رياضة الفروسية واقتناء الخيل العربي الأصيل وتربيته هي واحدة من أهم العادات التي تُميّز المجتمع العربي، وتعكس قيمه وتراثه العريق. وقد نتج عن ذلك أن أصبحت الخيول العربية الأصيلة أحد أهم وأغلى سلالات الخيول في العالم. كما أنها الأساس في استحداث سلالات الخيول المهجنة في معظم دول العالم. ومن الغني عن القول أن خيولنا العربية تعتبر من أهم المنافسين في أي سباق أو بطولة ومنافسة للخيول في العالم.
نلتقي مع مصطفى أمين الخواجة مالك مربط “سمو العلا” في منطقة الأحساء، وهو سيعرفنا أكثر على رياضة الفروسية، وعلى القواعد الصحيحة لتربية الخيول العربية والعناية بها، والأسرار التي جعلت خيول مربط “سمو العُلا” تحصد بطولات دولية وعالمية. كل هذا وغيره الكثير تجدونه في هذا الحوار الذي أجرته معه مجلة الفروسية.
-
مصطفى حدّثنا عن بدايتك مع رياضة الفروسية وماذا الذي جعلك تقرر الدخول في هذا المجال؟
- منذ كنت صغيراً ربّاني والدي على حُبِّ الخيل، وعلمني الفروسية وركوب الخيل. فهي إرث تاريخي وعربي وإسلامي ضارب في القدم. وقد أوصّانا رسولنا الكريم محمد ﷺ على الاهتمام بركوب الخيل حينما حثّ الآباء على تعليم أبنائهم السباحة والرماية وركوب الخيل في الحديث الشريف المعروف. كما أنَّ هناك حديث شريف آخر يقول أن: ” الخيل معقودٌ في نواصيها الخير إلى يوم القيامة”. وهذا ما لمسته بنفسي إذ أن الخيل مبروكة فعلاً، ومن واقع تجربتي أنا أنصح الجميع بتربية الخيول. و منطقة الأحساء هي أكبر واحة في العالم، ومن العادات الأساسية فيها تربية الخيول وهو أمر متوارث من ايام الأجداد فالواحة مشهورة جداً بإنتاج الخيول.
-
حدّثنا عن البطولات الدولية التي شاركتم أو فزتم بها؟
في الحقيقة شاركنا في العشرات من بطولات الخيل، ولله الحمد تمكّنا من تحقيق عدة مراكز متقدّمة وحصدنا بطولاتٍ كبرى وميداليات، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الآتي:
بطولة الصواري في المملكة، بطولة الضفرة لجمال الخيول العربية في دولة الإمارات، بطولة العرب، بطولة كحيل، البطولة الوطنية، بطولة الشرق الأوسط، بطولة منيفة، بطولة العالم لجمال الخيل العربية الأصيلة. ولله الحمد حققنا بطولات عديده بالإنتاج والمقتنيات في هذه البطولات.
-
حدثّنا عن أهم الخيول التي تمتلكها في مربط سمو العُلا؟
من بين الأبطال الموجودين في المربط، بطلة الشرق الأوسط “أزهار الزبير”، بالإضافة إلى البطلة “لين سمو العلا” من إنتاج المربط للخيل المصرية. بالإضافة إلى “ليث سمو العلا” من الخيل العربية الأصيلة وهو ولد البطلة “أزهار”، والبطلة “سلطانة الكنانية”. ولا ننسى بالتأكيد فحل المربط البطل “جنرال”. وطوال مسيرتي في عالم الخيل والفروسية كنت دائمًا ما أتسلّح بالإخلاص في تربية وتدريب الخيول والعناية بها إلى جانب دعاء الوالدين والمحبّين.
-
حدّثنا عن طرق تجهيز الخيول للمشاركة في البطولات الدولية؟
التجهيز للبطولات يبدأ من اقتناء أفضل الأمهات وتركيب الفحول للأفراس. وإذا وفقنا الله بإنتاج جيد من الأمْهَارٌ حسب طموحاتنا وآمالنا من هذه الأمهات، نقدّم له العناية البيطرية الكاملة والتدريب. مثل تعليمه على المقود، ومن ثم عمل التدريبات اللازمة مثل الووكر واللانشات وتركيب العراقات والتغذية.
