تستمر دولة الإمارات في دعم سباقات الخيول العربية الأصيلة، وذلك من خلال تنظيم كأس صاحب السمو رئيس الدولة للخيول العربية، والذي أصبح أحد أبرز الأحداث الدولية في هذا المجال. حيث تنطلق هذه السلسلة سنويًا في عدد من الدول الأوروبية والعربية، ضمن أجندة منظمة ومدعومة من القيادة الإماراتية.
مرحلة جديدة من الحضور العربي:
تحظى البطولة بدعم مباشر من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة. حيث يعكس هذا الدعم التزام الإمارات بدورها في الحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة، من خلال رعاية الإرث المتمثل في سباقات الخيل.
النسخة الثانية والثلاثون من الكأس:
شهدت نسخة هذا العام (الثانية والثلاثون) توسعًا كبيرًا في الدول المستضيفة، حيث أقيمت جولات في إيطاليا، وألمانيا، وفرنسا، وبلجيكا، والمغرب، إلى جانب الإمارات نفسها. تضم كل جولة نخبة من الخيول والملاك والمدربين، وهذا ما جعل العالم ينظر إلى البطولة كمنصة استراتيجية تعمل على تمكين وتعزيز حضور الخيل العربي على الساحة العالمية.
سباق مدينة هامبورغ:
شكلت الجولة الألمانية حدثًا بارزًا، ضمن هذه السلسلة حيث أُقيم السباق في مضمار هورنر رينبان بمدينة هامبورغ، بالتزامن مع النسخة 156 من سباق ديربي ألمانيا. وقد شارك في هذا الحدث نحو 30 ألف متفرج، وهذا ما يؤكد مكانة السباق في المشهد الأوروبي.
وقد بلغت جوائز السباق الألماني 250 ألف يورو، ليصبح الأغلى في تاريخ سباقات الخيل العربية في ألمانيا. امتد هذا السباق على مسافة 1600 متر، وذلك ضمن الفئة الثانية للخيول من عمر أربع سنوات وما فوق.
فوز جديد للجواد الإماراتي “إش إم الشاهين”:
خطف الجواد الإماراتي “إش إم الشاهين” الأضواء في هذه المحطة، وحقق فوزًا جديدًا لمالكه هلال العلوي. جاء الشاهين من نسل “المرتجز” و”الشيحانة بنت منجز”، وهو يملك سجلًا مذهلًا بلغ تسعة انتصارات من أصل عشر مشاركات. وقد تولّت المدربة إليزابيث بيرنارد جان فرانسوا الإشراف الفني عليه، بينما قاده الفارس الإيطالي كريستيان ديمورو إلى الفوز.
حيث بدأ الشاهين الانطلاقة الحاسمة عند المنعطف الأخير، ونجح في الحفاظ على تقدمه حتى النهاية. كما احتل المركز الثاني الجواد “الوكرة” التابع لمربط الشقب ريسينغ، بينما جاء “الزير” للمالك محمد فهد العطية ثالثًا.

حضور رسمي لشخصيات بارزة:
شهد السباق حضور شخصيات رسمية بارزة، من بينها عمدة مدينة هامبورغ الدكتور بيتر تشينتشر، وسفير الإمارات في ألمانيا أحمد العطار. كما حضر فيصل الرحماني، أمين عام اللجنة العليا المنظمة للبطولة، إلى جانب أحمد السامرائي رئيس الاتحاد الألماني للخيول العربية.
وقد تسلم الكأس ناصر هلال العلوي نيابة عن المالك، وسط أجواء احتفالية تفاعل معها الحضور بشكل كبير. حيث أُقيم الحفل وسط ترحيب ألماني لدور الإمارات في نشر ثقافة الخيل العربي.
السباقات تبني جسورًا بين الشعوب:
قال فيصل الرحماني إن البطولة تواصل بناء الجسور الثقافية بين الشعوب، مؤكدًا أهمية الحضور الإماراتي في أوروبا. أشار إلى أن الدعم المستمر من سمو الشيخ منصور بن زايد يمنح هذه البطولة خصوصية وعمقًا عالميًا. وأشاد بدور سفارة الإمارات في برلين، وجهودها في إنجاح المحطة الألمانية.
منصة دولية للملاك والمدربين والمربين العرب:
توفّر سلسلة سباقات كأس رئيس الدولة للخيول العربية فرصة للملاك العرب لإثبات جدارة خيولهم في ميادين العالم. كما أنها تشجع المدربين والمربين على تطوير قدراتهم، ضمن بيئة تنافسية مشروعة تحت مظلة تنظيم احترافي. حيث تحولت البطولة إلى واحدة من أقوى سباقات الخيول العربية في العالم، وتستقطب مرابط قوية من الخليج وأوروبا. هذا النجاح يعكس دور الإمارات الريادي في رعاية الفروسية، ليس فقط كمنافسة رياضية، بل كامتداد حضاري متجذر.
الخيول العربية كسلالة متفوقة:
أسهمت البطولة في إبراز الخيول العربية كسلالة متفوقة، تمتاز بالسرعة والقدرة والصلابة. تساعد هذه السباقات في تعريف الجمهور الأوروبي بمزايا الحصان العربي، وتعزيز مكانته في أسواق التربية والسباقات العالمية.

استمرار السباقات في دول جديدة:
تخطط اللجنة المنظمة لزيادة عدد الدول المستضيفة في السنوات المقبلة، ما يوسّع دائرة التأثير الثقافي والرياضي للبطولة. حيث تعمل اللجنة على إدراج دول جديدة ضمن الأجندة السنوية، وذلك بالتعاون مع الاتحادات الدولية والمحلية للخيول. كأس رئيس الدولة للخيول العربية لم تعد مجرد منافسة، بل أصبحت مشروعًا استراتيجيًا لنقل التراث العربي إلى العالمية. حيث تسهم هذه البطولة في الحفاظ على الهوية الثقافية العربية، كما أنها تمنح الخيول العربية مكانة مرموقة في مضامير السباق الأوربية والآسيوية والعالمية.
المصادر:
صحيفة البيان
موقع Galopponline.de
كيف تحضّر حصانك للسباقات: دليل شامل للنجاح في مضمار السباق
وفاة حصان بفيروس يصيب الخيول والبشر
هل ينتهي زمن عربات الخيول في روما؟!
تحذير خطير لمربي الخيول: نبات سام كاد أن يودي بحياة فرس نادرة
مرابط الخيول وجهات ترفيهية تجمع بين الفروسية والطبيعة
ما الذي يجعل من الدراسة الجامعية بوابتك الذهبية لعالم الخيول؟





Leave a Reply