شهدت مدينة سيينا الإيطالية، يوم الخميس 3 يوليو/تموز 2025، واحدة من أقدم وأشهر فعاليات الفروسية في العالم، وهي سباق “باليو دي سيينا” Palio di Siena. السباق الذي يقام مرتين سنويًا منذ عام 1656، في ساحة ديل كامبو Piazza del Campo التاريخية وسط المدينة.
تظاهرة شعبية تجتذب الآلاف:
تجمّع آلاف المتفرجين في ساحة ديل كامبو لمشاهدة هذا الحدث العريق الذي لا يعد مجرّد سباق خيول فقط، بل يمثل احتفالًا تراثيًا ضخمًا تتداخل فيه الفروسية بالتاريخ والثقافة والهوية المحلية.
حيث أن المتفرجون اكتظوا في الميدان الشهير منذ ساعات الصباح الباكر، وقفوا ملوّحين بأعلام المناطق أو “الكونترادا” Contrade، التي تتنافس كل عام بشغف وولاء لا مثيل له.
فرسان “الكونترادا” في منافسة نارية:
شارك في السباق فرسان يمثلون تسع “كونترادا”، وهي أحياء تقليدية داخل المدينة، ولكل منها شعار وألوان وتاريخ طويل في المشاركة بالسباق. وهناك أحد أبرز المشاركين كان جيوفاني أتزيني Giovanni Atzeni، المعروف باسم “تيتيا Tittia”، والذي خطف الأنظار بردود فعله الحماسية قبل انطلاق السباق، ثم عاد ليخطف الفوز في نهايته، وذلك وسط احتفالات صاخبة من أنصاره.
عرض احتفالي قبل انطلاق السباق:
قبل بدء السباق، قدّمت وحدات الكاربينييري Carabinieri، وهي قوات الدرك الإيطالية، استعراضًا مميزًا أمام الحشود، في تقليد سنوي يضفي جوًا احتفاليًا رسميًا ويكرّم التراث العسكري للبلاد. حيث أن الفرسان ظهروا بالزي التقليدي، مزهوّين بأعلامهم، وسط تصفيق الجماهير التي تتفاعل بحرارة مع كل لحظة في هذا الحدث المفعم بالمشاعر.
تاريخ طويل منذ القرن السابع عشر:
بدأ سباق باليو دي سيينا بشكله الحالي في منتصف القرن السابع عشر، وهو يعد واحدًا من أكثر فعاليات الفروسية إثارة في العالم. إذ يُنظّم السباق مرتين في العام، الأولى في 2 يوليو والثانية في 16 أغسطس، وهو ما يبقي على حماس المدينة طوال الصيف.
السباق لا يستغرق أكثر من 90 ثانية، حيث تدور الخيول ثلاث مرات حول ساحة ديل كامبو، في مضمار رملي يجهّز خصيصًا لهذا الحدث. وعلى الرغم من قصر مدته، إلا أن المنافسة فيه شرسة، وهو يحظى بتغطية إعلامية ضخمة ومتابعة كبيرة من عشاق الفروسية حول العالم.
“تيتيا” يحصد المجد مجددًا:
حقق الفارس جيوفاني أتزيني “تيتيا” الفوز في هذا السباق، ما يضاف إلى سجلّه الذهبي الحافل في هذه المنافسات. حيث يعد تيتيا من أكثر الفرسان خبرة ونجاحًا في تاريخ السباق الحديث، وهو يحظى بشعبية جارفة بين سكان سيينا.
بعد إعلان فوزه، انطلقت مظاهر الاحتفال في الحي الذي يمثله، وقد بدأت الاحتفالات الليلية التي تستمر عادة لساعات طويلة وتتحول إلى مهرجان شعبي نابض بالحياة.
سباق باليو دي سيينا إيطاليا أكثر من مجرد سباق:
لا يعتبر سباق باليو دي سيينا إيطاليا مجرد حدث رياضي، بل هو تجسيد لهوية مدينة سيينا وتاريخها. حيث تشارك فيه العائلات والكنائس والمدارس والمطاعم، كما تقام له الاستعدادات على مدار العام بدءاً من تدريب الخيول وانتهاءاً بتنظيم المسيرات.
يستقطب هذا الحدث آلاف السياح سنويًا، الأمر الذي ينعش القطاع السياحي والاقتصادي في المدينة، ويمنحها حضورًا عالميًا مستمرًا في مجال الفروسية والثقافة.
استمرارية رغم التحديات:
على مر القرون، نجح هذا الحدث في البقاء صامدًا أمام العديد من التحديات، مثل الحروب والأزمات الصحية والاقتصادية، دون أن يفقد رونقه أو قيمته الرمزية. وهو يعد اليوم أحد أهم الكنوز الثقافية الحية في إيطاليا.
كما يؤكد نجاح نسخة هذا العام من باليو أن الفروسية التقليدية لا تزال تحظى بشعبية واسعة، وتثبت أن التقاليد القديمة لا تفقد سحرها عندما تحتفل بها بهذه الروح الجماعية الفريدة.
يعد “باليو دي سيينا” نموذجًا رائعًا لارتباط الإنسان بالفرس والحيّ والتاريخ. ويستمر هذا السباق العريق، عامًا بعد عام، في نقل شعلة التراث الإيطالي إلى الأجيال الجديدة، مع الحفاظ على أصالته وروحه التنافسية التي لا تضاهى.
المصدر:
وكالة شينخوا
اجتماع لتطوير الفروسية في مصر ورفع جاهزية المشاركات الدولية
طالب تايلاندي يتحدى المألوف ويركب حصانه إلى المدرسة
الراحة هي أفضل تحضير لحصانك قبل البطولات الكبرى !!!
بطولة النصر السابعة لقفز الحواجز تشهد تألق الفرسان في الديماس
تحذير خطير لمربي الخيول: نبات سام كاد أن يودي بحياة فرس نادرة
Leave a Reply