من عالم السباقات إلى مراكز العلاج ..قصة حصان تجاوز التهميش ليصبح مصدر أمل

حصان سباق سابق ينتقل من عالم السباقات ليثبت جدارته في مركز علاجي وذلك بعد أن وُصف بأنه حصان “غريب الأطوار”.

في قصة ملهمة من عالم الفروسية، نجح حصان سباق سابق يبلغ من العمر 18 عامًا في تجاوز العقبات التي واجهته بعد انتهاء مسيرته في عالم السباقات. الحصان المعروف باسم “هارلي” Harley، والذي خاض سباقات القفز National Hunt، كان قد وُصف من قبل مدربين سابقين بأنه “غير مستقر نفسيًا” و”صعب المراس”، حتى أن بعضهم اعتبره غير مناسب للتأهيل أو إعادة التوطين.

من هو هذا الحصان؟

“هارلي” يعيش اليوم في مركز يدعى ملاذ جيس للخيول Jess’s Horse Haven، وهو مركز متخصص في تأهيل الخيول وتقديم برامج علاجية تعاونية تستهدف الأطفال والبالغين من ذوي الإعاقات الجسدية أو النفسية. ورغم سمعته السابقة كحصان صعب التعامل، أصبح اليوم جزءًا لا يتجزأ من هذا البرنامج العلاجي، بل ويعتبر أحد أكثر الخيول تفاعلًا مع الأطفال.

تقول مديرة المركز في حديثها لمجلة Horse & Hound:

“كنا نعلم أن لديه شيئًا مميزًا، لكننا لم نتوقع أبدًا هذا المستوى من التواصل مع الأطفال. هو يمنحهم شعورًا بالأمان لا تستطيع معظم الخيول الأخرى تقديمه.”

 

من السباق إلى ميادين العطاء:

بعد اعتزاله السباقات، أمضى هارلي أكثر من سبع سنوات في عزلة، يرعى في أحد الحقول دون أي نشاط يذكر. حيث أن العديد من الأشخاص رأوا أنه ليس حصانًا يمكن إعادة تدريبه، والبعض اقترح أن القتل الرحيم قد يكون الخيار الأفضل. لكن فريق المركز قرر منحه فرصة حقيقية، وكان هذا القرار نقطة التحول الكبرى في حياته.

البرنامج الغذائي الأفضل لحصانك

خضع هارلي لتدريبات إعادة التأهيل السلوكي والبدني، وتم العمل على إعادة بناء ثقته بالبشر، بعد سنوات من التهميش وعدم التقدير. وشيئًا فشيئًا، بدأ يُظهر علامات الهدوء والانفتاح، خصوصًا أثناء التفاعل مع الأطفال. وقد أظهر سلوكًا داعمًا وحنونًا مع الحالات النفسية والعصبية المعقدة.

ويؤكد مسؤولو المركز أن “هارلي” يحدث تأثيرًا ملحوظًا في حياة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات مثل التوحد، والقلق الشديد، واضطراب ما بعد الصدمة. وقد سجل تحسن في قدرة العديد من الأطفال على التواصل والتفاعل بعد عدة جلسات علاجية مع هذا الحصان المميز.

سلك معدني في جبهة حصان: حادثة تعيد تسليط الضوء على آلام الخيول الخفية

وفي  قصة أخرى تحولت قصة تعافي حصان إلى قصة صدمة، حيث انتشر مؤخرًا خبر فارسة أمريكية تدعى آبي آبل Abby Apple واجهت تغيرًا حادًا في سلوك حصانها المعروف باسم بيبي جاي Baby Guy، أو كما تسميه اختصارًا “BG”. الحصان الذي اعتادت عليه آبي كرفيق هادئ ومتعاون، بدأ فجأة في إظهار سلوك عدواني، يرفض التدريب ويعضّ أو يحاول الفرار عند محاولة ركوبه.

