شهد ختام فعاليات مهرجان رويال آسكوت 2025 الملكي مفاجآت عديدة في إنجلترا وسط أجواء احتفالية مهيبة. حيث شهدت خلالها ميادين السباقات تنافساً قوياً بين نخبة خيول العالم. وقد تمكّنت الخيول الإماراتية من تسجيل حضور مميز، حيث شاركت في عدد من السباقات المهمة، محققة نتائج مشرفة، ومؤكدة مكانتها الريادية على الساحة العالمية للفروسية.

اليوم الخامس في المهرجان:

تميز اليوم الخامس والأخير من المهرجان بطابعه الحماسي والإثارة المتواصلة، حيث تمكنت خيول الإمارات من خوض منافسات قوية إلى جانب أبرز الخيول المصنفة في أوروبا والعالم. وقد تركزت الأنظار خلال هذا اليوم على سباقات مثل “هاردويك ستيكس” و”جيرسي ستيكس” و”كومنولث كاب” و”غولدن غيتس ستيكس”، والتي شكلت محطات مهمة ضمن روزنامة المهرجان.

ريبلز رومانس في قلب المنافسة:

من أبرز المشاركات الإماراتية في ختام المهرجان، كانت مشاركة الحصان ريبلز رومانس، المملوك لفريق جودلفين العريق، في سباق هاردويك ستيكس الذي تبلغ مسافته 2400 متر. يعد ريبلز رومانس أحد الخيول الأكثر خبرة في الساحة الدولية، ويشرف على تدريبه المدرب العالمي شارلي أبلبي. ويمتلك هذا الجواد سجلًا حافلًا من الانتصارات، إذ سبق له أن أحرز 17 انتصارًا، من بينها ثلاثة في سباقات الفئة الأولى (G1)، كما حصل على لقب أفضل حصان عشبي في جوائز إكليبس لعام 2024، متفوقًا على العديد من الخيول النخبوية.

شارك ريبلز رومانس في هذا السباق مدفوعًا بطموح تحقيق إنجاز جديد يضاف إلى مسيرته الزاخرة، وكان يتطلع إلى كسر رقم الحصان الأسطوري “أنامو” الذي حقق 13 فوزاً من الفئة الأولى، ليصبح أكبر حصان سناً يحقق مثل هذا الرقم في التاريخ الحديث لسباقات الخيل.

جودلفين يواصل رهاناته عبر “سباي شيف”

لم تقتصر مشاركة جودلفين على ريبلز رومانس فقط، بل خاض الفريق الملكي أيضاً منافسة أخرى عبر الحصان سباي شيف في سباق جيرسي ستيكس لمسافة 1400 متر. وهو من السباقات المصنفة من الفئة الثالثة (G3). تولى تدريب سباي شيف الثنائي الشهير جون وثادي غوسدن، وهما من أبرز الأسماء التدريبية في بريطانيا. وقد دخل الحصان السباق ضمن مجموعة قوية من المنافسين، من بينهم الجواد “رموز” المملوك لسمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم.

رغم قوة المنافسة، سعى فريق جودلفين إلى تعزيز موقعه في هذا النوع من السباقات السريعة، حيث تعتمد نتائجها على السرعة التكتيكية والقدرة على الاندفاع في الأمتار الأخيرة. ما يتطلب من الجياد إمكانات عالية ومن الفرسان دقة في التوقيت والاندفاع.

سيمبول أوف أونر والمراهنة على السرعة القصوى:

في السباقات القصيرة، شاركت الإمارات أيضاً عبر الحصان سيمبول أوف أونر في سباق ووكينغهام ستيكس، وهو سباق من فئة الهانديكاب يقام لمسافة 1200 متر. أشرف على تدريب الحصان المدرب شارلي أبلبي، في محاولة لمنافسة خيول السرعة البريطانية والأيرلندية المعروفة بتخصصها في مثل هذه المسافات.

هذا السباق تحديدًا يعد من أصعب سباقات السرعة في رويال آسكوت، إذ يجمع بين عشرات المشاركين، ويحسم في ثوانٍ معدودة. مما يجعله اختبارًا حقيقيًا لقدرة الحصان على الاندفاع من البوابة الأولى حتى خط النهاية دون خطأ أو تأخير.

طموحات إماراتية في سباقات المسافات الطويلة:

كما شاركت الإمارات في سباق غولدن غيتس ستيكس، وهو سباق هانديكاب لمسافة 2000 متر، عبر خيلين هما البرهان وسلال. وقد جرت المنافسة وسط أجواء من الترقب، إذ أن هذا السباق يعد منصة مهمة للخيول الناشئة التي تبحث عن مكان لها في سباقات الفئة الأعلى.

