مزاد فخر بولندا وقفزة في مبيعات الخيول العربية لعام 2025

سجل مزاد “فخر بولندا” للخيول العربية الأصيلة في نسخته السادسة والخمسين لعام 2025قفزة في مبيعات الخيول العربية.

المزاد الذي أقيم في مدينة يانوف بودلاسكي ضمن فعاليات أيام الحصان العربي، شهد ارتفاعاً كبيراً في قيمة المبيعات مقارنة بالعام الماضي. حيث بلغت الحصيلة الإجمالية 1.33 مليون يورو بعد بيع 13 حصانًا، مقابل 637 ألف يورو فقط في نسخة عام 2024.

يعد المزاد، الذي انطلق لأول مرة عام 1969، واحدًا من أقدم وأشهر المزادات العالمية المخصصة لبيع الخيول العربية الأصيلة المنتجة في بولندا، ويشتهر بجمعه بين التقاليد العريقة في تربية الخيول واهتمامه بعرض نخبة السلالات التي تحظى بسمعة عالمية في مجالي سباقات الجمال ومءلك سباقات القدرة.

أبرز صفقات المزاد:

شهدت قاعة المزاد منافسة قوية بين المشترين من مختلف دول العالم. وكانت أبرز الصفقات فيه:

  • أدليتا (كحيل الشقب × التاميرا)، وهي الفرس البالغة من العمر 11 عامًا، كانت نجمة المزاد، حيث بيعت مقابل 430 ألف يورو لمشترٍ من سويسرا.
  • المديدة (موريون × الميدارا)، عمرها 6 سنوات، جاءت في المركز الثاني من حيث السعر، وبيعت لمشترٍ من الإمارات بقيمة 350 ألف يورو.
  • بارنتيلا (كحيل الشقب × بالنغا)، عمرها 9 سنوات، وقد حصدت الصفقة الثالثة بمبلغ 101 ألف يورو لمشترٍ من بلجيكا.

هذه المبيعات لم تكن مجرد أرقام، بل عكست استمرار الطلب على الخيول البولندية ذات الأنساب المرموقة، رغم التحديات التي شهدها سوق الخيول في السنوات الأخيرة.

خطوات شراء خيل من المزادات

مقارنة مع الأعوام السابقة:

رغم الزيادة الكبيرة في حصيلة المبيعات هذا العام، فإنها ما زالت أقل من الأرقام التي حققها المزاد في بعض سنواته الذهبية. فمثلاً في عام 2023  سجل المزاد مبيعات بلغت 2.1 مليون يورو. إلا أن التحسن الحالي يمثل مؤشراً إيجابيا على عودة الاهتمام بالخيول البولندية، وتزايد ثقة المشترين في جودة الإنتاج المحلي.

أهمية المزاد في سوق الخيول العالمية:

يحظى مزاد “فخر بولندا” بمكانة خاصة بين الفعاليات المماثلة على مستوى العالم، إذ أنه يجمع بين طابع المزاد التقليدي الذي يقدم فيه كل حصان بأسلوب يعكس تاريخه ونسبه، وبين معايير تنظيمية حديثة تضمن شفافية البيع وتوثيق الصفقات.

يستقطب هذا المزاد سنوياً نخبة من المربين والمستثمرين والهواة، خصوصا من أوروبا والخليج العربي، نظراً لما تحظى به الخيول العربية من قيمة جمالية ورياضية وثقافية، ولما تمثله من استثمار طويل الأمد.

ماذا عن تربية الخيول العربية في بولندا؟

تمتلك بولندا بتاريخ طويل في تربية الخيول العربية الأصيلة، يعود إلى القرن التاسع عشر، حين بدأت المزارع الوطنية في استيراد أفضل السلالات من الجزيرة العربية ومصر. ومع مرور الوقت، أسست البلاد سمعة قوية في إنتاج خيول تتميز بجمال الرأس وتناسق الجسم ورشاقة الحركة، مع قدرة عالية على التحمل.

ومن أبرز المزارع البولندية التي تزود المزاد بخيولها مزرعة يانوف بودلاسكي ومزرعة ميخالوف، وهما من أشهر المزارع الحكومية التي حافظت على أنساب نقية لأجيال متعاقبة.

مزرعة بودلاسكي:

بدأت مزارع مثل مزرعة Janów Podlaski في استيراد أفضل السلالات من الجزيرة العربية. هذه المزرعة، التي تأسست عام 1817، تعد أقدم مزارع الدولة وأكثرها احتراماً في هذا المجال.

