هل علينا إعادة التفكير في سكن الفحول؟ يقول باحثون سويسريون إن إبقاء الفحول في “الحبس الانفرادي” يسبب ضغوطاً إضافية عليها، ولذلك فهم يدعون إلى بدائل سكنية أكثر اجتماعية وصحية وآمنة.
يعيش الفحول بشكل وحيد ومنعزل. ففي أغلب المزارع، يتم عزلها عن الخيول الأخرى لتقليل الصراعات وخطر الإصابات. لكن الباحثين السويسريين يقولون إن هذه الترتيبات المعيشية تسبب معاناة للفحول لا داعي لها. ولذلك فهم يعملون على تطوير بدائل سكنية أكثر رحمة وبنفس الوقت هي صحية وآمنة.
“إن التواصل الاجتماعي للخيول ليس مجرد أمر “لطيف” بل هو حاجة أساسية. ويتعين علينا أن ندرك أن التفاعل والحفاظ على علاقات انتماء مع الخيول الأخرى أمر حيوي وهام في حياة الفحول”. كما تقول “أنيا زولينجر” من قسم الأبحاث في مزرعة الخيول الوطنية السويسرية في أفينش. “إن العزلة والافتقار إلى التفاعل الاجتماعي يسببان التوتر. ونحن نعلم عواقب التوتر والضيق. إذ تشمل هذه العواقب مشاكل سلوكية مثل العدوانية وتشويه الذات مثل عض الخاصرة، والاكتئاب، والقلق، وضعف الجهاز المناعي، ومشاكل صحية أخرى “.
عزلة الفحول غير صحية:
يقول باحثون سويسريون إن نظام Social Box يقلل مستويات التوتر من خلال تمكين الفحول من الانخراط في سلوكيات طبيعية. ورغم أن العزلة غير صحية لأي حصان، إلا أنها قد تكون ضارة للفحول بشكل خاص، كما تقول زولينجر. وتقول “غالبًا ما تكون هذه حلقة مفرغة؛ حيث يتم عزل الخيول منذ سن مبكرة للغاية حتى لا تتعلم التفاعل بشكل طبيعي مع الخيول الأخرى. ثم تصبح أكثر عزلة لأنها تبالغ في رد فعلها عندما تتواصل مع الخيول الأخرى”.
الصندوق الاجتماعي:
ولمعالجة هذه المشاكل، طور الباحثون ” صندوق اجتماعي”، وهو نظام حظائر يحافظ على تباعد الفحول وبنفس الوقت يسمح لها بالقليل من الاختلاط الاجتماعي؛ من خلال قضبان تمتد من الأرض إلى السقف بدلاً من الجدران. وتتباعد ثلاثة قضبان عن بعضها البعض بما يكفي للسماح للحصان بتمرير رأسه ورجله الأمامية بسهولة. وهذا يسمح للفحول بالانخراط في سلوكيات اجتماعية طبيعية دون التعرض لخطر الإصابة.
“تمتد قضبان الصندوق الاجتماعي إلى الأرض مع تلك المسافة الأوسع، وهذا بالضبط ما يمنع الإصابات”، كما يوضح زولينجر. “تتحرك الفحول بمخالبها وتصدر صرخات عالية وتنهض كثيرًا عندما تتفاعل. هذا سلوك طبيعي تمامًا للفحول. إنه طقس وليس المقصود منه التسبب في الأذى. مع هذا التصميم للحاجز، يمكنها التحرك بمخالبها عبر تلك المسافة الواسعة. يمكنها بسهولة وضع ساق واحدة في حظيرة جارها دون أن تتعثر”.
تفاصيل التجربة والنتائج:
لتقييم فعالية هذا التصميم الجديد(الصندوق الاجتماعي)، احتفظ الباحثون بثمانية أزواج من الفحول في حظائر اجتماعية متجاورة وأكشاك تقليدية لمدة 20 يومًا. كانت هناك قضبان بطول السقف إلى الأرض تفصل الخيول في الصناديق الاجتماعية. كانت القضبان تحتوي على فتحتين واسعتين بما يكفي لانزلاق الرأس أو الساق من خلالها. في الحظائر، كانت الجدران صلبة حتى ارتفاع الصدر ومغطاة بقضبان متباعدة بشكل ضيق تمتد إلى السقف.
خلال اليومين الأخيرين في كل تصميم، قام الباحثون بتصوير الخيول بالفيديو لمدة 24 ساعة. ثم راجعوا الأشرطة ولاحظوا تواتر وطبيعة التفاعلات بين الخيول في كلا البيئتين. قضت الخيول في الصناديق الاجتماعية وقتًا أطول بكثير كل يوم (51 دقيقة) في التفاعل مع بعضها البعض مقارنة بتلك التي تعيش في حظائر الصناديق التقليدية (5 دقائق). وبشكل عام، اعتبر الباحثون أن 71% من التفاعلات كانت إيجابية. وذكروا أنه لم يتعرض أي حصان لإصابات كبيرة طوال فترة الدراسة.
سلوك طبيعي أكثر:
لم تكن هذه التجربة مصممة لتحديد ما إذا كانت الفحول “أكثر سعادة” في الصناديق الاجتماعية، لكن زولينجر تقول إن “سلوكياتها كانت أكثر طبيعية، مما يشير إلى تحسنها. لم ندرس التغير في مزاج الفحول أثناء وبعد إقامتها في الصندوق الاجتماعي. لا أستطيع أن أجزم بأنها كانت أكثر سعادة أم لا. ومع ذلك، فإن الصندوق الاجتماعي مكنها من التعبير عن المزيد من السلوكيات الاجتماعية ولفترات أطول. إن الاتصال الاجتماعي هو حاجة أساسية للخيول. لذا فإن الحصول على فرصة لتلبية حاجة أساسية من شأنه أن يكون تحسناً للخيول بشكلٍ عام”.
المصدر:
https://equusmagazine.com/behavior/rethinking-housing-for-stallions
أفضل المطهرات لجروح وإصابات الخيول
ست طرق لتحسين تغذية الخيول أثناء السفر
كيف تربح مزارع الخيول وإسطبلات ركوب الخيل المال؟
Leave a Reply