وكان ختام المهرجان بسباق كوين ألكسندرا ستيكس، وهو أطول سباق في المهرجان على الإطلاق، إذ يمتد لمسافة 4300 متر، ويختتم به أسبوع آسكوت التقليدي، ليمنح الجمهور مشهداً ختامياً مهيباً يليق بمكانة المهرجان.

مفاجآت اليوم الختامي:

من أبرز المفاجآت التي شهدها اليوم الأخير، كان فوز الفرس تايم فور ساندلز في سباق كومنولث كاب. بقيادة الفارس ريتشارد كينغسكوت وتحت إشراف المدرب هاري يوستاس، تفوقت هذه الفرس غير المرشحة على باقي المشاركين. وقد تجاوزت بذلك “أريزونا بليز” بفارق رقبة فقط، بزمن بلغ دقيقة واثنتي عشرة ثانية وثلاث أجزاء من الثانية.

يعد هذا الفوز هو الثاني للمدرب هاري يوستاس في مهرجان رويال آسكوت، حيث سبق له تحقيق الفوز بسباق “الملك آن” مع الحصان “دوكلاندز”. أما تايم فور ساندلز، فقد أكدت من خلال هذا الانتصار قدرتها على التحدي، رغم أنها لم تكن مرشحة بين الخيول المفضلة في هذا الشوط.

سباق كورونيشن ستيكس:

في سباق كورونيشن ستيكس، سجّلت المهرة “سيرسين” واحدة من أكثر النتائج إثارة في المهرجان، حيث فازت بنسبة احتمالات بلغت 33-1، ما شكل مفاجأة مدوية لعشاق السباقات وخبرائها على حد سواء.

كما شهد سباق غولد كب فوزًا جديدًا لجودلفين عبر الحصان Trawlerman، الذي قاده الفارس ويليام بويك لتحقيق زمن قياسي بلغ أربع دقائق وخمس عشرة ثانية. مؤكداً بذلك تفوق المدرسة الإماراتية في تهيئة الخيول لسباقات المسافات الطويلة.

قراءة في الحصاد الإماراتي في رويال آسكوت:

رغم المنافسة الحادة والتحديات المناخية والمسافات المتنوعة، أظهرت خيول الإمارات تكيفًا عاليًا وتخطيطًا استراتيجياً مدروسًا في اختيار السباقات وتوزيع الخيول بحسب التخصص. الحضور الإماراتي لم يكن هامشيًا، بل كان جزءًا من معادلة التفوق على مضمار آسكوت، بدءًا من السرعة القصوى وحتى سباقات التحمل، ومرورًا بتنوع المدارس التدريبية، سواء تحت إشراف شارلي أبلبي أو غوسدن أو غيرهما من الأسماء اللامعة.

أكّد مهرجان رويال آسكوت 2025 أن الإمارات باتت لاعبًا رئيسيًا في الفروسية العالمية، لا سيما عبر مؤسسة جودلفين، التي أثبتت قدرتها على صناعة الأبطال في جميع المسافات والتصنيفات. كما أن الحضور المتنوع للخيول الإماراتية، من خلال ألوان مختلفة وأسماء مملوكة لأفراد ومؤسسات إماراتية، يشير إلى عمق الاستثمار الوطني في هذا القطاع الحيوي.

تلك النتائج التي حققتها الخيول الإماراتية ليست سوى انعكاس لرؤية استراتيجية واضحة تنتهجها الدولة في دعم رياضة الفروسية، وتعزيز مكانة الخيل العربي والعالمي ضمن البطولات الكبرى. وتؤكد هذه المشاركة المتجددة عامًا بعد عام، أن الإمارات لا تكتفي بالمشاركة، بل تسعى دومًا إلى التتويج والريادة في أعرق مضامير العالم.

المصادر:

صحيفة The Guardian

وكالة Reuters،

موقع Royal Ascot الرسمي.

قانون حماية الخيول درع قانوني ضد إساءة معاملة الخيول

أشهر الخيول في التاريخ الإسلامي: وفاء وشجاعة لا مثيل لها

مهرجان رويال آسكوت 2025 يستعرض نخبة الخيول العالمية

فوز تاريخي لقطر في سباق الخيول العربية الأصيلة

شركة تعالج سرطان الجلد لدى البشر تبدأ بعلاج أورام الخيول