في خطوة تجمع بين الشغف بالتكنولوجيا وحب الفروسية، طورت الطالبة الإماراتية سارة الكندي من معهد دبي للتصميم والابتكار منظومة ذكية جديدة. تهدف هذه المنظومة إلى تحسين التفاعل بين الفارس والخيل خلال التدريب، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
مكونات المنظومة الذكية:
تتألف المنظومة من ثلاث أدوات رئيسية:
1. نظارة ذكية يرتديها الفارس.
2. سوار ذكي يُلبس على يد الفارس.
3. قلادة ذكية توضع على عنق الخيل.
تعمل هذه الأدوات سويًا على تسجيل المؤشرات الحيوية للطرفين، مثل نبضات القلب، ومعدلات التوتر، وسرعة الخيل. كما ترصد درجة تجاوب الخيل مع أوامر الفارس أثناء التمارين.
تحليل لحظي وتحكم دقيق:
أوضحت سارة الكندي أن النظام لا يقتصر على جمع البيانات فقط، بل يقوم بتحليل العلاقة بين المؤشرات الحيوية للطرفين. يُعرض التحليل مباشرة عبر تطبيق مخصص يعمل بتقنية البلوتوث أو الواي فاي. تتيح النظارة الذكية تنبيهات صوتية وبصرية تساعد الفارس على متابعة حالة الخيل لحظة بلحظة.
فهم أعمق للعلاقة بين الفارس والخيل:
أكدت سارة أن شغفها برياضة الفروسية منذ الصغر كان دافعها الأول نحو هذا الابتكار. تابعت لسنوات كيفية تفاعل الفارس مع الخيل، وشدّها هذا الرابط الخاص. لكنها رأت أن التفاهم بين الطرفين لا يكفي أن يعتمد على المشاعر فقط، بل يحتاج إلى بيانات علمية دقيقة.
تحسين التدريب والسلامة:
قالت سارة إن المنظومة توفر منصة تحليل بيانات تساعد المدربين والفرسان على تعديل برامج التدريب. يمكن اتخاذ القرارات بناءً على الحالة البدنية والنفسية للفارس والخيل، مما يسهم في رفع كفاءة الأداء وتحسين السلامة خلال التمارين.
إمكانيات التوسعة المستقبلية:
أشارت سارة إلى أن المشروع قابل للتطوير ليشمل:
- منافسات الفروسية الرسمية.
- برامج إعادة تأهيل الخيول بعد الإصابات.
- مراكز التدريب الاحترافية.
تسعى إلى تعميم النظام في مراكز الفروسية بالإمارات، ليُستخدم في التدريب اليومي والمنافسات والعلاج بالخيل.
دعم علمي من أبحاث عالمية:
أظهرت دراسات منشورة في مجلة Equine Veterinary Journal أن رصد المؤشرات الحيوية للخيول يقلل من خطر الإصابات الناتجة عن الإجهاد أو التوتر. كما تؤكد الدراسات أن تحسين العلاقة بين الفارس وخيله يؤدي إلى نتائج أفضل في الأداء، خاصة عندما يُراعى الجانب النفسي والجسدي معًا.
ابتكار يعزز رياضة أصيلة:
يعتمد مدربون عالميون على أجهزة متقدمة لمراقبة الخيول، لكن منظومة سارة الكندي تميّزت بتركيزها على الطرفين. يُعزز هذا الابتكار من دور الإمارات في دعم رياضة الفروسية، التي تشكل جزءًا أصيلًا من الهوية الثقافية الإماراتية.
الابتكار في خدمة التراث:
يرتبط مشروع سارة برؤية الإمارات 2031، التي تدعم دمج التكنولوجيا في كل القطاعات، بما فيها الرياضة والتراث. تُسهم هذه المبادرات في تقوية قوى الدولة الناعمة، عبر نشر الثقافة الإماراتية بوسائل حديثة ومؤثرة.
شغف الطفولة يتحول إلى مشروع واعد:
قالت سارة إن علاقتها بعالم الخيول بدأت منذ الطفولة. كانت تراقب كيف يعتني الفارس بالخيل، وتُدهشها طريقة تواصل الخيل مع صاحبه. هذا الشغف تحول اليوم إلى مشروع تطبيقي يخدم الفرسان والخيل والمجتمع.
رؤية لمستقبل ذكي للفروسية:
تطمح سارة أن يكون ابتكارها أداة أساسية في تطوير الفروسية داخل الإمارات وخارجها. المشروع يُقدم مثالًا حيًا على كيفية دمج التكنولوجيا مع الرياضات التقليدية، بما يحفظ التراث ويخدم المستقبل.
يعكس هذا المشروع كيف يمكن لجيل الشباب أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في المجتمع من خلال الابتكار. بفضل بيئة مشجعة وداعمة كدولة الإمارات، يتمكن الطلاب من تطوير أفكارهم وتحويلها إلى حلول ذكية تخدم الناس وتحافظ على التراث.
المصادر:
صحيفة البيان – 4 يوليو 2025
Equine Veterinary Journal
أفضل التطبيقات لمحبي الخيول.. كيف تستخدم التكنولوجيا في عالم الفروسية؟
هل ينتهي زمن عربات الخيول في روما؟!
تحذير خطير لمربي الخيول: نبات سام كاد أن يودي بحياة فرس نادرة
ما الذي يجعل من الدراسة الجامعية بوابتك الذهبية لعالم الخيول؟
شركة تعالج سرطان الجلد لدى البشر تبدأ بعلاج أورام الخيول
Leave a Reply