وتنفذ كافة خطوات التدريب والعناية البيطرية والتغذية تحت إشراف فريق من أفضل فرق العناية بمرابط الخيول في المملكة العربية السعودية. وعلى رأسهم مدير المربط محمد البوعلي، والمدرب محمد المسيليم، والدكتور أحمد المومن والدكتور أحمد المعني، وهما من أفضل الأطباء البيطريين على مستوى المملكة. ووجه الإعلام للمربط أنور العوفي. ووجود كل هؤلاء الأشخاص هو بفضل الله من الأسباب التي أحمد الله عليها؛ لأنهم شركاء رئيسين في النجاح وفيما حققناه من إنجازات.
-
ما هي البطولات التي تستعدون للمشاركة فيها في الوقت الحالي؟
نستعد لأقوى البطولات ونطمح للحصول عليها والفوز بها بإذن الله. وهي بطولة جولة الجياد العربية لجمال الخيل، من المنتظر أن تقام منافساتها الختامية في عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض. كما أننا سندرّب الخيول ونعدها للمشاركة في بطولتي الخالدية وكتارا للخيول. وتُعد هذه البطولات أكبر وأضخم بطولات جمال الخيل (تايتل شو) ومن أقدم هذه البطولات وأعرقها بطولة الخالدية التي تقام في العاصمة الرياض. وتشهد منافسات جمال الخيول وسباقاتها في الوقت الحالي منافسة قوية من قِبل مُلاك الخيول في المملكة. ويحرص المُربّيين على امتلاك أعلى مستويات الخيول حول العالم. ولاحظنا في الفترة الأخيرة أن رياضات الخيول والفروسية حققت طفرة كبيرة. ولدينا أمل كبير بأن تتضاعف إنجازاتنا ونزيد من تطورنا وازدهارنا في مجال تربية الخيل و تزداد فرص فوزنا بالمنافسات والبطولات المحلية والعالمية.
كيف تعملون على تطوير أعمالكم والاستمرار فيها؟
إن تربية الخيول العربية وكذلك مستويات الانتاج في المملكة العربية السعودية تتطور بشكل سريع. وذلك يعود إلى تكاتف وتعاون المربين في هذه المجالات، وكذلك بسبب اقتناء العديد من الفحول العالمية حيث كانت تباع قيمة التلقيح لهذه الفحول بعشرات الآلاف من الدولارات. وحالياً هذه الفحول موجودة لدينا عند المربين في المملكة العربية السعودية، وقد تمَّ فتح مجال التلقيح مع هذه الفحول لوجه الله فنحن نطمح لرفع سقف الإنتاج، وتحسين مواصفات الخيل بما يساهم في الفوز بمزيد من السباقات العالمية والمحلية ونيل الجوائز في البطولات المختلفة. إضافةً إلى أنَّ هذا الأمر يشجع المربين والمهتمين في المجال على تطوير الانتاج والاجتهاد في التربية والتدريب والعناية.
وأحبُّ أن أذكر بعض المرابط التي ساعدتنا وساهمت بزيادة وتحسين إنتاج الخيل في المملكة بما لديها من فحول عالمية متواجدة عندها منها مربط “مجد الشموخ” ومربط “آل زايد” وغيرها من المرابط لهم جزيل الشكر على مساهمتهم من خلال هذه الفحول.
كيف تقيمون الخيل؟
إن تقييم الخيل يكون أولاً على هوية الخيل بشكلٍ عام، ثمَّ يأتي دور مواصفات محددة يجب أن تتمتع بها الخيل من حيث المظهر، كالعنق والرقبة والجسم وخط الظهر والقوائم وحركة الخيل.
أشهر سباقات الخيل في الوطن العربي
كيف تربح مزارع الخيول وإسطبلات ركوب الخيل المال؟
Leave a Reply