موسم التبوريدة بأولاد عياد يبرز الفروسية كأداة للتنمية المحلية

يبرز موسم التبوريدة بأولاد عياد الفروسية كأداة للتنمية المحلية في جهة بني ملال خنيفرة. فقد نظمت جماعة أولاد عياد، القريبة من مدينة بني ملال، النسخة الثالثة عشرة من موسم التبوريدة. وقد جاء ذلك تحت شعار يؤكد على أهمية التبوريدة كتراث لا مادي في خدمة التنمية المحلية. حيث شهد الموسم إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، ومشاركة واسعة من فرق تمثل مختلف قبائل جهة بني ملال خنيفرة. وقد عكست هذه التظاهرة الثقافية عمق ارتباط السكان المحليين بفن الفروسية التقليدي المعروف بـ”التبوريدة”.

“التبوريدة” تقليد مغربي يزداد رسوخًا:

تعد التبوريدة من أبرز مظاهر الثقافة المغربية المرتبطة بعالم الفروسية، حيث تمثل لوحة فنية شعبية توارثتها الأجيال. تقام العروض في ساحات مفتوحة وتنفذ بخيول مدربة وفرسان يرتدون أزياء تقليدية. يطلق الفرسان البارود بشكل متزامن في نهاية كل جولة، ما يخلق مشهدًا جماعيًا يجمع بين الانضباط والمهارة.

في موسم أولاد عياد، ظهرت فرق تمثل قبائل مثل بني موسى وبني عمير وبني زمور. وقدمت هذه الفرق عروضًا قوية تعكس جودة التدريب وتنوع الأساليب بين المناطق. يشرف على كل فرقة “المقدم” الذي يقود السربة وينسق حركة الفرسان لضمان التزامن المثالي في إطلاق البارود.

موسم التبوريدة بأولاد عياد يبرز الفروسية كأداة للتنمية المحلية.
موسم التبوريدة بأولاد عياد يبرز الفروسية كأداة للتنمية المحلية.

موسم متكامل يعزز السياحة والتنمية:

اختيار شعار “فن التبوريدة تراث لا مادي في خدمة التنمية المحلية” لم يكن مجرد تعبير شعبي. بل عكس التوجه الحقيقي لتحويل هذه المناسبات إلى رافعة اقتصادية للمنطقة. فقد ساهم الموسم في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي من خلال تنشيط الأسواق، ورفع الإقبال على المنتوجات التقليدية، وزيادة إشغال المطاعم والفنادق في بني ملال والمناطق المجاورة.

شارك في الموسم عشرات الفرسان من مختلف الأعمار، بينهم شباب يسعون للحفاظ على تراث الأجداد. وقد تم تقديم جوائز رمزية للفرق المتميزة، إضافة إلى تنظيم ورشات تعريفية للأطفال والناشئة حول الخيل وتقنيات التبوريدة. وهدفت هذه الأنشطة لغرس حب الفروسية في الأجيال الجديدة.

الحضور الجماهيري يعكس قوة الارتباط بالتراث:

شهدت التظاهرة حضورًا جماهيريًا واسعًا من سكان المنطقة وزوار من مدن مجاورة مثل الفقيه بن صالح وخريبكة وسطات. امتلأت جنبات الفضاء المخصص للعروض بالزوار الذين تابعوا الاستعراضات بحماسة واضحة. كما عبّر العديد منهم عن إعجابهم بالتنظيم وبعودة الموسم بعد توقفه لسنوات بسبب ظروف جائحة كورونا.

الحضور القوي للنساء والأطفال أضفى طابعًا عائليًا على الحدث، ما ساعد على تحويله إلى مهرجان مجتمعي شامل. واهتمت الجهات المنظمة بتوفير مرافق خدمية، مثل المياه والمراحيض ومناطق جلوس مظللة، لضمان راحة الزوار.

قانون ترامب الجديد وتأثيره على ملاك الخيول

دعم رسمي وتغطية إعلامية وطنية:

حظي موسم أولاد عياد بدعم من مجلس جهة بني ملال خنيفرة والجماعة الترابية، إضافة إلى دعم بعض الجمعيات الثقافية. كما واكبته وسائل إعلام محلية ووطنية مثل قناة “دوزيم”، التي قدمت تقريرًا مصورًا عن الحدث أبرز قيمة التبوريدة في الثقافة المغربية.

وساعدت التغطية الإعلامية في تسليط الضوء على أهمية استمرار هذه الفعاليات، ليس فقط من الجانب الفني، بل كوسيلة لربط السكان بتراثهم. كما دعا العديد من المشاركين إلى إدراج موسم التبوريدة في أجندة الفعاليات الوطنية الكبرى لدعم السياحة الداخلية.

مطالب بإنشاء بنية تحتية مخصصة للفروسية:

رغم نجاح التنظيم، طالب عدد من المتدخلين بتوفير فضاءات دائمة للعروض، تكون مجهزة ببنية تحتية ملائمة. وأكدوا أن إقامة ساحة مخصصة للفروسية في أولاد عياد ستُساهم في استقطاب مزيد من الفرق والزوار. كما دعوا إلى دعم الجمعيات الفروسية عبر منح سنوية تمكنها من تدريب الشباب وتنظيم الأنشطة طيلة السنة.

واعتبر عدد من الفاعلين أن التبوريدة لا يجب أن تقتصر على المناسبات الموسمية، بل يجب دمجها في المقررات الثقافية والسياحية والتعليمية على مستوى الجهة. وذلك من أجل الحفاظ على هذا الفن التقليدي وضمان استمراريته في ظل تحديات العصر.

البرنامج الغذائي الأفضل لحصانك

فن التبوريدة في قائمة اليونسكو:

الجدير بالذكر أن فن التبوريدة أُدرج عام 2021 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية التابعة لمنظمة اليونسكو. وقد اعتُبر ذلك اعترافًا دوليًا بقيمته الرمزية في الهوية الثقافية المغربية. ويأتي تنظيم هذا النوع من المواسم تأكيدًا على التزام الفاعلين المغاربة بحماية التراث وتعزيزه في المجتمع المعاصر.

نجاح موسم التبوريدة بجماعة أولاد عياد هذه السنة يعكس رغبة قوية في الحفاظ على التراث المحلي وتوظيفه للتنمية المستدامة. ومع كل دورة جديدة، يكتسب هذا الفن حضورًا أقوى بين الأجيال، ويُرسّخ مكانته كجسر بين الماضي والحاضر في مجتمع يشق طريقه بثقة نحو المستقبل.

المصادر:

2M.com

موقع وزارة الثقافة المغربية

مرابط الخيول وجهات ترفيهية تجمع بين الفروسية والطبيعة

بيل غيتس يدعم شغف ابنته بجو خيالي لرياضة الفروسية

أفضل التطبيقات لمحبي الخيول.. كيف تستخدم التكنولوجيا في عالم الفروسية؟

مدارس ومراكز تعليم الفروسية في السعودية والخليج

مرابط الخيول وجهات ترفيهية تجمع بين الفروسية والطبيعة