مهرجان كبادوكيا على صهوات الخيل وتحت ظلال المناطيد

يطل علينا مهرجان كبادوكيا للخيول بصباحات تركية  يزينها الفرسان وهم على صهوات الخيل وتحت ظلال المناطيد في مشهد فريد يجمع بين تراث الفروسية وسحر الطبيعة.

ففي قلب الأناضول، وتحديدًا في بلدة “غورمه” التابعة لولاية نوشهير وسط تركيا، استيقظت كبادوكيا على صباح مختلف.
خيث شارك فرسان من مختلف الولايات التركية في جولة فروسية عند شروق الشمس وذلك ضمن فعاليات مهرجان كبادوكيا للخيول وثقافة الفروسية.
المشهد بدا ساحرًا، حيث اجتمعت فيه الخيول الأصيلة والمناطيد الملونة فوق مداخن الجنيات، لتخلق لحظة لا تُنسى وخاصة لعشاق الفروسية.

خيول تمشي ومناطيد تطير:

مع بلوغ الفجر في كبادوكيا تحرك الفرسان بخيولهم وسط تكوينات صخرية فريدة في المنطقة تعرف باسم “مداخن الجنيات”، وهي تقع في منطقة انطلاق المناطيد.
وقد صعد السياح إلى سلال المناطيد التي جهزها المختصون، حيث ارتفعت تدريجيًا في سماء كبادوكيا الذهبية. وتداخلت مشاهد الأرض والسماء معاً، كما تماهت أصوات حوافر الخيل مع نفخات اللهب في المناطيد.

خيول من سلالات محلية:

شارك في هذه الفعالية مجموعة من الفرسان الذين جاؤوا من ولايات مختلفة، حاملين معهم خيولًا من سلالات محلية معروفة بقوتها وجمالها.

وقد كان من بين المشاركين، الفارس “توركر تونجر” الذي عبر  عن سعادته بهذا الحدث قائلًا:
“شاركنا بسبعة خيول من مزرعتنا. التجربة كانت ساحرة وآمل أن تتكرر سنويًا”.
وكذلك أضاف تونجر أنه سيشارك أيضًا في مسابقة جمال الخيول ضمن المهرجان، مؤكدًا شغفه الدائم بالفروسية.

كيف تبعد الحشرات عن خيولك في الصيف
كيف تبعد الحشرات عن خيولك في الصيف

كبادوكيا.. أرض الخيول الجميلة:

تعني كلمة “كبادوكيا” باللغة الحثّية القديمة “أرض الخيول الجميلة”، وهو اسم يليق بتاريخ المنطقة وثقافتها. حيث تعرف كبادوكيا بتضاريسها الفريدة ومناخها المعتدل، ما يجعلها بيئة مثالية لتربية الخيول وتنظيم الفعاليات المفتوحة.
المنطقة تحتضن سنويًا مهرجانات سياحية وثقافية، منها فعاليات الفروسية التي تجذب مئات الزوار من الداخل والخارج.

مهرجان يجمع بين الرياضة والسياحة والثقافة:

يمثل مهرجان كبادوكيا للخيول تجربة غنية تمزج ما بين الرياضة والتراث والسياحة البيئية. حيث أن الهدف من المهرجان لا يقتصر على الاستعراض، بل يسعى لإحياء علاقة الإنسان بالخيل وتاريخ الفروسية في الأناضول. وتشمل فعاليات المهرجان أيضًا عروضًا تراثية، ومسابقات جمال للخيول، وندوات حول تربية الخيول وسلالاتها.

مداخن الجنيات.. خلفية طبيعية ساحرة:

تعد “مداخن الجنيات” من أشهر التكوينات الجيولوجية في تركيا. وقد تشكلت بفعل البراكين والعوامل الجوية خلال آلاف السنين. تمنح هذه الصخور المخروطية خلفية بصرية فريدة لركوب الخيل وجولات المناطيد، مما يضيف طابعًا سرياليًا للحدث.
يشبّه الزوار المشهد بلوحة حية، حيث يندمج الفارس والطبيعة والتاريخ في لحظة واحدة.

إقبال سياحي متزايد على المنطقة:

كبادوكيا مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ما يمنحها أهمية دولية كموقع طبيعي وتاريخي.
حيث يجذب المهرجان فئات واسعة من السياح، خاصة هواة التصوير والفروسية والسياحة البيئية. كما أن السياح يستمتعون بجولات المناطيد نهارًا، وبجولات الخيل أو المشي بين الكهوف التاريخية مساءً.

رؤية محلية لتطوير السياحة من خلال الفروسية:

تسعى السلطات المحلية في نوشهير لتعزيز السياحة المستدامة عبر تنظيم مهرجانات ترتبط بالثقافة والبيئة.
مهرجان كبادوكيا للخيول يعد من المبادرات الناجحة التي تربط بين التراث المحلي والحركة السياحية المعاصرة.
كما يشكل دعمًا مباشرًا للمزارع الصغيرة ومربي الخيول الذين يشاركون بسلالاتهم في المهرجان.

دعوة سنوية لعشاق الفروسية:

يشكل المهرجان منصة تفاعلية لعشاق الفروسية من داخل تركيا وخارجها. ويأمل المشاركون والمنظمون أن يتحول الحدث إلى تقليد سنوي دائم يجمع بين جمال الخيل وسحر كبادوكيا.
الخيول والمناطيد ترويان هنا قصة المكان، وتفتحان أبوابًا لحكايات لا تنتهي.

المصادر:

وكالة الأناضول التركية

موقع يني شفق العربي

طالبة إماراتية تطور منظومة ذكية لتحسين العلاقة بين الفارس والخيل

تحذير خطير لمربي الخيول: نبات سام كاد أن يودي بحياة فرس نادرة

تركيا تدخل سوق الخيول العربية الأصيلة وتحقق أرباحاً قياسية في أول تجربة

طالب تايلاندي يتحدى المألوف ويركب حصانه إلى المدرسة

العناية بأسنان الحصان شرط أساسي لصحته وتحسين أدائه اليومي