مهرجان ماطا 2025 يختتم فعالياته ويتوج الفائزين

اختتمت فعاليات الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الدولي ماطا 2025 للفروسية، في مدشر زنيد بجماعة أربعاء عياشة التابعة لإقليم العرائش. جاء ذلك تحت رعاية السامية الملك محمد السادس، وبحضور شخصيات مغربية وأجنبية تمثل مجالات السياسة والثقافة والدبلوماسية.

مشاركة واسعة في المهرجان:

وقد شهد المهرجان هذا العام مشاركة واسعة، ضمت أكثر من 300 فارس موزعين على ثلاثين فرقة. حيث تنافس الفرسان خلال أيام المهرجان على الظفر بدمية “ماطا”، وهي دمية رمزية تجسد تاريخًا عريقًا من فنون الفروسية الشعبية التي تتميز بها قبائل بني عروس.

أقيم المهرجان في محيط ضريح القطب الرباني مولاي عبد السلام بن مشيش، أحد أبرز رموز التصوف المغربي. وتنظم هذا الحدث سنويًا الجمعية العلمية العروسية للعمل الاجتماعي والثقافي، بدعم من شركاء وفاعلين محليين ودوليين.

الفارس أحمد جمعة يتوج بلقب “ماطا”:

أسفرت المنافسات النهائية عن فوز الفارس أحمد جمعة بلقب الدورة الثالثة عشرة. أبان جمعة عن براعة كبيرة في التحكم بالفرس وانتزاع الدمية وسط زخم المنافسة. وقد استُقبل الفائز بحفاوة كبيرة من جمهور المهرجان، خاصة من النساء اللواتي أطلقن الزغاريد تعبيرًا عن الفرح والانتصار.

يعتمد الفوز بلعبة “ماطا” على القوة الجسدية، وسرعة الفرس، والقدرة على المراوغة في الميدان. وتعود أصول هذه اللعبة إلى تقاليد قبائل جبالة، حيث كانت تمارس بعد نهاية موسم الحصاد للاحتفال والبهجة.

أنشطة ثقافية وفنية موازية:

لم يقتصر المهرجان على المسابقات الفروسية فقط، بل تخللته فعاليات فكرية وثقافية وفنية. حيث نظمت ندوتان فكريتان بمشاركة علماء دين وباحثين من المغرب ودول أخرى، تناولتا موضوعات مثل التعايش الديني والسلام المجتمعي.

كما أُقيم معرض كبير للمنتجات الفلاحية والصناعات التقليدية، شاركت فيه 85 تعاونية من مختلف جهات المغرب. حضرت أيضًا تعاونيات من دول إفريقية ككوت ديفوار، السنغال، موريتانيا، وبوركينا فاسو، ما أعطى المعرض طابعًا دوليًا متنوعًا.

خطوات تزيين الحصان للعروض والمناسبات

وكذلك أحيت فرق فنية ليالي المهرجان، عبر أمسيات في السماع الصوفي والموسيقى الجبلية. عرفت السهرات حضورًا جماهيريًا كبيرًا، وشكلت متنفسًا ثقافيًا وفنيًا لسكان المنطقة وزوارها.

دور كبير في الحفاظ على التراث المغربي:

أكد رئيس المهرجان نبيل بركة أن مهرجان ماطا يلعب دورًا أساسيًا في تعزيز التراث الثقافي المغربي، خصوصًا بعد إدراج هذه اللعبة ضمن قائمة التراث اللامادي لمنظمة الإيسيسكو. وأضاف أن المهرجان يرسخ قيم السلام والتعايش بين الشعوب، ويمنح الشباب فرصة للتواصل مع موروثهم الحضاري.

ونوّه المشاركون بالدور الذي تلعبه هذه الفعاليات في ترسيخ الهوية المغربية، وتعزيز السياحة الداخلية، وتحفيز الاقتصاد المحلي في المناطق الجبلية المهمشة.

ختام المهرجان برسالة ولاء وعروض فنية:

اختتمت الدورة بتلاوة رسالة ولاء موجهة إلى جلالة الملك محمد السادس، أعرب فيها المنظمون عن شكرهم للرعاية الملكية للمهرجان. واختتم الحفل بعروض موسيقية وصوفية امتزج فيها الطابع الروحي مع البهجة التراثية، لتغلق الستارة على دورة ناجحة بكل المقاييس.

ماطا: تراث ممتد عبر الأجيال:

تعد دمية “ماطا” جزءًا من تراث الشمال المغربي، حيث يتجمع الناس لمشاهدة فرسان القبائل يتنافسون على حملها. لا تستخدم السروج أو الركاب في هذا النوع من الفروسية، ما يعكس مدى الشجاعة والمهارة التي يتمتع بها الفرسان.

يمثل هذا التراث فرصة للأجيال الجديدة للتعرف على تاريخهم، ويمنح الزوار تجربة فريدة من نوعها في أحضان طبيعة الريف المغربي.

شروط إقامة بطولات الفروسية

توصيات للاستمرار والتطوير:

دعا المنظمون إلى تطوير المهرجان مستقبلًا عبر إشراك مؤسسات تعليمية وثقافية بشكل أكبر، وتوثيق اللعبة بالصوت والصورة للحفاظ عليها كتراث من المهم والواجب نقله للأجيال القادمة. كما طالب الحاضرون بإدماج المهرجان ضمن برامج السياحة الثقافية بالمغرب، وذلك نظرًا لقيمته التراثية والروحية.

بهذا يختتم مهرجان ماطا فعالياته وسط إشادة واسعة من المشاركين والحضور، الذين اعتبروا هذه الدورة من أنجح الدورات في تاريخه. وبقي الفارس أحمد جمعة رمزًا للتميز في الفروسية الشعبية المغربية خلال هذا العام.

المصادر:

Larache News

Maroc24.com

Tanja24.com

Alkonouz.com

أهم الحقائق حول متلازمة التمثيل الغذائي لدى الخيول

فضيحة تؤدي إلى إيقاف مدرب خيول 10 سنوات

أهمية مكملات المعادن في تغذية الخيول

الخيول السعودية تعيد التأكيد على حضورها الرمزي في استقبال ترامب وتدعم تطلعات رؤية 2030

قانون ترامب الجديد يمنح ملاك الخيول فرصة ذهبية لخصومات ضريبية كبيرة