا أنها تحولت مع الزمن لتصبح رمزًا للهوية الوطنية.

مضمار بيليجوني قلب السباقات:

هذا العام، اختير مضمار بيليجوني لاستضافة السباقات. يقع المضمار في منطقة برح الغزال جنوب غرب تشاد، وهو مكان مثالي يجمع بين الأدغال والصحراء. يُنسب اختيار الموقع إلى إدريس أحمد إدريس، مالك خيول السباق ورئيس جمعية تسعى لتحسين تربية الخيول في البلاد. إدريس، الذي يربي خيوله بالطريقة التقليدية باستخدام مصل اللبن والحبوب، يؤمن بأهمية الحفاظ على التراث.

خطر اندثار سباقات الخيل في تشاد:

تواجه سباقات الخيل في تشاد تحديات كبيرة في الزمن الحالي. من أبرز هذه التحديات عزوف الأجيال الشابة عن الرياضة، حيث يفضل الكثيرون كرة القدم، وألعاب الورق، وشراء السيارات عليها. يقول أحد الملاك: “مع كل مالك يغادر أو يتوفى، لا نجد بديلًا. لذا فإنَّ هذه السباقات مهددة بالاندثار”.

معوقات انتشار سباقات الخيل في تشاد:

إنَّ تكاليف تربية الخيول تشكل عائقًا كبيرًا أمام انتشار هذه الرياضة. حيث تتراوح أسعار الخيول بين مليون وعشرة ملايين فرنك أفريقي (1601 إلى 16011 دولارًا أمريكيًا)، هذا بالإضافة إلى تكاليف الطعام والصيانة. يقول مربي الخيل أمير أدودو أرتين، الذي يصف مجتمع عشاق السباقات بأنهم “آخر أفراد قبيلة الموهيكان”، إن العدد تراجع بشكل كبير خلال السنوات الماضية.

الأجواء المميزة لسباقات الخيل في تشاد:

تتميز سباقات الخيل في تشاد بأجواء تقليدية فريدة. إذ يلتف المشاركون والمشجعون حول نار المخيم في الليل، يحتسون الشاي الساخن، ويناقشون توقعاتهم للسباقات. ترافق الحدث ألحان سودانية، وأغاني فرنسية كلاسيكية من ثمانينيات القرن الماضي، بينما تُقدم أطباق لحم الضأن المطهوة بالتوابل والبصل ومعجون الطماطم طوال اليوم. اللافت أن المراهنات ليس لها وجود ولا تلعب أي دور في هذه السباقات التقليدية، الأمر الذي يعكس فرادة وأصالة التجربة.

الأمل لا يزال موجوداً:

رغم الصعوبات، يظل عشاق سباقات الخيل في تشاد متمسكين بهذا التقليد العريق. حيث يعبر إدريس أحمد إدريس عن تفاؤله بالمستقبل، رغم المخاطر التي تهدد استمرار هذه الرياضة. بالنسبة لهم، سباقات الخيل ليست مجرد هواية، بل تعبير عن الهوية الثقافية والتاريخية للشعب التشادي.

إنَّ سباقات الخيل في تشاد جزء لا يتجزأ من تراث البلاد. لذا يبقى الأمل معقودًا على إحياء الشغف بهذه الرياضة بين الأجيال الشابة وضمان استمراريتها للأجيال القادمة.

المصدر:

https://www.taipeitimes.com/News/sport/archives/2024/12/19/2003828753

انتقال إنفلونزا الطيور إلى الخيول ومنها إلى البشر

 نوع التغيير المطلوب في رياضة الخيول

فرصة لتبني الخيول البرية في جورجيا

 فتح تحقيق في وفاة الخيول بسباق القدرة والتحمل بسقارة

20 حقيقة مثيرة عن صحة أسنان الخيول