إشارات غير مفسرة قادت إلى كشف مثير:

آبي التي تعرف خيلها جيدًا، أدركت أن ما يحدث ليس مجرد “تمرد”، بل علامة على وجود ألم داخلي. بدأت بإجراء فحوصات طبية شاملة، شملت أشعة سينية على كامل الجسد، لكن لم تظهر أي نتائج. ومع أن الفريق البيطري كان على وشك الانتهاء، شعرت آبي بأن هناك شيئًا مفقودًا.

تقول آبي:

“عندما انتهينا تقريبًا، قلت للطبيب: من فضلك، فقط صورة واحدة للرأس. لدي إحساس غريب.”

طرق تحسين الحالة النفسية للخيول

وفعلًا، عند إجراء الأشعة الإضافية، اكتُشف جسم معدني داخل جبهة الحصان. أظهرت الصور قطعة من السلك المعدني مغروسة في الجبهة، وهي على الأرجح كانت السبب في شعوره بالألم والتصرفات غير المتوقعة.

هل وقع حادث سابق دون أن يلاحظ؟

بحسب البيطري الذي أجرى الفحص، فإنه يرجح أن السلك دخل إلى رأس الحصان خلال حادث لم يتم ملاحظته أو ربما أثناء وجوده في حظيرة تحتوي على سياج سلكي غير آمن. وبسبب قرب السلك من العصب الحسي، فإنه كان يسبب ألمًا متقطعًا لا يمكن توقعه، وهو ما انعكس سلوكيًا بشكل عنيف أحيانًا.

الحصان خضع لاحقًا لعملية جراحية دقيقة لإزالة السلك، ويخضع حاليًا للعلاج الفيزيائي والمراقبة المستمرة، وقد أظهر بالفعل علامات تحسن واضحة، خاصة من ناحية استجابته أثناء التدريب.

أهمية الإصغاء لتغيرات سلوك الحصان:

هاتان القصتان تسلطان الضوء على محور أساسي في عالم تربية الخيول وهو ضرورة فهم أن التغير السلوكي المفاجئ لا يعني تمردًا أو عدوانية فقط، بل قد يكون نداء استغاثة صامت.

الخبراء يؤكدون أن التغيرات السلوكية غالبًا ما تكون مرتبطة بمشاكل صحية داخلية، خصوصًا تلك التي لا تظهر بسهولة مثل:

  • التهابات الأعصاب أو المفاصل.
  • مشاكل الأسنان أو الفم.
  • آلام العمود الفقري أو الحوض.
  • أجسام غريبة داخل الجسم كما في حالة BG.

ولهذا، يوصى دائمًا بعدم تجاهل أي تغير في تصرفات الخيل، واللجوء إلى فحص طبي شامل يشمل الرأس والجسم كله، إضافة إلى الأخذ بعين الاعتبار إشارات غير واضحة قد تكون دليلاً على معاناة حقيقية.

في الختام:

إن قصة “هارلي” تظهر لنا أن الأحكام السريعة قد تحرم الخيول من مستقبل مشرق وفرصة للمساهمة في شفاء البشر. وفي المقابل، تذكّرنا قصة “بيبي جاي” أن الخيل مخلوقات حساسة ومعقدة، وقد تعاني بصمت دون أن نجد دليلًا ماديًا فوريًا.

خطوات علاج إصابات الخيول الرياضية

وهذه القصص تُشكل دعوة لكل مربي ومُدرب خيل لأن يكون أكثر وعيًا ورعاية، ليس فقط في مضمار التدريب، بل في الإصغاء لما تقوله الخيول بسلوكها، قبل فوات الأوان.

المصادر:

Horse & Hound – “Ex-racehorse proves those wrong who said he was too quirky to rehome”

Horse & Hound – “Owner asks vet for one final X-ray after horse’s behaviour changes – and is stunned by what they find”

قصة كيبريوس الحصان الذي عاد من الموت ليصبح أسطورة في سباقات التحمل

قطر وباكستان تعززان تعاونهما في مجال الفروسية

معرض ديفون للخيول يجمع نجوم الفروسية من كل العالم

سباق بيلمونت ستيكس 2025 وصراع الأبطال على أرض ساراتوغا

مزاد “بريز أب” 2025 يحطم الأرقام القياسية بدعم من الذكاء الاصطناعي