إن الخيول تستخدم تعابير وجه معقدة للتواصل فإذا طنت تريد ان تعرف ما الذي يحاول أن يقوله لك حصانك؟ إليك هذه الدراسة الجديدة التي تكشف لنا هذه التفاصيل الدقيقة. حيث كشفت دراسة علمية جديدة أن الخيول لا تستخدم آذانها فقط للتعبير، بل تعتمد على تعابير وجه معقدة ومتنوعة. وإن هذه النتائج الجديدة تفتح أبوابًا جديدة تسمح بفهم أعمق لكيفية تواصل الخيول مع بعضها وكذلك مع البشر.
تعابير الوجه ليست حكرًا على البشر:
اعتقد العلماء سابقًا أن تعابير الوجه المعقدة تقتصر على البشر وبعض الحيوانات آكلة اللحوم مثل الكلاب والدببة. ولكن الباحثون وجدوا أن الخيول أيضًا تملك “مجموعة غنية” من تعابير الوجه التي تستخدمها بشكل ممنهج.
نظام “EquiFACS” لتحليل تعبيرات الخيول:
اعتمد فريق البحث على نظام يسمى “EquiFACS” (نظام ترميز حركات وجه الخيول) من أجل توثيق كل حركة عضلية في وجه الخيل. وفي هذا النظام يسمح للعلماء بتحديد التغييرات الدقيقة في ملامح الخيول وربطها بسياق التفاعل.
توثيق 72 ساعة من التفاعلات الطبيعية بين الخيول:
راقب الباحثون 36 حصانًا أليفًا في مواقف حياتية طبيعية، ودرسوا تفاعلاتها خلال 72 ساعة من الفيديو المصور. تم بعدها تصنيف تعابير الوجه إلى أربع فئات: ودية، مرحة، عدوانية، وعفوية.
تنوع كبير في الحركات وتعابير الوجه:
أظهرت الخيول حركات وجه مختلفة باختلاف الحدث والأشخاص والسياق العام لوجودها، حيث لم تكن الأذنان وحدهما المؤشر الأساسي في هذه الحركات.
فعلى سبيل المثال، عند التفاعل الودي، تميل الخيول لدفع أنوفها للأمام بطريقة واضحة.
تعبيرات الوجه أثناء اللعب تختلف عن العدوان:
خلال اللعب، تظهر الخيول علامات وتعبيرات مميزة مثل تدلي الشفة السفلية وفتح الفم وارتفاع الذقن. كما يميل الرأس للأعلى أو لليمين، وتكون الأذنان مسطحتين ومتجهتين للخلف، مع وضوح بياض العين.
أما أثناء العدوان، فتنخفض الرأس، وتتسع فتحات الأنف، وترتفع الحواجب، وتتجه الأذنان للخلف بشكل حاد.
التواصل لا يعتمد على حركة واحدة فقط:
أكّد الباحثون أن قراءة تعابير الخيل تحتاج إلى فهم شامل لمجمل تعابير الوجه وليس الاكتفاء بدراسة حركة واحدة.
فعلى سبيل المثال، لا تكفي وضعية الأذنين لفهم الحالة النفسية للحصان دون النظر إلى الفم أو الأنف.
أهمية الدراسة في تحسين رفاهية الخيول:
قالت الدكتورة “كيت لويس”، الباحثة الرئيسية من جامعة بورتسموث، إن هذه النتائج يمكن أن تحسن رعاية الخيول وفهمها. وأضافت أن تجاهل التفاصيل الدقيقة لتعبيرات وجه الخيول يفقدنا فرصة فهم تجاربها ومشاعرها وبالتالي التفاهم معها بشكل أعمق.
“وجه اللعب” ليس مقتصرًا على البشر أو الكلاب:

لاحظ الفريق أن الخيول تفتح أفواهها أثناء اللعب، كما تفعل بعض الثدييات والكلاب، وذلك من أجل تأكيد أن السلوك غير عدواني. ويشير هذا التشابه إلى أن “وجه اللعب” قد تطور مبكرًا في تاريخ الثدييات، أي قبل تفرّع الخيول والرئيسيات.
