صدر قرار بإيقاف مدرب خيول كندي لمدة 10 سنوات وذلك بسبب استخدامه المنشطات في فضيحة هزت عالم السباقات.
فقد أعلنت لجنة الكحول والألعاب في أونتاريو (AGCO) عن إيقاف مدرب الخيول الكندي جيفري جيليس لمدة عشر سنوات. هذا القرار جاء بعد تورطه في شراء عقاقير محظورة تستخدم من أجل تعزيز الأداء لدى الخيول، مما يعد خرقًا صارخًا لقوانين سباقات الخيل.
من هو المدرب المعاقب؟
المدرب جيليس، الذي كان يعد واحداً من أبرز مدربي سباقات الأحزمة في كندا، واجه تحقيقًا مشتركًا بين AGCO ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI). هذا التحقيق كشف أن جيليس اشترى منشطات غير قانونية من الطبيب البيطري الأمريكي سيث فيشمان، المحكوم سابقًا بالسجن لمدة 11 عامًا لنفس التهم.
جيفري جيليس درّب سابقًا الفرس “هاي ليفي” التي فازت بجائزة “أوبراين” عام 2020، وهي من أعلى الجوائز في سباقات الأحزمة الكندية. كما درّب الحصان “كوفرد بريدج”، الفائز بسباق “جولد كاب آند سوسِر” مرتين متتاليتين في 2023 و2024، وهي تعتبر أحد أهم السباقات في كندا الأطلسية.
إلى ماذا أشار التقرير؟
تقرير AGCO أشار إلى أن جيليس اشترى أو حاول شراء عقاقير غير قانونية عدة مرات بين أكتوبر 2018 ويونيو 2019. تلك العقاقير شملت مادة تم تقديمها على أنها “إريثروبويتين صناعي”، وهي مادة تزيد من قدرة الدم على حمل الأوكسجين، ما يحسن من أداء الخيول في السباقات بشكل كبير.
قرار لجنة AGCO لم يشمل فقط إيقاف المدرب، بل منع أيضًا جميع الخيول المملوكة له كليًا أو جزئيًا من المشاركة في أي سباق لمدة عشر سنوات. حيث أن اللجنة أعلنت إمكانية إحالة هذه الخيول إلى مدربين آخرين بشرط موافقتها المسبقة.
تصريحات الرئيسة التنفيذية للجنة AGCO:
كارين شنار، الرئيسة التنفيذية للجنة AGCO، قالت في بيان رسمي: “إن أي محاولة للتلاعب بنزاهة السباقات تعد خيانة للثقة. ولذا سنحاسب كل من يخرق القواعد”. وأضافت أن اللجنة ملتزمة بحماية رفاهية الخيول ونزاهة السباقات.
القضية جذبت اهتمامًا كبيرًا في الوسط الرياضي، خاصة أن جيليس يعتبر من الأسماء اللامعة في مجال سباقات الأحزمة. وكانت مسيرته قد بدأت منذ عام 2003، وحقق خلالها انتصارات كثيرة، منها أكثر من مليون دولار في جوائز كل موسم بين 2009 و2013، حيث بلغت أرباحه عام 2010 فقط أكثر من 2.9 مليون دولار.
تعليق رابطة الخيول الأمريكية على القرار:
رابطة الخيول الأمريكية علّقت أيضًا على القرار، وأكدت دعمها الكامل لإجراءات AGCO، وأعلنت أنها ستتخذ إجراءات مماثلة بحقه ضمن سياسة العقوبات المتبادلة بين الجهات التنظيمية في أمريكا الشمالية.
كذلك، أصدرت لجنة سباقات الخيول في المحافظات الأطلسية بيانًا يؤيد قرار الإيقاف. اللجنة قالت إنها ستنفذ نفس العقوبات بسبب الاتفاق المشترك مع AGCO، وأكدت خضوع جميع الخيول لفحوصات دورية غير معلنة بعد السباقات، بما في ذلك الحصان “كوفرد بريدج”، الذي جاءت عيناته سلبية تمامًا.
الطبيب البيطري الأمريكي سيث فيشمان، وهو المتورط الرئيسي في قضية المنشطات، حكم عليه بالسجن 11 عامًا عام 2022. كما أن السلطات الأمريكية وصفته بأنه عمل لعشرين عامًا على تصنيع وتوزيع عقاقير محسنة للأداء، مصممة بحيث لا يمكن اكتشافها في الفحوصات الروتينية.
فيشمان روّج لهذه المنتجات باعتبارها “غير قابلة للاختبار”، وخصص إنتاجها بما يناسب كل مدرب على حدة، حتى يصعب كشف الشبكة. التحقيقات أكدت أن فيشمان تعامل مع عشرات المدربين، منهم جيليس، وقدم لهم منشطات غير آمنة.
هذه القضية تسلط الضوء مجددًا على التحديات التنظيمية دوالأخلاقية التي تواجه عالم سباقات الخيل، كما أنها تبرز أهمية تطوير أنظمة كشف المنشطات بالإضافة إلى تعزيز الرقابة المستمرة. كما أنها تعكس أيضاً التزام الجهات الرقابية بحماية الرياضة والحفاظ على شفافيتها.
خيبة أمل كبيرة بعد هذا الخبر:
المشجعون الذين احتفلوا سابقًا بانتصارات “كوفرد بريدج” عبّروا عن خيبة أملهم بعد هذه الأخبار. حيث أن كثيراً منهم قد شعروا أنهم تعرضوا للخداع، خاصة بعد إدراكهم أن بعض النجاحات قد تكون بُنيت على وسائل غير قانونية.
هذه القضية لا تزال تتفاعل، ومن المتوقع أن تفتح الباب واسعاً أمام التحقيقات الإضافية وهي تشمل مدربين آخرين. حيث أن الجهات التنظيمية دعت إلى اتخاذ خطوات صارمة لحماية رياضة سباقات الخيل، وضمان صحة الخيول وسلامتها.
رد فعل جيليس:
رغم نفي جيليس التعليق على القرار، فإن موقفه القانوني يبدو ضعيفًا جداً أمام الأدلة الواضحة والقرارات المتعددة من الجهات التنظيمية في كندا والولايات المتحدة.
ففي النهاية، تظهر هذه القضية أن الرياضة النظيفة هي مسؤولية جماعية، وهي تتطلب تعاونًا بين المدربين، واللجان التنظيمية، والجمهور. حيث أن الالتزام بالنزاهة هو السبيل الوحيد لضمان استمرارية هذه الرياضة العريقة.
المصدر:
cbc.ca.com
بيان توضيحي من نادي سباقات الخيل بخصوص نزع ملكية أراضيه
نادي سباقات الخيل يستضيف المؤتمر الآسيوي للخيل تحت مظلة الاتحاد الدولي للفروسية
كيف يصنع الملياردير ماكمينوس أرباحه في سباقات الخيل؟