خلال الحربين العالميتين واجهت المزرعة تحديات كبيرة، لكنها استعادتها بفضل جهود مربيين وطنيين. وأسست المزاد في عام 1969، ليصبح نقطة التقاء للمواهب والمستثمرين على السواء .

أسباب التحسن الذي شهده المزاد:

التحسن الذي شهده مزاد هذا العام قد يشير إلى بداية انتعاش لسوق الخيول البولندية بعد فترة من التراجع. ويعزو بعض الخبراء ذلك إلى زيادة الإقبال من المشترين الخليجيين والأوروبيين، إضافة إلى الجهود المبذولة في تحسين أساليب التسويق وتوسيع قاعدة العملاء الدوليين.

كما أن مشاركة خيول ذات أصول معروفة مثل كحيل الشقب وموريون أسهمت في رفع مستوى المزاد، إذ تمثل هذه الأسماء علامات فارقة في عالم الخيول العربية.

اغلى الخيول العربية
اغلى الخيول العربية

الآثار والأبعاد الاقتصادية والثقافية للمزاد:

لا يقتصر أثر المزاد على المبيعات فقط، بل يمتد ليشمل السياحة والاقتصاد المحلي، حيث تستفيد مدينة يانوف بودلاسكي من تدفق الزوار والمستثمرين خلال فترة المزاد. كما يشكل الحدث فرصة للترويج للثقافة البولندية في مجال تربية الخيول، والتأكيد على دور البلاد كوجهة مهمة لعشاق الخيول من مختلف أنحاء العالم.

يظل مزاد “فخر بولندا” أكثر من مجرد مزاد، فهو مرآة لتاريخ طويل من الشغف بالخيول العربية الأصيلة، ومنصة لإبراز جهود المربين في الحفاظ على سلالات نقية ومتوازنة. ورغم الفجوة مع أرقام السنوات الذهبية، فإن نتائج 2025 تبعث برسالة أمل واضحة مفادها أن سوق الخيول البولندية يسير نحو التعافي، ومكانته العالمية قابلة للاستعادة إذا استمرت المؤشرات الإيجابية في السنوات القادمة.

أهمية مزاد فخر بولندا لسوق الخيول العربية:

مزاد “فخر بولندا” لا يعد مجرد حدث بيع، بل منصة تعرض الجودة التاريخية والإبداع في تربية الخيول. يُلقي الضوء على أنساب متفوقة، ويقدم فرصا للمستثمرين والمربين من أوروبا والخليج للدخول في تجارتها بثقة.

مبيعات السنوات الثلاث الأخيرة للمزاد:

سنة 2023 وصلت المبيعات في المزاد إلى 2.2 مليون.
سنة 2024 وصلت المبيعات إلى 637 ألف.
سنة 2025 وصلت المبيعات إلى1.33 مليون.

تظهر هذه الإحصائية التذبذب الكبير الحاصل في مستوى المبيعات، لكنه يظهر أيضا قدرة السوق على التعافي وتعديل المسار نحو الأفضل.

إن النتائج المحسنة في 2025 تظهِر ما قد يكون تحولاً تدريجياً نحو استعادة الثقة في الإنتاج البولندي. وتذكرنا بأن سمعة المزاد والجهود المستمرة في التسويق والتطوير يمكن أن تدفع السوق مجدداً نحو سنوات أكثر ازدهارا.

يبقى مزاد “فخر بولندا” 2025 محطة متجددّة في تاريخ الخيول العربية في بولندا. حيث أن النتائج فيه تعكس التحدي والفرص، وتبرهن أن الجودة العريقة قادرة على الصمود والتجدد. ومع استمرار جهود المربين وعروض الخيول الممتازة، تبدو العودة إلى القمم قريبة، إن استمر الدعم والتوجه الإيجابي.

المصدر:

صحيفة الأصالة الالكترونية

ويكيبديا

مزاد فيسيج-تيبتون لخيول نيويورك 2025 ينعش سوق الخيول

توصيات من الإرشاد الزراعي لحماية الخيول من الإجهاد الحراري

تدجين الخيول الغربية في فيتنام… قصة نجاح تفتح أبواباً للتنمية الاقتصادية

محافظة كرمانشاه تحيي سلالة الخيول الكردية كعلامة تجارية وطنية

أفضل 5 فنادق فاخرة لعشاق الخيول حول العالم