أوجه تشابه تطورية بين الخيول والرئيسيات:
تؤكد الدكتورة لويس أن وجود تعبيرات متشابهة فيما بين الخيول دوغيرها من الحيوانات يدعم فرضية تطور تعابير الوجه في الثدييات القديمة.
كما ترى أن التركيز فقط على الكائنات الرئيسية لفهم تعابير الوجه قد يكون محدودًا وغير كافٍ.
الدراسة تفتح آفاقًا جديدة لمحاولة فهم ما الذي يحاول أن يقوله لك حصانك:
رغم أن هذه الدراسة هي ليست الأولى التي ترصد تعبيرات الخيول، إلا أنها الأكثر شمولًا من حيث المشاهد والسياقات.
فالدراسات السابقة ركزت على مواقف مصطنعة، مثل منع الحصان من الطعام، بينما اعتمدت هذه الدراسة على تفاعلات الحصان الطبيعية.
لماذا يهم هذا الاكتشاف؟
إن فهم تعابير الوجه لدى الخيول يساعد كل من المربين والأطباء البيطريين على تحسين رعايتهم وتفاعلهم مع الحيوانات. كما قد يساعد هذا الفهم في اكتشاف الألم أو التوتر أو الارتياح بشكل مبكر ودقيق.
التفاعل بين البشر والخيول قد يتحسن:
يمكن أن يساعد هذا البحث المدربين وأصحاب الخيول في قراءة سلوك حيواناتهم بشكل أفضل والاستجابة لها بفعالية.
فمثلًا، إذا فهمنا أن سلوكًا معينًا يدل على اللعب وليس العدوانية، يمكن تجنّب الكثير من ردود الفعل السلبية غير المبررة.
إذاً ما الذي يحاول أن يقوله لك حصانك؟
تشير هذه الدراسة إلى أهمية دراسة الحيوانات من منظور تعبيراتها الطبيعية، وليس من خلال تجارب اصطناعية.
وظروف يتم خلقها من أجل الدراسة بعيداً عن سياق الحياة الطبيعي كما تظهر أن لكل نوع من الحيوانات طريقته الفريدة في التعبير، ويجب احترام هذا التنوع عند التعامل والتفاعل معها.

نحو تعاطف أوسع مع الخيول:
إن فهم تعبيرات الوجه قد يعزز من التعاطف مع الخيول ويمنع سوء الفهم الذي قد يؤدي إلى إيذاء غير مقصود. كما أن هذا يساعد في تطوير بيئات أكثر دعمًا لرفاهية الخيول وصحتها النفسية والجسدية.
ملخص الدراسة: تعبيرات الخيول ليست بسيطة كما نعتقد:
كشفت الدراسة أن تعابير وجه الخيول معقدة وهي كذلك تخدم أغراضًا متعددة في التواصل والسلوك. لذا فإن الاعتماد على مؤشر واحد مثل حركات الأذنين قد يكون مضللًا إلى حد كبير، بينما قراءة الوجه كاملاً سوف يعطي فهمًا أعمق للحصان وما يريد قوله لك. إن فهم هذه التعبيرات قد يحدث فرقًا كبيرًا في رعاية الخيول وتحسين علاقتنا بها ككائنات تشعر وتتواصل.
المصادر:
The Guardian: “More than just a long face: horses use ‘rich array’ of expressions to interact”
PeerJ: Study on EquiFACS and horse facial expressions
University of Portsmouth press release
قصة كيبريوس الحصان الذي عاد من الموت ليصبح أسطورة في سباقات التحمل
كاواساكي تكشف عن حصان آلي يعمل بالهيدروجين والذكاء الاصطناعي
كيف تحضّر حصانك للسباقات: دليل شامل للنجاح في مضمار السباق
Leave a Reply