في عالم الفروسية، يعتقد كثيرون أن الشغف يكفي، وأن الخبرة العملية أهم من أي شهادة جامعية. لكن ما الذي يجعل من الدراسة الجامعية بوابتك الذهبية لعالم الخيول؟ الحقيقة أكثر تعقيدًا مما تبدو عليه. فمجال الخيول واسع ومتقلب، ويحتاج إلى أدوات كثيرة للنجاح، ليس من بينها الركوب الجيد فقط.
العديد من الشباب المتحمسين للعمل مع الخيول يتجاهلون أهمية الدراسة الأكاديمية. يظنون أنها مضيعة للمال والوقت. ولكن، مع مرور السنوات، تظهر الحقيقة: الشهادة ليست فقط ورقة، بل وسيلة دعم حقيقية في المواقف الصعبة.
التعليم الجامعي كخطة بديلة عند الأزمات:
العمل مع الخيول يحمل في طياته مخاطر حقيقية. الإصابات ليست احتمالًا نادرًا، بل أمرًا شبه حتمي. لهذا السبب، من الضروري أن يكون للفارس أو العامل في الإسطبل خطة بديلة.
تؤكد “نيكول ماندراتشيا”، خريجة جامعة سينتيناري، على هذا الجانب بقولها:
“نحن العاملين في الإسطبلات نعلم أن الإصابة قادمة، لا نعرف متى فقط.”
نيكول تعرّضت لإصابة في الركبة أجبرتها على التوقف المؤقت. ولكنها، بفضل شهادتها في “اتصالات الفروسية”، استطاعت العمل عن بعد وكتابة محتوى لشركة مختصة بمكملات الخيول. التعليم كان طوق نجاتها في مرحلة التعافي.
مهارات الأعمال والتواصل لا تُكتسب في الحظيرة وحدها:
العمل اليومي في الإسطبل لا يمنحك كل ما تحتاجه لتدير عملك أو تسوّق لنفسك. الجامعات تقدّم هذه المهارات بطرق منظمة وعملية.
الدورات الجامعية تعلّمك كيف تدير حساباتك المالية، وتتواصل بفعالية مع العملاء، وتسوّق لنفسك على وسائل التواصل. كما تساعدك على كتابة عروض بيع احترافية، وتدريبك على التفكير النقدي، وحل المشكلات، والعمل الجماعي.
التدريب العملي على مواجهة المواقف الواقعية:
الجامعات المتخصصة في الفروسية تُوفّر بيئة آمنة لتعلّم المهارات الصعبة. خلال الدراسة، يُشرف خبراء على تدريب الطلاب على التعامل مع حالات المغص، الإصابات، ومضاعفات ما بعد الولادة.
توضح “كوري بابكوك”، من جامعة سينتيناري، قائلة: “تعلمتُ كل شيء بمساعدة شخص خبير، دون التعرّض لخطر القرار الخاطئ في حالة طارئة.”
بعض الجامعات تضم أكثر من 100 حصان ضمن منشآتها، ما يتيح للطلاب فرصة تجربة أنواع مختلفة من المشكلات والحالات الواقعية.
الفرق الجامعية تساعدك على بناء شبكة علاقات قوية:
الانضمام إلى فرق الفروسية الجامعية، مثل فرق رابطة عروض الخيول الجامعية (IHSA)، يفتح أبوابًا مهنية وشخصية واسعة.
ستتعرف على فرسان من مختلف أنحاء البلاد، وقد يصبح بعضهم مرشدين أو زملاء مستقبلًا.
فضلًا عن ذلك، الروابط الاجتماعية التي تبنيها أثناء المنافسات، والسفرات الطويلة، تخلق صداقات تدوم مدى الحياة. لا شيء يُقرّب الناس من بعضهم أكثر من الاستيقاظ عند الثالثة فجرًا للتحضير لمسابقة.
تحديد المسار المهني المناسب في صناعة الخيول:
مجال الخيول واسع ومليء بالتخصصات المتعددة. في بعض الأحيان، يصعب على الشاب تحديد المجال الأنسب له. لكن الجامعات توفر دعمًا من خلال الأساتذة، والفرص التدريبية، والدورات المتنوعة. فمثلاً لورين بويتنر، خريجة جامعة سينتيناري، تعمل الآن في شركة زويتيس (Zoetis) للأدوية البيطرية.
تقول:
“كنت أعلم أنني أريد العمل مع الخيول، لكنني لم أكن أعرف في أي مجال بالضبط.”
من خلال تجاربها الجامعية، جرّبت التزيين، وركوب الخيل، والإعلام، والمجال البيطري، إلى أن وجدت شغفها الحقيقي في مبيعات الأدوية الخاصة بالخيول.
الدراسة الجامعية والعلاقات سر النجاح الحقيقي:
أهم ما تقدمه لك الشهادة الجامعية في الفروسية هو شبكة العلاقات. الجامعات المرموقة تفتح لك أبواب العمل مع أسماء كبيرة في المجال.
أوديسا ثاكر، خريجة كلية إيموري وهنري، قالت:
“قطاع الفروسية يدرّ 102 مليار دولار سنويًا في أمريكا وحدها، وهناك دائمًا وظائف شاغرة.”
تضيف أوديسا:
“لكن العلاقات هي ما يفتح لك الأبواب. الجامعة منحتني مدخلًا إلى العمل مع كبار الأسماء في المجال، مثل توري كولفينز وسكوت ستيوارت وغيرهم.”
التعليم هو استثمار في مستقبلك مع الخيول:
ربما يبدو العمل في الإسطبل والتعامل المباشر مع الخيول أكثر إغراء من قضاء الوقت في المحاضرات. لكن الحقيقة أن كليهما يكمل الآخر. فالشهادة لا تُلغي الخبرة، لكنها تجعلها أكثر قوة واستقرارًا. ومن خلال الدراسة الجامعية، تكتسب أدوات نظرية وعملية، وتُكوّن شبكة علاقات، وتجد فرصًا لم تكن لتكتشفها بمفردك.
المصدر:
.theplaidhorse.com
كيف تقلل من حدوث الالتهابات عند الخيول؟
برنامج للعلاج بالخيل يمنح الأمل للمصابين بالتوحد والأمراض العصبية
العارضات الإماراتيات يختتمن مشاركتهن في ملتقى عروض جمال الخيل العربية
الرباط تطلق مشروع ميدان جديد لسباق الخيل بميزانية 169 مليون درهم
جامعة عمان العربية تسلط الضوء على فوائد ركوب الخيل عبر ندوة تثقيفية
برنامج الموسم الجديد من سباقات الطائف 2025 كما أعلنه نادي سباقات الخيل
نادي سباقات الخيل يستضيف المؤتمر الآسيوي للخيل تحت مظلة الاتحاد الدولي للفروسية
Leave a Reply